خدمة وشوشة.."كل خطط حياتى باظت بعد وفاة أخويا وحاسس إني متورط"

الثلاثاء، 04 أكتوبر 2022 09:00 م
خدمة وشوشة.."كل خطط حياتى باظت بعد وفاة أخويا وحاسس إني متورط" وشوشة
سما سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"بعاني من مشكلة نفسية بقالي 9 سنين، من بعد وفاة اخويا الكبير ويعتبر كل حاجة اتفرضت عليا مش قادر اختار حاجة.وقتها كنت مخلص جامعة وكنت زي أي حد بدور على شغل، كل حاجة اتغيرت وبيقولوا لي مينفعش تسيب ابوك وامك وتمشي هما ملهمش غيرك. حتى لو فتحت موضوع إني هسافر عشان اشتغل مينفعش.

رضيت بالأمر الواقع اشتغلت في مهنة مش بحبها بالرغم من إنها تخصصي، ولما جت لي فرصة سفر للسعودية، أمي رفضت وقعدت تعيط بالرغم من موافقتها في الأول، وأبويا خد مني جواز السفر بتاعي خاف أهرب وأمشي. استحملت وبعد فترة فضلوا يضغطوا عليا في موضوع الجواز. وبدأت اسمع كلام من نوع: اتجوز عشان تفرح ابوك وامك، رغم إني مكنتش عاوز أرتبط بواحدة اظلمها معي بسبب إني مش مستعد.

في 2016 قررت أخطب وبعدها فسخت بسبب مشاكل كتير، لكن بعدها اتجوزت إرضاء لهم. مراتي طيبة ومستحملة ظروفي، وحاسس إني بظلمها معايا هي وابني، لأن ظروفي المادية وحشة مش قادر اعملهم حاجة، لأن أبويا وأمي رافضين إني أسافر.

أنا متفهم وجهة نظرهم أن هما عايزني جنبهم عشان اساعدهم واخدمهم آخر أيامهم بس ميجوش على حسابي، لأني مش مرتاح، وكل ما اتكلم مع أبويا في السفر أو في مشروع أفتحه يحبطني. بقت شخصيتي ضعيفة حتى مع مراتي مش قادر أخد قرار، وفي نفس الوقت عايز اشوف حالي في أي مكان.

حاسس إني محبوس هنا واتفرضت علي كل حاجة للأسف، تعبت نفسياً ومش قادر أكمل حياتي بالوضع ده ودايماً بسأل نفسي أنا ليه جيت الدنيا، بقيت أكره إن أدخل في يوم جديد عشان عارف أن مش هيحصل حاجة جديدة. بقيت أكره إني أدخل البيت، حاسس إني بتعذب بسبب وفاة أخويا، بقيت بفكر في الانتحار كل وقت، بقيت إنسان فاشل في كل حاجة في بيتي وفي شغلي، أبويا رافض يساعدني أني اشوف حياتي وأمي ربتني غلط، تربية مبنية على الخوف والجبن، يمكن أكون مشارك في إللي بيحصلي، بس أنا مش قادر بجد تعبت نفسياً، ومش قادر استحمل".

****

القارئ العزيز، تذكرني مشكلتك بالمقولة التي تقول "كل العشب يكون أكثر اخضرارًا في الضفة المقابلة". حين تفاجئنا الحياة بانحرافات مفاجئة وتغير وتربك كل خططنا كثيرا ما نغرق في التعاسة ونشعر أنه لا يمكننا أن نحصل على السعادة أو النجاح مطلقًا طالما لم تسر خطتنا كما هي. 
 
لا نعرف الكثير عن طبيعة عملك ولا عن فرص العمل المتاحة لك داخل مصر، ولكن إذا توقفنا عن البكاء على اللبن المسكوب وتركنا كل ما لا يسعنا تغييره من أمور مثل وفاة شقيقك وارتباط والديك بك وعدم رغبتهما في فراقك لهما، سنجد أن ما يمكنك تغييره هو أمران: نظرتك لما حدث لك، وقدرتك على تحقيق النجاح. والتي لا ينبغي أن تكون مرهونة بمكان معين وإنما يمكنك تحقيقه في أي مكان، إذا تحليت بالمرونة الكافية وبذلت جهدًا كافيًا. 
 
لديك الكثير من المميزات فأنت ابن بار وشخص لين القلب ولست أنانيًا، فلو كنت كذلك ربما كنت سافرت وتجاهلت رضا والديك من عدمه، ولكنك على العكس لا تريد أن تحدث هذه الخطوة إلا برضاهما وهو أمر يحسب لك. 
 
وتقول الدكتورة سمر كشك أخصائية العلاقات الأسرية والصحة النفسية إن طاعة الأب والام واجبة كما وصانا الله ورسوله وفي كل الأديان السماوية، الأمر الذي يجعلنا نفكر في كل خطواتنا برضائهم، ومن ناحية أخرى قالت اخصائية الصحة النفسية أن قول الله تعالى "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم" هو بمثابة رؤية بعيدة عن أن النجاح لا يقتصر على السفر والبُعد عن من يحبونا ويتعلقون بنا.
 
وأردفت أن المشكلة بدأت بسبب عدم ترك حرية الاختيار لك وشعورك بأنك مقيد ومجبر على هذه الاختيارات، ولكن عليك وضع الضوء على الجوانب الإيجابية في الحياة، منها أن لديك أباً وأماً يدعون لك وترعاهما بعد وفاة ابنهم الأكبر وهو ابتلاء عظيم، ولك أيضًا زوجة وفية وابن هما مستقبلك.
 
وتأكد أنك إذا سافرت ولم يحالفك النجاح الذي تتوقعه ربما تشعر بالذنب وتشعر أن هذا حدث لأنهما غاضبين عليك. او ربما تحقق النجاح ولكن يفسد عليك فرحتك به شعورك بأنهما غاضبان عليك. 
 
وأضافت أن من الضروري عدم سماع لصوت الشيطان الداخلي الذي يؤصل فيه أنه شخصية فاشلة لأنه بالفعل عكس ذلك، لابد من إخراج كل هذه الأفكار السلبية مع محاولة جعل الأمور تسير كما يريد هو بشكل سلس وسياسي، فمثلاً كما قالت أخصائية الصحة النفسية: "إذا كان من الممكن أن تحصل على عمل في محافظة أخرى وهما يرفضان ذلك كي لا تبتعد عن هما اقترح عليهما أن تنتقلوا جميعًا لنفس المحافظة لتظل قريبًا منهما وحاول ان تتفهم أنهما أيضًا يعانيان بالتأكيد اضطراب ما بعد الصدمة ولا يفعلان ذلك فقط لإزعاجك ولكن لأنهما أيضًا يطاردهما شبح فقدانك كما حدث مع أخيك.
 
أخيرًا تأكد أن الظروف تتغير مع الوقت مفيش حاجة بتدوم و ربنا هيعطيك الأحسن لو فكرت بشكل متفائل لأن الله سبحانه وتعالى قال أنا عند حسن ظن عبدى بي"، وأردفت على ضورة الظن بالله خيراً والتأكد بأنك خلقت لأان لك دور فى الدنيا لابد أن تعمله، وأولهم أنك تطيع والديك وتكون مع أهلك لأن ليس لديهم غيرك، وتأكد أن جزاءك قادم قريباً.
 
خدمة وشوشة
خدمة وشوشة

فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.

يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس اب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة