حققت مصر نجاحا تاريخيا من خلال النتائج المبهرة وغير المسبوقة للتجربة الثالثة لزراعة الأقطان قصيرة التيلة شرق العوينات والتى تم تنفيذها بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، لوزارتى قطاع الأعمال العام والزراعة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، والتى حققت إنتاجية تزيد عن 12 قنطارا للفدان الواحد، مما يضع مصر فى مصاف الدول المنتجة، بل والمصدرة لتلك النوعية من الأقطان القصيرة والتى يتم استخدامها فى الصناعة بنسبة 98.5% مقارنة بـ1.5% للأقطان طويلة التيلة، وذلك حال التوسع فيها وزارعة نحو 100 ألف فدان بعيدا عن القطن طويل التيلة فى مناطق وادى النيل والدلتا.
وأظهرت الصور الحصرية التى ينفرد بها "اليوم السابع" عمليات جنى القطن قصير التيلة شرق العوينات على مساحة 1250 فدانا، حيث تم الانتهاء من حصاد نحو 250 فدانا بالجنى الألى واليدوى؛ نظرا لعدم توفر عدد كافى من آلات الحصاد التى يتم استيرادها من الخارج، بالإضافة إلى وجود فاقد يصل لنحو 30% من الأقطان بسبب الآلات القديمة التى تم الحصاد بها مما يشير إلى أن إنتاجية الفدان لا تقل عن 15 قنطارا.
نتائج عالمية لانتاجية القطن القصير فى العوينات
وبحسب المصادر فقد حققت التجربة الثالثة لجنى الأقطان قصيرة التيلة شرق العوينات نجاحا كبيرا، وأظهرت الصور التي ينفرد بها اليوم السابع مستوى الإنتاجية التى تفوق 12 قنطارا للفدان، وهو يماثل الإنتاج العالمى لنفس النوعية من الأقطان.
ووفق المصادر فإن الزراعات التى يشرف عليها الخبير المصرى الدكتور سعيد عبد التواب، الخبير فى زراعة القطن من مركز البحوث، والتى مولتها إحدى شركات القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، حققت اكثر من 12 قنطارا للفدان فيما حققت بعض المساحات إنتاجية اكبر من ذلك.
وأضافت المصادر، أنه سيتم نقل كميات القطن لحلجها فى محلج أبو تيج بمحافظة أسيوط، ووزنها لتحديد بدقة حجم الإنتاجية المحققة من الزراعات، لافتة إلى أنه سيتم التوسع فى زراعات الأقطان القصيرة العام المقبل بعد تحقيق الإنتاجية المطلوبة.
أشارت المصادر، إلى أن هناك مناطق محددة للتوسع فى الزراعة بعيدا عن قطن وادى النيل ومنعا لاختلاط البذور وفى مناطق معزولة حيث سيتم زيادة المساحات تدريجيا لحد من الواردات وتوفير الأقطان القصيرة للمصانع الوطنية مستقبلا منها منطقة الضبعة.
بداية التخطيط من الموسم الماضى
بداية التخطيط للتجربة الجديدة كانت مع إعلان وزارة قطاع الأعمال العام عن نتائج تجربة زراعة القطن قصير التيلة بمنطقة شرق العوينات بمساحة (218.7 فدان) من مساحة 500 فدان لم تنبت إلا المساحة المذكورة للعام الماضى 2021 بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، وجاء ذلك فى إطار الحرص على تقليل فاتورة الواردات وتوفير مستلزمات الإنتاج محليًا، وفى ضوء توجيهات رئيس الجمهورية.
نتائج الموسم الحالى تزيد عن الموسم الماضى
وذكرت الوزارة، أنه بلغ متوسط الإنتاجية للفدان الواحد 9.85 قنطار زهر بالجنى الآلى للتجرية الموسم الماضى مقارنة بـ5.7 قنطار فى العام قبل الماضى 2020، ويرجع ذلك إلى الدروس المستفادة من التجربة فى عامها الأول، والخبرات المتراكمة عن زراعة الأقطان قصيرة التيلة آلياً فى أراضٍ صحراوية لأول مرة فى مصر. وكان القرار بالاستمرار في نفس موقع الزراعة لعامى 2020 و2021 وباستخدام نفس البذور لبناء المعرفة المطلوبة للوصول الى أفضل النتائج.
وقالت إن الطلب المحلي والعالمي على الملابس المصنعة من الأقطان قصيرة التيلة يمثل (97:98%) من إجمالي الأقطان المزروعة مقارنة بـ(2:3%) للأقطان طويلة التيلة، وتقوم مصر باستيراد الملابس الجاهزة والغزول السميكة والأقطان قصيرة التيلة للوفاء باحتياجات السوق المحلى، لذا فإن التوسع في زراعة الأقطان قصير التيلة فى الصحراء يوفر واردات مصر منها البالغ قيمتها 2 مليار دولار سنويا.
وأشارت إلى أنه تم التأكيد على أن تكون الزراعة فى مناطق بعيدة عن الوادى والدلتا، ضماناً لعدم الخلط مع الأقطان المصرية طويلة التيلة، وعليه كان اختيار مزرعة الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية بمنطقة شرق العوينات.
وأوضحت أن مقدار الوفر المحقق من زراعة تلك الأقطان حوالى ألف جنيه مصرى أو ما يمثل 43% من تكلفة استيراد القطن اليونانى الذى وصل سعره فى ذلك الوقت إلى 2330 جنيها للقنطار، مما يمثل ضغطًا على العملة المحلية، وجعل الصناعة الوطنية عرضة لتقلبات الأسواق العالمية وتوافر الأقطان فيها.
دعم القطن المصرى طويل التيلة
على الجانب الآخر، فإن وزارة قطاع الأعمال العام تؤكد حرصها الكامل على استمرار التوسع فى زراعة الأقطان طويلة التيلة فى الوادى والدلتا والتى تتميز مصر بإنتاجها، واتخاذ ما يلزم من إجراءات للحفاظ على نظافة القطن المصرى وتحسين جودته وربطه بالأسعار العالمية، حيث تم تطبيق منظومة جديدة لتجارة الأقطان إلى جانب تطوير المحالج بتكنولوجيا حديثة فى إطار خطة شاملة لإعادة هيكلة وتطوير الشركات التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج.
- تاريخيا زرعت مصر القطن بين عامى 1805 إلى 1848، وأقامت عدة صناعات تعتمد عليه، وبعد مرور 200 سنة أعادت مصر كتابة تاريخ زراعة القطن ونجحت فى زراعة القطن قصير التيلة، فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى.
- تجربة العام الحالى تزيد بنحو 2 قنطار فى الفدان عن تجربة العام الماضى .
- استخدام حصادات آلية حديثة يوفر 30% هدرا فى القطن بالحصادات المتاحة حاليا
- الحصاد اليدوى افضل فى منع هدر الأقطان إلا أن تكلفته مرتفعة مقارنة بالحصاد الآلى.
- زيادة المساحات المزروعة لـ100 ألف فدان تدريجيا فى مناطق بعيدة عن القطن طويل التيلة، يوفر نحو 3 مليارات دولار سنويا واردات مصر من منتجات الأقطان قصيرة التيلة.
- تجربة العام الماضى كانت على مساحة (218.7 فدان) فقط انبتت من المساحة البالغة 500 فدان مقارنة بـ1250 فدانا الموسم الحالى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة