مات الخليفة المأمون فى سنة 2018 وخلفه أخوه المعتصم بالله، فكيف كان ذلك، ولماذا لم يصبح العباس بن المأمون هو الخليفة، وما الذى يقوله التراث الإسلامي؟.
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير، تحت عنوان "خلافة المعتصم بالله أبى إسحاق بن هارون":
بويع له بالخلافة يوم مات أخوه المأمون بطرسوس، يوم الخميس، الثانى عشر من رجب من سنة ثمانى عشرة ومائتين، وكان إذ ذاك مريضا، وهو الذى صلى على أخيه المأمون، وقد سعى بعض الأمراء فى ولاية العباس بن المأمون فخرج عليهم العباس فقال: ما هذا الخلف البارد؟ أنا قد بايعت عمى المعتصم.
فسكن الناس وخمدت الفتنة وركب البرد بالبيعة للمعتصم إلى الآفاق، وبالتعزية بالمأمون.
فأمر المعتصم بهدم ما كان بناه المأمون فى مدينة طوانة، ونقل ما كان حوِّل إليها من السلاح وغيره إلى حصون المسلمين، وأذن الفعلة بالانصراف إلى بلدانهم، ثم ركب المعتصم بالجنود قاصدا بغداد وصحبته العباس بن المأمون، فدخلها يوم السبت مستهل رمضان فى أبهة عظيمة وتجمل تام.
وفيها: دخل خلق كثير من أهل همذان وأصبهان وماسبذان ومهرجان فى دين الخرَّمية، فتجمع منهم بشر كثير، فجهز إليهم المعتصم جيوشا كثيرة آخرهم إسحاق بن إبراهيم بن مصعب فى جيش عظيم، وعقد له على الجبال، فخرج فى ذى القعدة وقرئ كتابه بالفتح يوم التروية، وأنه قهر الخرَّمية وقتل منهم خلقا كثيرا، وهرب بقيتهم إلى بلاد الروم.
وعلى يدى هذا جرت فتنة الإمام أحمد وضرب بين يديه كما سيأتى بسط ذلك فى ترجمة أحمد فى سنة إحدى وأربعين ومائتين.
