شخصيات مؤثرة.. الشيخ أحمد أبو الدهب عاش بقرية شبرا ملس فى الغربية.. حارب الأمية وأنشأ معهدا أزهريا للقرآن الكريم.. تعلم على يديه العديد من الشيوخ وأساتذة الأزهر.. وكان أحد الأصدقاء المقربين للشيخ الشعراوى

الخميس، 27 أكتوبر 2022 05:00 ص
شخصيات مؤثرة.. الشيخ أحمد أبو الدهب عاش بقرية شبرا ملس فى الغربية.. حارب الأمية وأنشأ معهدا أزهريا للقرآن الكريم.. تعلم على يديه العديد من الشيوخ وأساتذة الأزهر.. وكان أحد الأصدقاء المقربين للشيخ الشعراوى تلامذة الشيخ من أبناء القرية
الغربية - محمد طارق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعد الغربية من المحافظات التى يوجد بداخلها العديد من الرموز الدينية الكبيرة، والتي لها تاريخ كبير داخل قرى ومدن المحافظة، ومن ضمن هذة الرموز والشخصيات الشيخ الراحل أحمد أبو الدهب ابن قرية شبرا ملس التابعة لمركز ومدينة زفتى، والذي حارب الأمية لسنوات، وقام بإنشاء معهد ديني لحرصه على تعليم الأطفال والشباب القرآن الكريم وتقاليده، وكان أحد الأصدقاء المقربين للشيخ الشعراوي رحمة الله.

وفي هذا الصدد رصد "اليوم السابع" خلال جولته داخل قرية شبرا ملس مسقط رأسه المعهد الديني الذي قام ببنائه، وكذا لقاء أهالي القرية الذين يعتبرونه رمزا من الرموز المؤثرة، وقال محمود برغوت أحد تلامذته: "إن الشيخ ولد عام 1914 من والدين صالحين من أصل طيب عريق، والتحق بكتاب القرية وحفظ القرآن الكريم وأجاد القراءة والكتابة في سن مبكرة، وبدأ دراسته بالمعهد الأزهري بطنطا حتى أتم مرحلته الابتدائية ثم الإعدادية، وحصل على الثانوية الأزهرية بتفوق".
 
وأضاف محمود: "التحق بعد ذلك بكلية اللغة العربية وكانت لها الصدارة بين كليات جامعة الأزهر الشريف وكان عميدها آنذاك الدكتور صالح هاشم عطية ابن قرية شبرا اليمن مركز زفتى، والذي أشار عليه بالتحويل إلى كلية الشريعة الإسلامية وحصل على الليسانس (الإجازة العالية) بتفوق، بعد التخرج تم تعينه بالمدرسة التوفيقية الخاصة وكان معلما ناجحا جديرا بالاستماع له والسعى إليه ملما بفروع الشريعة الإسلامية واللغة العربية، فالتف حوله طلابه من أول يوم عمل مدرسا لمادتي التفسير والحديث الشريف بالقاهرة والمنصورة وطنطا والمحلة وسمنود، وكان يأتى إليه الطلاب من جميع المحافظات ليستفيدوا من علمه الواسع وفتاويه ومواعظه فى كل القضايا والأمور.
 
وأوضح أن الشيخ الراحل كان حريصا على أداء الصلاة بتمكن وتحقيق وبخاصة صلاة الفجر جماعة، مكثرا من السنن والنوافل والتهجد ومؤذنا واماما لمسجد الزنفلة أحد أقدم وأكبر مساجد القرية ومن المساجد الأثرية القديمة، وكان رحمة الله عليه حريص على الصيام والذكاة علي الفقراء والمساكين سرا وعلانية، مساهما في المشروعات الخيرية، يحب تلاوة القرآن الكريم وسماعه والتأثر به لدرجة البكاء.
 
وأشار محمود إلى أن الشيخ الراحل تتلمذ وهو طالب في المعهد الأزهري بطنطا على يد الشيخ محمد خليل الخطيب من علماء الأزهر الشريف ومن الأولياء والصالحين وشاعر الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعرفه ويسعى إليه كبار المسئولين في الدولة ومنهم الرئيس السادات، درس وتعلم على يديه مادتي التفسير والحديث، وأفاد الشيخ أبو الدهب من علمه وولايته وكان الشيخ الخطيب يصفه بقوله "نعم الرجل ونعم العالم".
 
وتابع: "كانت توجد صداقة وطيدة ومحبة عظيمة بين الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ أبو الدهب، حيث تزاملا في مرحلة الدراسة بجامعة الأزهر الشريف وعملا معا بالتدريس في معهد المنصورة الأزهري، وكان الشيخ أبو الدهب يحرص على زيارته ببلدته دقادوس ميت غمر محافظة الدقهلية، وكذلك بمسكنه بحي الأزهر وظلت هذه العلاقة وطيدة حتى انتقال الشيخ إلى رضوان الله".
 
وأضاف محمود أحد تلاميذ الشيخ الراحل: "كانت توجد صداقة أيضا بينه وبين فضيلة الإمام الأكبر عبد الحليم محمود رحمه الله، وكان بينهما صداقة طيبة ومودة كبيرة وتقديرا عظيما وأخوة في الله، حيث عملا على تيسير بعض الأمور المتعلقة بالنفع العام وقضاء مصالح العباد، ومن أمثلة ذلك موافقته على إصدار القرار الخاص بإنشاء المعهد الابتدائي والمعهد الاعدادي الثانوي".
 
وأوضح: "كانت للشيخ الراحل كرامات عديدة لا يلتفت إليها أو يصيبه غرور بسبها، وما أكثرها عبر رحلة حياته الطويلة الشاقة، ومن بعض كرامته أنه كان ذات يوم يقف في الفصل في معهد المحلة الثانوي يدرس للطلبة مادة التفسير، وكان بين الطلبة طالب يجلس وهو على جنابة وظل الشيخ يحاول أن يستر عليه حتى لا يفضح أمره ولكن غيرته على كتاب الله دفعته إلى إخراجه واقتياده إلى الخارج وطلب منه أن يتطهر ويغتسل".
 
وأوضح: "لبى شيخنا الجليل نداء ربه ولحق بالرفيق الاعلى في شهر ديسمبر 1985 بعد صراع مرير مع المرض، وكان يوم تشيع جنازته يوم مشهود وحافل بالأعداد الغفيرة من قريتنا والقرى المجاورة"، مشيرًا إلى أن جميع تلامذته اقترحوا عليه وتمنوا اقامة ضريح له داخل القرية ولكنه رفض بشدة ذلك الأمر.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة