نحتفل هذه الأيام بمرور الذكرى الـ49 على انتصار أكتوبر المجيد، والذى حقق فيه الجيش المصرى إعجازا عسكريا ومجدا حربيا عظيما، استطاع فيه هدم خط بارليف المنيع، وإزالة الحاجز الترابى العملاق، وعبور قناة السويس خلال ساعات بسيطة، ليؤكدوا بسالة المصريين وعظمة قواتها المسلحة، محققين أول انتصار للجيوش العربية على الكيان الصهيوني.
وعلى مر التاريخ كان الجيش المصرى، حاجزا منيعا أمام أى عدو، ومنذ تأسيسه منذ السنين، وتكون أول جيش نظامى فى التاريخ، كان دائما له اليد العليا فى العديد من المعارك الحربية، التى خلدت على صفحات التاريخ ومن الحروب المهمة التى خاضها الجيش المصرى فى عهد محمد على باشا هى "عكا" وذلك فى الفترة بين عامى 1831 و1833، وهى الفترة التى شهدت توترا كبيرا بين محمد على باشا فى مصر والسلطان العثمانى فى الأستانة.
وبحسب كتاب محمد على باشا "بدايات قاسية ومجد عظيم" لـ نشأت الديهى: "انتصرت القوات المصرية فى معركة الزرافة وفرار الأتراك وقائدهم إلى مدينة حماة، وحين علم إبراهيم باشا أن القائد العثمانى طلب المدد من تركيا استراح إلى أن المدد يحتاج إلى شهرين حتى يصل من تركيا إلى حماة، لذا قرر إبراهيم باشا التوجه بكامل قواته إلى عكا لفتحها قبل ورود المدد إلى القائد العثمانى الموجود فى حماة".
ودارت المعركة بين الجيش المصري والحامية العسكرية لمدينة عكا والتي كان قوامها نحو 6000 مقاتل بقيادة ضباط أوروبيين، ورغم حصار المصريين لها إلا أن أسوارها المنيعة جعلتها تقاوم مقاومة عظيمة فقام الجيش المصرى بإمطارها بعدد كبير من القذائف بلغ عددها نحو 50 ألف قنبلة ونحو 203.000 قذيفة ليقتحم بعدها المصريون الأسوار وتدور معركة ضارية بين الطرفين انتصر فيها المصريون وأسروا فيها والي عكا وتكبد الطرفان في هذه المعركة خسائر فادحة حيث فقد الجيش المصرى 4500 قتيل وخسرت حامية عكا 5600 قتيل.
وكان هذا النصر أحد أعظم الانتصارات التى حققها الجيش المصرى لأن عكا استعصى فتحها على أعظم القادة العسكريين فى التاريخ وهو نابليون بونابرت فى وقت سابق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة