يمثل الحوار الوطنى عملية سياسية هامة، لتحقيق أكبر قدر من توافق الآراء على الساحة الداخلية والاتجاه نحو مسيرة للإصلاح على مختلف القطاعات، ومنها السياسية وتحسين ملف حقوق الإنسان، لتتناغم مخرجاته مع مصالح الدولة المصرية ومتطلبات الشعب المصرى، ويأتى إجراؤه بشكل موسع بين كل القوى السياسية دون استثناء أو تمييز، وفتح عدد كبير من القضايا والملفات التى تشغل الرأى العام والتحديات الحالية لطرح كافة الأراء حولها على أساس تشاركى ورؤى مواجهتها بما يتماشى مع فلسفة الجمهورية الجديدة، وما صاحبها من تنمية شاملة فى مختلف المجالات.
وتُظهر الدعوة طبيعة المرحلة، والانفتاح على كافة الأطراف السياسية والمجتمع المدنى، وأكد الكاتب الصحفى ضياء رشوان المنسق العام للحوار الوطني، أن الحوار الوطنى يسير بخطى جيدة جدا ولا نتحدث عن أشهر، ولكن أسابيع قليلة جداً وسيبدأ الحوار، موضحًا وصول عشرات الآلاف من طلبات المشاركة فى الحوار الوطني، وما يقرب من 15 ألف مقترح وأنه تم دعوة الكيانات السياسية والنقابية والأهلية بأكملها من خلال مشاركات مجتمعية، نظرًا لتغطيتها مساحات مختلفة وكبيرة من الشعب المصري.
ويقول الدكتور أيمن عبد الوهاب، رئيس وحدة دراسات المجتمع المدنى بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، أن دعوة مجلس الأمناء بتوسيع قاعدة المشاركين وعقد جلسات مع ممثلين المجتمع المدنى والنقابات والاتحادات، معربًا عن سعادته بهذا القرار، موضحًا أن أصل الحوار هو التعرف على أراء جميع الأطراف.
واعتبر أنه إذ اقتصر الحوار على الإطار النخبوى سيفقد الكثير من الزخم، لافتًا إلى ضرورة الاستجابة لحماسة الراغبين فى المشاركة بالحوار وتوسيع أطر الحوار من خلال معايير تنظيمية، وهو ما عمل عليه مجلس الحوار الوطنى بقراره الأخير.
وأضاف قائلا : "كلما تم تنظيم الحوار فى إطار لا مركزي، كلما نجحت أهدافه ولكن بشرط التنظيم والاتفاق على آليات تجمع كل الآراء، حتى لا يظن البعض أن الحوار للتنفيس أو التعبير عن المشاكل فقط، وإنما لعرض كل الرؤى لكل القطاعات المدنية والأهلية وغيرها".
ويوضح الدكتور حسن سلامة أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن المشاركة المجتمعية فى الحوار الوطنى تمثل أهمية كبرى وطبيعية للغاية لجلسات النقاش التى كان يدعو لها الحوار الوطنى، حيث أن مجلس أمناء الحوار الوطنى يحتاج إلى أذرع فى المجتمعات المحلية.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن هذه الأذرع لابد أن تتمثل فى الكيانات التى تتواصل مع المواطنين وأولها الأحزاب السياسية التى لديها قدرة على توفير قاعدة بيانات للناس الموجودة فى المحافظات .
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أنه من بين هذه الكيانات أيضا الجمعيات الأهلية والمجتمع المدنى والنقابات المهنية والعمالية فهم الأكثر تواجدا مع القاعدة الشعبية، وهم الأكثر مصداقية، وقادرة على استخراج القضايا والمشكلات ويستخرج الحلول وكيف مواجهة هذه الأمور، ويرتبط ذلك أيضا بالمجالس القومية التى تتواصل مع الفئات الاجتماعية المختلفة كلا فى قضاياه، واستخراج القضايا ويحل الكثير من المشكلات فى ضوابط الحوار ككل.
بينما يؤكد المهندس مدحت بركات، رئيس حزب أبناء مصر، أن الأحزاب ستكون سببا رئيسيا لإنجاح الحوار الوطني، لذلك عقدنا الجلسات النقاشية فى حزب أبناء مصر مع الأحزاب المختلفة حتى نتمكن من تحديد أولويات العمل الوطنى والوصل إلى مساحات مشتركة بين الأحزاب.
وشدد أن الأحزاب والقوى السياسية هى أساس الحوار الوطني، لذلك يجب أن تكون جميعها ممثلة وحاضرة فى الحوار مع السلطة خلال الحوار الوطني.
ووجه رئيس حزب أبناء مصر، دعوة لجميع الأحزاب السياسية، قائلا: "دعونا كأحزاب سياسة نجتمع ونضع رؤيتنا وتصورتنا ووجهة نظرنا للخروج من الأزمات الحالية وإعداد بيان للتاريخ فى هذا الشأن".
بينما يشير النائب محمد سلطان، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أن الحوار الوطنى يلقى الضوء على عدد من الملفات الهامة والحيوية، ومن ثم فهو فرصة كبيرة وحقيقية لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، إضافة إلى الملفات المتعلقة بالقضايا السياسية والتى يتطلع إليها مختلف القوى المشاركة فى الوصول لمسيرة تدعم خطى الإصلاح السياسى وتعزز مسار الاقتصاد الوطنى.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن هذه الملفات والقضايا تعد جزء أصيل من رؤية مصر 2030 ولهذا فإن الحوار والمحاور الأساسية والقضايا التى يلقى الضوء عليها لها دور كبير فى تحقيق التنمية الشاملة، مشيدا بالتنوع الذى يتمتع به الحوار الوطنى، قائلا:" الحوار الوطنى يتمتع بالتنوع والتكامل الممثل لكل طوائف الشعب المصرى بإدارة الحوار والذى سينعكس بالتبعية على مسار المناقشات".
وأكد عضو النواب، أن مجلس أمناء الحوار الوطنى يتضمن خبرات لها ثقل فى تخصصها واهتمامها بالمصلحة العامة، وهو ما يضفى مناخا إيجابيا لعملية الحوار، لينجح فى وضع خارطة طريق ترسخ لمرحلة جديدة فى بناء الوطن، لافتا إلى أن مسار الحوار الوطنى يسير فى اتجاه داعم لتوسيع المشاركة الوطنية الفعالة، وإيجاد مساحات مشتركة نحو رؤية تؤسس لبناء دولة مدنية ديمقراطية سليمة، مؤكدا أن لجنة العفو الرئاسى تعد أحد أساسيات تفعيل الحوار الوطني، وخروج دفعات متتالية والعمل على دمج المفرج عنهم فى المجتمع يؤسس لمشاركة فعالة والاصطفاف الوطنى نحو الجمهورية الجديدة.
يقول النائب يسرى المغازى، رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن الحوار الوطنى بمثابة حدث تاريخى سيكون له دور كبير فى إثراء الحياة السياسية والحزبية فى مصر، خاصة وأنه يهدف فى المقام الأول لتوسيع قاعدة المشاركة وتمثيل جميع فئات الوطن فى الحوار المجتمعى.
وأشار رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إلى أن الحوار الوطنى يضم كافة الفئات من أحزاب ومجتمع مدنى، شخصيات العامة، خبراء، باحثين، وصولا إلى المواطن البسيط فى تقديم رؤيتهم ومقترحاتهم بشأن القضايا الوطنية المطروحة على مائدة الحوار، والجميع يتجرد من المصلحة الشخصية للمصلحة العامة.
وأكد المغازى، أن الحوار الوطنى فرصة كبيرة لتوحيد الجبهة الداخلية فى مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية ومواصلة مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة التى بدأتها الدولة منذ 8 سنوات، للوصول إلى الجمهورية الجديدة، متابعا: "ما شهدناه خلال الفترة الأخيرة يؤكد أن الحوار الوطنى يسير باتجاه داعم لتوسيع المشاركة الوطنية الفعالة وإيجاد مساحات مشتركة نحو رؤية تؤسس لبناء دولة مدنية ديمقراطية سليمة، خاصة وأن اللجان الفرعية بالمحاور الرئيسية الثلاث تتناول كافة القضايا التى تمثل أولويات العمل الوطنى فى الوقت الراهن".