"منذ 15 عاما توفى والدنا وتركنا وحيدين مع أخت وخلال تلك السنوات زرعت والدتنا بداخلنا المحبة والترابط وكانت لنا الأب والأم، خلال تلك السنوات علمتنا أمى أنه إذا مرض أحدنا تألم الجميع، وكبرنا سويا والتحق أخى بكلية التربية قسم اللغة العربية والتحقت أنا بكلية الآداب بنفس القسم، جمعتنا اللغة العربية ثم جمعتنا مهنة التدريس فكنا شريكين فى الحياة بكل تفاصيلها، إلى أن مرض أخى وتحمل الألم وحده وكان لا بد أن نتشارك هذه أيضا، فتبرعت له بـ60 % من كبدى" هكذا تحدث محمد العيسوى ابن محافظة الفيوم الذى انتشرت صوره على مواقع التواصل الاجتماعى بعد تبرعه لشقيقه بالكبد.
يقول محمد العيسوى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إنهم منذ 3 سنوات شعر شقيقه الوحيد أحمد بحالة إعياء شديدة وبعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة تبين أنه مريض بغيب خلقى فى القنوات المرارية وأنه عليه اتباع نظام غذائى خالى من الدهون تماما ليتأقلم مع حالته الصحية.
وأكد محمد أن شقيقه كان يصاب بنوبات من الألم على فترات متباعدة ثم أصبحت هذه النوبات متكررة بشكر كان يؤلمهم جميعا، ومع الفحوصات الجديدة تبين أن شقيقه أصيب بتليف فى الكبد ولابد من متبرع ليتك استئصال الكبد وزراعة كبد جديد.
وأشار محمد العيسوى أنه منذ معرفة ذلك الخبر لم تجف عين والدته عن الدموع وكان كل يوم يرى حزنها الشديد خوفا من أن يصيب شقيه مكروه، وفجأة وجد أن شقيقه الذى اعتاد أن يشاركه فى كل التفاصيل حول مناهج الدروس العربية وطرق تدريس الطلاب، والاهتمامات المشتركة بينهم لا يفعل أى شيء سوى أنه يتألم، وبسؤال الأطباء عن طبيعة المتبرع أكدوا أنه كلما كان من بين الأقارب تكون نسبة نجاح العملية ونجاة شقيقه أكبر.
وأكد محمد أنه أجرى تحليل لتحديد فصيلة الدم وتبين أن فصيلة دمه مخالفة لفصيلة دم شقيقه، بينما تطابقت فصيلة دم عمتهم وقبلت التبرع لابن شقيقها وتم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لها لإجراء الجراحة الا أنه تبين أن حالتها الصحية لا تسمح بالتخدير لساعات طويلة.
وقال محمد إنه بعد فشل محاولة تجهيز عمته للتبرع لشقيقه أصيبت الأسرة بحالة من الحزن والإحباط وقام بسؤال الأطباء عن إمكانية أن يقوم هو بالتبرع لشقيقه رغم اختلاف فصيلة الدم فاخبروه أنه يمكن أن يقوم بذلك وتكون نسبة نجاح العملية كبيرة.
ولفت محمد إلى أن والدته عندما علمت بقراره للتبرع لم تتوقف عن البكاء ودخلت فى حالة من الانهيار فهى لم تتخيل أن ابنيها سيدخلان إلى غرفة الجراحة لإجراء عملية جراحية خطيرة فى نفس اللحظة ورفضت أن اقوم بالتبرع ولكن هدأت من روعها وأخبرتها أن الله خير حافظا وانه بالدعاء ستمر الأزمة وسيتخطاها هو وشقيقه .
تم التحضيره قبل العملية بـ17 يوما ثم اجرى الجراحة هو وشقيقه وأثناء الجراحة أجريت له عملية فتاء واستئصال للمرأة واستئصال لـ60 % من الكبد لزراعتها لدى شقيقه وبعد 4 أيام تمكن من رؤية شقيقه ولم يكن لديهما القدرة على التحدث بصوت عالى لكنه قال لشقيقه "هتعدى إن شاء الله" فهز شقيقه رأسه بالنفى لشدة ما يشعر به من الألم لكنها عدت بأمر الله وعاد هو للمنزل بعد انتهاء أدويته ويتبع حاليا تعليمات الأطباء فى التغذية والاهتمام بتناول البروتين حتى يكتمل الكبد لديه بينما ما زال شقيقه فى المستشفى يتناول العلاج.
الأخوة
جانب من الفحوصات
صورة لأخوان بعد العملية
محمد العيسوي واخوه
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة