بوتيرة متسارعة، أعلنت القوات الروسية حشد قواتها شرق أوكرانيا لبدء ما اسمته بـ"هجوم مضاد" لاستعادة مدن داخل الأراضى الأوكرانية كنت موسكو قد سيطرت عليها خلال العملية العسكرية الدائرة منذ 24 فبراير الماضى، وذلك بعد ساعات من توقيع الرئيس الروسى فلادمير بوتين عدة قرارات من بينها ضم أرض أوكرانية للسيادة الروسية وكذلك محطة زاباروجيا النووية.
وأكدت القوات الروسية أنها أعادت ترتيب صفوف قواتها، وتعزيز خطوطها الدفاعية فى بلدة ليمان بمقاطعة دونيتسك التى استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها قبل أيام على نحو مثل تراجعا عسكريا لموسكو.
بدورهم، قال قادة الشرق الأوكرانى الموالون لروسيا إنهم أوقفوا تقدم القوات الأوكرانية فى جبهة خيرسون بجنوب شرقى البلاد، وإن القوات الروسية تحشد قواتها هناك لتوجيه ضربة انتقامية للقوات الأوكرانية.
وتأتى التحركات الروسية الأخيرة بعد إعلان الاتحاد الأوروبى إقرار حزمة ثامنة من العقوبات على روسيا، فى محاولة لارغام موسكو على وقف الحرب، وذلك قبل أسابيع من فصل الشتاء، وسط حالة قلق متصاعدة داخل الغرب الذى يبحث عن بديل آمن للغاز الروسى لسد احتياجات الدول الأوروبية من الطاقة اللازمة للتدفئة ولإدارة المصانع وغير ذلك.
بدورها، أعلنت قيادة عمليات الجنوب فى الجيش الأوكرانى استعادة السيطرة على 8 بلدات فى مقاطعة خيرسون حيث تحاول القوات الأوكرانية تشتيت الجيش الروسى ومنعه من التصدى للهجمات شرقا بخاصة فى لوجانسك ودونيتسك.
وفى السياق ذاته، أكد الجيش الأوكرانى أن القوات الروسية تفقد سيطرتها على مناطق واسعة فى مناطق جنوب أوكرانيا وشرقها التى أعلنت موسكو ضمها.
وكان الجيش الأوكرانى أعلن فى وقت سابق عن حشود عسكرية روسية قرب شبه جزيرة القرم، فى حالة تأهب قتالي.
وقالت قيادة القوات الأوكرانية بالجنوب أن "3 سفن حاملة صواريخ وغواصتين فى تأهب قتالي؛ مجهزة بما مجموعه 32 صاروخا من نوع كاليبر"، محذرة من أن "التهديدات بضربات صاروخية، وهجمات بالمسيرات، وقصف المناطق الخلفية العميقة والمحررة حديثًا تبقى قائمة"
فى غضون ذلك، أعلن الجيش الأوكرانى بدء ما سماها معركة "تحرير لوجانسك" وحشد قواته باتجاه المقاطعة. وقد سبق له أن أعلن قبل يومين عبور الحدود الإدارية إلى لوجانسك من محور ليسيتشانسك.
وقال المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية ألكسندر شتوبون أن القوات الروسية تكبدت خسائر كبيرة فى معارك القوات الأوكرانية للسيطرة على شمال خيرسون.
وأضاف أن القوات الروسية تحاول إجلاء الجرحى والمعدات عبر نهر دنيبرو إلى ضفة النهر الشرقية.
من جانبه، قال حاكم مقاطعة لوجانسك سيرجى غايداى أن القوات الأوكرانية تمكنت من تحرير نحو 8 مناطق سكنية داخل الحدود الإدارية لمقاطعة لوجانسك
فى المقابل، تعهد الكرملين باستعادة جميع الأراضى التى فقدت القوات الروسية السيطرة عليها فى المناطق التى ضمتها روسيا فى جنوب أوكرانيا وشرقها.
وقال الكرملين أن هذه المناطق ستبقى مع روسيا إلى الأبد، وإن موسكو ستواصل استفتاء السكان المحليين بشأن رغبتهم بالعيش فى روسيا.
وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أن خسائر القوات الأوكرانية بلغت نحو 500 قتيل فى معارك أول أمس على مختلف محاور القتال
من جهة أخرى، وقع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين رسميا على 4 قوانين دستورية فدرالية، بينها مرسوم يقضى بنقل إدارة محطة زاباروجيا النووية إلى روسيا.
وجاء فى المرسوم الذى وقع عليه بوتين الأربعاء أنه "ينبغى على حكومة روسيا الاتحادية تأمين قبول المنشآت النووية لمحطة زاباروجيا النووية، والممتلكات الأخرى اللازمة لتنفيذ أنشطتها فى ملكية فدرالية".
وحدد بوتين ميزات عمل المحطة حتى عام 2028 حيث يجب على مجلس الوزراء تحديد تفاصيل استخدام الموارد المالية وغيرها لضمان سلامة المحطة النووية، وإصدار التراخيص، وحل القضايا الأخرى.
وتقع محطة زاباروجيا للطاقة النووية على ضفة بحيرة اصطناعية ضخمة فى مدينة إنيرهودار بمنطقة زاباروجيا فى جنوب شرقى أوكرانيا، وتعدّ أكبر محطة نووية فى أوكرانيا والقارة الأوروبية، ورغم سيطرة روسيا عليها منذ بداية مارس الماضى، فإن إدارة المحطة بقيت بيد السلطات الأوكرانية قبل قرار بوتين أمس.
كما وقع بوتين مراسيم تقضى بضم مناطق دونيتسك ولوجانسك وزاباروجيا وخيرسون إلى الاتحاد الروسي.
وقد نشرت الوثائق الخاصة بهذه العملية على مواقع الإنترنت الرسمية للمعلومات القانونية الروسية. ووفقا لهذه القوانين، يُعترف بسكان المناطق الجديدة على أنهم مواطنون روس.