والدها حاول قتل والدتها.. سيدة الأدب الفرنسى الفائزة بجائزة نوبل للآداب 2022.. آنى إرنو تعد حفيدة جان جاك روسو.. نشأت فى أسرة تملك مقهى وبقالة.. تزوجت وأنجبت وهى طالبة.. وكتبت عن مبادئ والدها و"العار".. صور

الخميس، 06 أكتوبر 2022 06:30 م
والدها حاول قتل والدتها.. سيدة الأدب الفرنسى الفائزة بجائزة نوبل للآداب 2022.. آنى إرنو تعد حفيدة جان جاك روسو.. نشأت فى أسرة تملك مقهى وبقالة.. تزوجت وأنجبت وهى طالبة.. وكتبت عن مبادئ والدها و"العار".. صور آنى إرنو
بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
آنى إرنو.. سيدة الأدب الفرنسى.. هكذا كانت تلقبها وسائل الإعلام الفرنسية قبل فوزها بجائزة نوبل فى الأدب لعام 2022، والتى أصبحت بذلك هى الكاتبة الـ17 من بين 119 فائزا فى تاريخ الجائزة الأشهر فى تاريخ الأدب العالمى، منذ أن انطلقت فى عام 1901، وحتى عام 2022.
 
 
حازت سيدة الأدب الفرنسي آنى إرنو وفقا للأكاديمية السويدية، على جائزة نوبل للآداب لعام 2022، وذلك "لشجاعتها وبراعتها التي كشفت بها جذور الاغتراب والقيود الجماعية للذاكرة الشخصية".
 
الفائزة بجائزة نوبل للآداب 2022 آنى إرنو
الفائزة بجائزة نوبل للآداب 2022 آنى إرنو
 
ولدت الكاتبة الفرنسية آني إرنو عام 1940 وكبرت فى بلدة يفيتوت الصغيرة فى نورماندي، لأسرة متوسطة الحال، لكنها كانت طموحة، فكان لدى والديها محل بقالة ومقهى، ورغم حياتهما فى مكان بسيط، إلا أن والديها تمكنا من انتشال أنفسهما من الحياة البروليتارية إلى الحياة البرجوازية، وهو ما بدا وضحا فى كتابات آنى إرنو فيما بعد، التى ركزت فيها على التباينات القوية فيما يتعلق بالجنس واللغة والطبقة، متجاهلة بذلك ما يدور فى عالم السياسة كما يفعل أو ينشغل بعض الأدباء.
 
آنى أرنو الفائزة بجائزة نوبل للآداب 2022 توقع أعمالها
آنى أرنو الفائزة بجائزة نوبل للآداب 2022 توقع أعمالها
 
ظهر عملها عن الذاكرة الذي يتعامل مع خلفيتها الريفية في وقت مبكر كمشروع يحاول توسيع حدود الأدب إلى ما بعد الخيال بالمعنى الضيق. فعلى الرغم من أسلوبها الكلاسيكي المميز، إلا أن آنى إرنو دائما ما تقول فى وسائل الإعلام أنها "عالمة إثنولوجيا خاصة بها" وليست كاتبة روائية. 
 
 
تأثرت الكاتبة الفرنسية آنى إرنو خلال مسيرتها بشدة بعلم الاجتماع، وقادها طموحها إلى إعادة بناء منهجية ومحاولة لكتابة نوع "خام" من النثر في شكل مذكرات، لتسجيل الأحداث الخارجية البحتة.
 
آنى إرنو فى منزلها
آنى إرنو فى منزلها
 
كان ظهورها الأدبى لأول مرة عبر "الخزائن الفارغة" عام 1974، وفي هذا العمل بدأت بالفعل التعبير عن خلفيتها النورماندية، وفى كتابها الرابع "مكان الرجل" عام 1992، الذى جاء في مائة صفحة قدمت فيه صورة "نزيهة" عن والدها الرجل صاحب المبادئ المقيدة بالدوافع الأخلاقية.
 
 
حافظت آنى إرنو فى سلسلة أعمالها النثرية التى توصف بأنها سيرة ذاتية على صوتها المحايد والمجهول المصدر – كما تصف نوبل - فظلت تنأى بنفسها عن "شعر الذاكرة" وتدافع عن الكتابة البسيطة التى أسماها رولان بارت "درجة الصفر من الكتابة". 
 
 
ومع ذلك، فهناك أيضًا بُعد سياسي مهم في لغة آنى إرنو، فدائما ما تكتنف كتاباتها شعور بالخيانة تجاه الطبقة الاجتماعية التي تنحرف عنها. فمن قبل قالت "إن الكتابة فعل سياسي يفتح أعيننا على عدم المساواة الاجتماعية". ولهذا الغرض تستخدم اللغة "كسكين"، كما تسميها، لتمزيق حجاب الخيال، في هذا الطموح للكشف عن الحقيقة، وهو ما يجعلها وريثة جان جاك روسو.
 
 
 ومن الأمثلة التوضيحية للعذاب الذي يصاحب إعادة بناء آني إرنو للماضي، اعترافها الخطير فى كتاب العار الصادر عام 1996، وفيه كشفت عن محاولتها لتفسير الغضب المفاجئ لوالدها ضد والدتها في لحظة معينة في الماضي، وأنه حاول قتلها. 
 
آنى إرنو وعمرها 9 سنوات مع والدها وكلبها
آنى إرنو وعمرها 9 سنوات مع والدها وكلبها
 
ففى السطر الأول من كتابها قالت: "حاول والدي قتل والدتي ذات يوم أحد في شهر يونيو، في وقت مبكر من بعد الظهر"، وتضيف: "لقد أردت دائمًا كتابة نوع الكتاب الذي أجد أنه من المستحيل التحدث عنه بعد ذلك، نوع الكتاب الذي يجعل من المستحيل بالنسبة لي أن أتحمل نظرة الآخرين.. ما يجعل التجربة لا تطاق هو العار المتجذر في الظروف المعيشية المهينة".
 
فى تقريرها، تقول جائزة نوبل للآداب: إن كتابات آني إرنو تخضع طوال الوقت لعملية الزمن. في أي مكان آخر، تلعب قوة الاتفاقيات الاجتماعية على حياتنا دورًا مهمًا كما هو الحال في كتاب "السنوات" الصادر عام 2008، الذى يعد مشروعها الأكثر طموحًا، والذي أكسبها شهرة دولية ومجموعة كبيرة من المتابعين والتلاميذ الأدبيين، وقد أُطلق علي هذا الكتاب "أول سيرة ذاتية جماعية" وأشاد بها الشاعر الألماني دورس جرونباين باعتبارها "ملحمة اجتماعية" رائدة في العالم الغربي المعاصر. 
آنى أرنو وعمرها 18 عاما مع والدتها
آنى أرنو وعمرها 18 عاما مع والدتها
 
تعود آني إرنو دائمًا إلى عقبات الرؤية الواضحة. من منظورها الاجتماعي، تتمتع آليات العار بقوة خاصة، وفي كتاب "قصة فتاة" تستعيدها من زاوية أخرى. في هذا العمل تواجه نفسها كامرأة شابة في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، عندما فقدت عذريتها في مستعمرة صيفية في أورني، نورماندي. ردود الفعل على سلوكها، والتي تساهم هي نفسها في التعريف بها، لها تأثير على طردها من المجتمع. 
 
 
خلال نصف عمرها اختارت الكاتبة عدم التعامل مع الحدث المؤلم الذي كان له آثار سلبية على صحتها العقلية والبدنية. تكتب أن الأمر يتعلق بـ "نوع مختلف من العار عن كونك ابنة أصحاب متجر ومقهى. إنه لمن العار أن تكون فخورة ذات مرة بكونها موضوع رغبة". 
 
 
وترى جائزة نوبل للآداب أن آني إرنو تؤمن بوضوح بالقوة المحررة للكتابة. عملها لا هوادة فيه ومكتوب بلغة واضحة ونظيفة. وعندما تكشف بشجاعة كبيرة وذكاء إكلينيكي عن معاناة تجربة الطبقة، واصفة الخزي أو الإذلال أو الغيرة أو عدم القدرة على رؤية من أنت.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة