نظمت الأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) ندوة حول دور صناعة البتروكيماويات في تنمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة، اليوم الثلاثاء الموافق 25 أكتوبر، عبر تقنية الاتصال المرئي، وقد صرح علي سبت بن سبت الأمين العام للمنظمة في افتتاح الندوة، بأن الأمانة العامة دأبت على عقد سلسلة من الندوات وورش العمل ذات الاهتمام المشترك للدول الأعضاء في مجال الصناعات اللاحقة، ومنها صناعة البتروكيماويات، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على أهم التحديات والفرص المتاحة لتنويع الاقتصاد وزيادة القيمة المضافة للمنتجات، ومنها مشروعات الصناعات الصغيرة والمتوسطة والتي تلعب دوراً محورياً هاماً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العديد من دول العالم.
وتتجسد أهمية تلك المشروعات بدرجة أساسية في قدرتها على توفير فرص عمل بمعدلات كبيرة وبتكلفة استثمارية منخفضة، مما يساهم في معالجة مشكلة البطالة، وزيادة الدخل القومي وتنويع مصادره وزيادة القيمة المضافة.
وأشار إلى نجاح العديد من الدول المتقدمة والنامية في الاستفادة من مزايا المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كأحد أهم وسائل التنمية الاقتصادية، مما يؤكد على أن نجاح هذه المشروعات لا يرتبط بالتقدم الاقتصادي للدول فقط.
من جانب اَخر أكد الأمين العام على الدور الهام والرئيسي الذي يمكن أن تلعبه صناعة البتروكيماويات في المساهمة في تنفيذ خطط التنمية المستدامة في العديد من الدول العربية، حيث تعد البتروكيماويات أحد أهم مصادر الدخل للدول المنتجة للنفط، كما أنها يمكن أن تساهم في توفير مواد التغذية الأولية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة كمدخلات انتاج، ومن ثم يمكن أن تساهم في تنويع وبناء اقتصاد قوي ومنافس ليس على المستوى الإقليمي فحسب وإنما أيضاً على المستوى العالمي، وهو ما يستلزم دعم تلك المشروعات، واحتضانها، وتشجيع القطاع الخاص على القيام بدوره في النهوض والمساهمة في تنمية هذا النوع من المشاريع.
في ختام كلمته تقدم الأمين العام بالشكر إلى معالي الوزراء وسعادة أعضاء المكتب التنفيذي للمنظمة لما بذلوه من دعم لإعداد هذه الندوة من خلال ترشيح صناع القرار، والخبراء، والمختصين للمشاركة إذا بلغ عدد المشاركين نحو 120 مشارك. كذلك تقدم بالشكر إلى سعادة المهندس/ اسامه كمال- وزير البترول الأسبق في جمهورية مصر العربية والدكتور/ نواف أبو شمالة، خبير اول بالمعهد العربي للتخطيط، والدكتور ياسر بغدادي – خبير أول صناعات نفطية بمنظمة أوابك.
قدم الدكتور / ياسر بغدادي – خبير أول صناعات نفطية ورقة الأمانة العامة لمنظمة أوابك والتي أشار فيها إلى أن الصناعات الصغيرة المتوسطة تلعب دوراً محورياً هاماً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العديد من دول العالم. وتتجسد أهمية تلك المشروعات بدرجة أساسية في قدرتها على توفير فرص عمل بمعدلات كبيرة وبتكلفة استثمارية منخفضة، مما يساهم في معالجة مشكلة البطالة، وزيادة الدخل القومي وتنويع مصادره وزيادة القيمة المضافة، كما تتميز الشركات الصغيرة والمتوسطة بسرعة التكيف مع عالم الأعمال الديناميكي من خلال التحول إلى التجارة الإلكترونية.
ومن جانب آخر استعرضت الورقة بعض النماذج الناجحة في دول العالم المتقدمة والنامية، كما اشارت إلى تجارب كل من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت، الدول الأعضاء في المنظمة في مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة في صناعة البتروكيماويات، وتمثل مجمعات الصناعات الصغيرة والمتوسطة في صناعة البتروكيماويات في كل من المملكة العربية السعودية والإمارات نحو 60 % من إجمالي الصناعات التحويلية في دول الخليج العربي.
بدوره أشار المهندس أسامة كمال إلى أن صناعة البتروكيماويات هي صناعة تعظيم القيمة المضافة للموارد البترولية المتوفرة بالدول العربية، مع ضرورة التكامل والتنسيق بين الدول العربية لتعزيز الاستفادة من المنشآت البتروكيماوية في خلق صناعة عربية مؤثرة في مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وإطلاق نموذج اقتصادي عربي موحد تحت مظلة منظمة الوحدة الاقتصادية العربية في مناطق مختلفة من الدول العربية، وبالتنسيق مع منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك".
كما استعرض الدكتور نواف أبو شمالة من المعهد العربي للتخطيط تحليل مفهوم العناقيد الصناعية وخصائصها، بهدف الوقوف على السياسات والادوات المناسبة لتنميتها وتطويرها، حيث ركزت الورقة على تأصيل مفهوم العناقيد الصناعية، والمؤسسات المشاركة فيها، كما عرضت السياق الفكري والتطبيقي والمبررات الاقتصادية والتنموية لتنميتها، ومواضع التمايز الاساسية فيما بينها وسلاسل القيمة العالمية GVCs والمناطق الصناعية.
وفي الجلسة الختامية تم استعراض بعض الاستنتاجات والتوصيات التي توصل إليها المشاركون ومنها: ضرورة ابراز أهمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومردودها الاقتصادي، بما يضمن تشجيع المؤسسات المالية العربية للمشاركة في تمويل مثل تلك المشروعات، والعمل على تعزيز العلاقة بين مراكز ومعاهد البحث العلمي والصناعة، لتلبية المتطلبات الحديثة، واستنباط منتجات جديدة، ومتخصصة لضمان تأهيل الصناعات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية.
وكذلك تعزيز التعاون مع المؤسسات العالمية المتخصصة بهدف تبادل الخبرات في مجال تطوير أداء مشاريع الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وضرورة تشجيع القطاع الخاص للمشاركة في المشروعات الصغيرة، والمتوسطة إلى جانب القطاع الحكومي.
ووضع الاستراتيجيات اللازمة لتوفير الدعم اللازم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لصناعة البتروكيماويات، انطلاقاً من مراحل التخطيط وإعداد الدراسات الفنية والاقتصادية، خاصة وأن الاستثمار في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة يسهم في بناء اقتصاد متين من خلال تنويع مصادر الدخل القومي للدول الأعضاء التي تعتمد على النفط كمورد رئيسي، وضرورة التنسيق والتعاون بين الدول الأعضاء في المنظمة بهدف تعزيز التكامل فيما بين منشآت صناعة البتروكيماويات وتفادي المنافسة على أسواق تصدير المنتجات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة