بفضل الصور الحديثة للأهرامات الشاهقة فوق منظر رملي شاسع ، يفترض الكثير من الناس أن هذه المنطقة كانت صحراء، ولكن بالنظر إلى أن المناخات والمناظر الطبيعية يمكن أن تتغير بمرور الوقت وأن البشر معروفون بتغيير البيئات الطبيعية ، فهل كانت مصر القديمة صحراء؟
الجواب البسيط هو لا حيث تميل المناطق القريبة من نهر النيل إلى أن تكون أكثر خصوبة، وكان لدى المصريين في كل من العصور القديمة والحديثة - نظام زراعي مزدهر، ومع ذلك ، فقد تغيرت البيئة على مدى تاريخ مصر، وأدى بناء السد العالي في أسوان عبر النيل بين عامي 1960 و 1970 إلى تغيير المشهد بشكل كبير.
كانت بعض مناطق مصر التي أصبحت الآن صحراوية أكثر خصوبة في الماضي، أحد الأمثلة الشهيرة هو "كهف السباحين" على هضبة الجلف الكبير في جنوب غرب مصر، فقد تحولت المنطقة اليوم لتصبح قاحلة للغاية، ولكن منذ آلاف السنين، كانت رطبة، حتى أن بعض الأعمال الفنية الصخرية الموجودة في الكهوف في المنطقة تظهر الناس يسبحون، وفقًا للمتحف البريطاني.
يشير المتحف البريطاني إلى أن هذا الفن الصخري يعود إلى ما بين 6000 و9000 عام ماضية، لكن هذه الفترة الممطرة انتهت منذ حوالي 5000 عام، ومنذ ذلك الحين، ظلت صحاري مصر مشابهة إلى حد كبير لما هي عليه الآن، كما قال جوزيف مانينج أستاذ الكلاسيكيات في جامعة ييل، لـ Live Science.
تشير الأبحاث إلى أنه خلال العصر البرونزي (حوالي 3300 قبل الميلاد إلى 1200 قبل الميلاد)، كان فيضان النيل يميل إلى أن يكون أكبر مما كان عليه خلال العصر الحديدي (حوالي 1200 قبل الميلاد إلى 400 قبل الميلاد)، وفقا لجوزيف مانينج.
أحد آثار ارتفاع منسوب نهر النيل بشكل عام خلال العصر البرونزي هو أنه في حوالي 2500 قبل الميلاد عندما شيدت الأهرامات في الجيزة ظهر "فرع خوفو"، وهو فرع متلاشي لنهر النيل، بجوار الأهرامات، سمح هذا الفرع بنقل المواد إلى الموقع عن طريق القوارب، مما ساعد في بناء الهرم.