بعد اكتشاف تمثال هرقل الشخصية الأسطورية المقدسة والذى يرجع إلى تاريخه إلى 2000 عام، لا بد من الفصل بين شخصية هرقل الاسطورية والتاريخية التى لها تاريخ طويل وحافل بالانجازات والانتصارات.
يعتبر هرقل من أعظم الأباطرة البيزنطيين، فهو عاصر نبي الإسلام، وخسرت الإمبراطورية البيزنطية في عهده بلاد الشام ومصر وشمال أفريقيا بفتحها على أيدي العرب المسلمين.
حكم من أكتوبر 610 حتى فبراير 641. يعتقد بأن هرقل من عائلة أرمينية الأصل. كان ابن صاحب نفس الاسم هرقل، الذي يسمى هرقل الأكبر، والذي كان أحد جنرالات الإمبراطور موريسفي الحرب ضد الفرس عام 590. على الرغم من أن مكان ميلاد هرقل غير معروف، ترعرع في أفريقيا الرومانية
فعلي الصعيد الحربي استطاع استعادة كل الولايات الرومانية التي كان الفرس قد استولوا عليها، وحتي وعلي الرغم من الخسائر الجسيمة التي تكبدها أمام حروبه ضد المسلمين، فإنه استطاع بعبقريته إيقاف جيوش الفتح الاسلامي عند آسيا الصغري. كما كسر جيوش الخلافة في حملتها لغزو قرطاج
يرجع له الفضل، بعد ان اصبحت اللغة اللاتينية هي اللغة الرسمية، الا ان صدرت كل المراسيم الامبراطورية في القرن السابع وكل المذكرات الرسمية باللغة اليونانية. واختفت الألقاب اللاتينية وحلت محلها الألقاب اليونانية.
أبدي هرقل شجاعة ومهارة كبيرة في مواجهة الخطر الفارسي، فبدلا من منازلة جيوش الفرس المتوغلة في أراضي الامبراطورية، قام بمواجهتهم في عقر دارهم في البلاد الفارسية، فقد تقدم بجيشه في ديسمبر سنة 627 ووصل أمام نينوىوهناك خاض معركة حاسمة ضد الفرس قررت مصير الصراع بين الطرفين. وقد ألحق بالجيوش الفارسية هزيمة ساحقة في هذه الموقعة.
وبعد ذلك عزل كسرى وقتل، وتبعه في الحق ابنه شيرويه الذي رأي ان من الأفضل أن يعقد الصلح مع هرقل. وقد تم الصلح في سنة 628، وبمقتضاه استردت بيزنطة كل ما كان لها من البلاد التي كانت قد سقطت في أيدي الفرس، بما في ذلك أملاكهم في بلاد الجزيرة الفراتية والشام ومصر، بعد رجوع هرقل الي القسطنطينية استقبله أهلها استقبال الابطال فقد حمل له الشعب اغصان الزيتون ورتلوا المزامير وهتفوا بإسمه.