قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الملف الاقتصادى والاجتماعى المطروح على مائدة القمة يشمل موضوعات جرى بحثها باستفاضة فى إطار منظومة جامعة الدول العربية إذ قام المجلس الاقتصادى والاجتماعى بدراستها فى العديد من الدورات السابقة قبل أن يُخصِّص لها اجتماعًا منفردًا عقد بمقر الأمانة العامة فى شهر يوليو الماضي.
وأضاف أبو الغيط، فى كلمته أمام اجتماع المجلس الاقتصادى والاجتماعى لجامعة الدول العربية المنعقد اليوم الجمعة بالجزائر، أن الموضوعات تشمل طيفًا واسعًا من الأولويات العربية؛ خاصة فى هذه المرحلة الدقيقة التى تمر بها منطقتنا والعالم أجمع.
واستطرد أن السنوات الثلاث الماضية شهدت أحداثًا عصيبة، تمخض عنها وضع دولى جديد أكثر تعقيدًا وسيولةً من أى وقتٍ مضى إذ أفرزت هذه الأحداث وعلى رأسها جائحة فيروس كورونا المستجد تداعيات خطيرة يصعب على أى دولة مواجهتها منفردةً.. كما كشفت عن أوجه الضعف التى تعترى الكثير من المنظومات الاقتصادية، وعلى رأسها منظومة الأمن الغذائى العالمي.
وأضاف هذه الأوضاع المستجدة تدفع إلى إعادة النظر فى أولويات العمل العربى المشترك بإيلاء اهتمام أكبر بموضوعات بعينها مثل الاستجابة الإنسانية فى حالات الجوائح والكوارث والأزمات، وتعزيز الأمن الغذائى العربى مشيرا إلى أن جدول أعمال المجلس يتضمن عددًا من الموضوعات المتعلقة بموضوع الأمن الغذائى على وجه التحديد.
وشدد الأمين العام على تداعيات كورونا والتى أدت إلى ارتفاع معدلات الدين والبطالة والتضخم.. بالإضافة إلى تعطيل سلاسل الإنتاج والتوريد مع كل ما يرتبه ذلك من تبعاتٍ خطيرة كالركود الاقتصادى واتساع رقعة الفقر والجوع، كما ارتفعت أسعار سلال الغذاء الأساسية بشكل غير مسبوق على خلفية الحرب الدائرة فى أوكرانيا وإذا كان العالم قد واجه حتى اليوم أزمة فى أسعار الغذاء، فإننا قد نواجه فى العام القادم، وللأسف الشديد، أزمة فى توفر الغذاء الكافي.
واضاف الأمين العام أن مؤشرات الأمن الغذائى العربى تدهورت بشكل مقلق ليس فقط بسبب الجائحة وما تلاها من أحداث ولكن أيضًا بسبب تزامن عوامل عديدة وتراكم مشكلات كثيرة منها الجفاف واستمرار تراجع حصة المواطن العربى من المياه، فضلًا عن النمو السكانى المطرد، وضعف الاستثمار الزراعي.
ولمجابهة تلك الأوضاع الضاغطة، بحسب الأمين العام لجامعة الدول العربية، فإن وثائق الأمن الغذائى العربى تقدم رؤيةً شاملة للوصول للاكتفاء الغذائى المنشود، ولسد الفجوة الغذائية فى العالم العربى بنهج تكاملى ورؤية تقوم على حشد الإمكانيات العربية وتُعالج بعض بنود هذا الاجتماع أيضا موضوع الأمن الغذائى العربى بهذا النهج المتكامل.. وأذكر هنا على سبيل المثال، الاستراتيجية العربية للتنمية الزراعية المستدامة، ومبادرة تحسين النوعية التكنولوجية للقمح المنتج محليًا، واستدامة المراعى العربية وغيرها.
وأشار أبو الغيط إلى إنتاج الطاقة حيث بات ينطوى على تأثير خطير على المناخ ولكن الطاقة، تمثل، فى الوقت نفسه، مُدخلًا مهمًا فى إنتاج الغذاء وتؤثر الظواهر المناخية، وبخاصة الجفاف، على إنتاج الغذاء أيضًا ومن ثمّ لا يُمكن معالجة هذه القضايا الثلاث سوى برؤية تكاملية ومستقبلية خاصة ونحن على أعتاب قمة المناخ التى تستضيفها مصر فى شرم الشيخ بعد أيام وفى العام القادم تستضيف قمة المناخ دولة عربية أخرى، هى الإمارات بما يمنح العالم العربى فُرصة مهمة لطرح مواقفه وقضاياه وشواغله ليس فقط حيال قضية المناخ، ولكن أيضًا ما يرتبط بها من استدامة النمو وإنتاج الغذاء والطاقة.
وأضاف أن العمل العربى المشترك بمفهومه الأشمل قادرٌ على تجاوز الصعوبات والتحديات إذا ما نجحنا فى الاستخدام الأمثل للطاقات العربية البشرية والمادية المتاحة وذلك من خلال تحقيق التكامل العربى الحقيقى فى مختلف المجالات، والدفع قُدمًا بالمنظومة العربية نحو تعزيز قدراتها وتحسين أدائها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة