استقبل الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، عبد الله بن طوق المري وزير الاقتصاد بدولة الإمارات العربية المتحدة، والرئيس الفخري لمجلس الإمارت للمستثمرين بالخارج، وذلك في إطار الاحتفال بمرور 50 عامًا على العلاقات المصرية الإماراتية.
وشهدت قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، جلسة حوارية حول اقتصاد المعرفة لعبد الله بن طوق المري، حضرها نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات والوكلاء والأساتذة والطلاب ومديرو الإدارات بالجامعة.
خلال كلمته، قال الدكتور محمد الخشت، إن هذا اللقاء يأتي في إطار مجموعة من البدهيات التي تحكم العلاقات المصرية الإماراتية والتي لها تاريخ طويل ومتجذر منذ عقود طويلة، وراسخ منذ بداية دولة الإمارات عام 1971 برئاسة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وتدخل في مدارج القوة والتعاون بين الدولتين، بما يعكس شعار "مصر والإمارات قلب واحد"، وتنمو يوما بعد يوم، وهو ما ينعكس في حجم الزيارات المتبادلة بين الحكومتين، مشيرا إلى أن النموذج الإماراتي يقدم لنا نموذجا للعمل من خلال فريق واحد يقوم على التنوع والوحدة فى آن واحد.
وأوضح الدكتور محمد الخشت، أن جامعة القاهرة نجحت خلال السنوات الأخيرة في الدخول ضمن جامعات الجيل الرابع، وأن تقوم على اقتصاد المعرفة والبحث العلمي والتمكين من خلق القيمة، مشيرًا إلى أن جامعة القاهرة حققت خلال السنوات الأخيرة حلمًا جديدًا، حيث أصبحت ضمن أفضل 100 جامعة عالمية من بين 30 ألف جامعة على مستوى العالم في 5 تخصصات، بالإضافة إلى دور الجامعة الفعال في الخدمة المجتمعية.
وعبر عبد الله بن طوق المري وزير الإقتصاد بدولة الإمارات العربية المتحدة،عن سعادته واعتزازه بالتواجد في جامعة القاهرة أعرق الجامعات العربية ،مؤكداحرصه على التواجد مع طلاب جامعة القاهرة، باعتبارها صرحًا علميًا كبيرًا، وتأتي كأقدم جامعة في مصر و العالم العربي، وكانت ولاتزال مقصد ووجهة قادة نراهم في مراكز قيادية عربية.
وقال المري، إن هذا العام يتم الاحتفال بالعلاقات بين مصر والإمارات و ستشهد القاهرة احتفالات عديدة بهذه المناسبة، موضحًا ضرورة الحديث عن الشباب والاقتصاد وخاصة اقتصاد المعرفة، مشيرًا إلى أن العالم واجه العديد من التحديات بسبب فيروس كورونا.
واستعرض المري، تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في استعادة تعافي اقتصادها ومضاعفته بعد جائحة كورونا ، وقدم الوزير عرضا حول عملية النهوض الذي حدث في الاقتصاد الإماراتي والتطور في المفاهيم الاقتصادية والتي تضمنت تحديد أهداف واضحة، وإيجاد أسواق جديدة، وفتح آفاق جديدة للمستثمرين، والرؤية نحو التحول الرقمي بشكل كامل بما فيها المراكز الخدمية، وإعادة تأهيل الموظفين ليكون لديهم القدرة على تقديم خدمات التحول الرقمي بشكل كامل، واكتشاف أن رأس المال البشري،هو الثروة الحقيقية، وضرورة توصيل الخدمات في أسرع وقت، والإصلاح الهيكلي وبيئة الأعمال، وتحديث قانون الشركات وفتح مجال إمكانية تملك الأجانب للشركات بنسبة 100%، والتركيز على مراكز الأعمال والتكنولوجيا ومراجعة منظومة غسيل الأموال ومكافحته بما يساهم في توفير بيئة آمنة للمستثمرين، وتحديث نظام الإقامات، لافتًا إلى أن الاقتصاد يحتاج إلى تفكير وإبداع ووجود رؤية منهجية اقتصادية جديدة تواجه التغيرات المستقبلية.
وعقب الدكتور الخشت، على كلمة وزير الاقتصاد الإماراتي، قائلا إن خلق اقتصاد جديد يستلزم تغيير طرق التفكير حيث يرتبط التفكير السائد لدى مجتمعات العالم الثالث بالنظام الريعي القديم في الاقتصاد.. ومن الضروري تغيير طرق التفكير وتأسيس خطاب ديني جديد للتحول للاقتصاد الانتاجي
وأضاف الدكتور الخشت، أن حجم التعاون بين مصر والإمارات ينعكس على حجم التعاون بين جامعة القاهرة والجامعات الإماراتية، والمتمثل في استراتيجية الاقتصاد الرقمي والتي كانت جامعة القاهرة شريكة في الإعلان عنها في أبو ظبي عام 2018، والتعاون مع الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي ومعرض سيمليس بالامارات، والتعاون ايضا مع وزارة التربية والتعليم الإماراتية من خلال اختيار مجموعة من خريجي جامعة القاهرة للعمل بدولة الإمارات استنادًا إلى أن خريجي جامعة القاهرة يتميزون بمواصفات دولية، بالإضافة إلى التعاون مع جامعة محمد بن زايد لتعزيز التعاون بين الطرفين في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية والفلسفة ودعم القضايا المشتركة، كما يتم التعاون مع مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة.. علاوة على التعاون مع منتدى السلم ومجلس الإمارات للافتاء.
وأشار الدكتور الخشت، إلى أن طلاب جامعة القاهرة في قلب اقتصاد المعرفة ويجيدون التعامل مع أكبر منصة تعليمية على مستوى العالم مما يؤكد وجودهم في قلب التحول الرقمي، موضحًا نجاحهم في تقديم عدة نماذج محاكاة لعدة فعاليات ومؤسسات منها مؤتمر المناخ COP27، ومنظمة الهجرة الدولية، ومكافحة الفساد، مما يؤكد تحول طلاب جامعة القاهرة من طلاب محليين إلى دوليين لديهم القدرة على استيعاب كافة الملفات الدولية.
جدير بالذكر، أن حكومتي جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات، أعلنتا الاحتفال بمرور 50 عامًا على تأسيس العلاقات المصرية الإماراتية عبر تنظيم احتفالية كبرى تحت شعار "مصر والإمارات قلب واحد"، تتضمن أجندة متنوعة من الفعاليات خلال الفترة ما بين 26 - 28 أكتوبر الجاري، بهدف الاحتفاء والاعتزاز بالعلاقات الأخوية الراسخة التى تربط مصر بالإمارات؛ قيادة وحكومة وشعبًا، وتستضيف هذه الفعاليات القاهرة، بحضور وزراء من حكومتي البلدين وكبار المسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين والمثقفين والمبدعين والإعلاميين.