تستمر تداعيات الحرب فى أوكرانيا مع أزمة التضخم العالمى، حيث يشهد الاقتصاد الأوروبى خسائر مستمرة مع استمرار معدلات التضخم المرتفعة فى منطقة اليورو ليسجل نسبة قياسية بلغت 10%، كما ارتفعت أسعار الطاقة والمواد الخام الأخرى إلى 40.8%، وهو ما أدى إلى خروج العديد من الاحتجاجات ضد ارتفاع مستوى المعيشة والتضخم.
وتظاهر العديد من دول الاتحاد الأوروبى ضد ارتفاع تكلفة المعيشة بعد السياسات التى تم إقرارها مؤخرا على خلفية استمرار الحرب فى أوكرانيا، والإجراءات التقييدية التى اتخذها الاتحاد مؤخرا بسبب استمرار الهجوم الروسى على أوكرانيا، والتى تؤدى إلى ارتفاع التضخم.
مظاهرات ضد التضخم فى اوروبا
وقالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية، إن دول مثل فرنسا وألمانيا والتشيك وإيطاليا، شهدت مظاهرات تطالب بإلغاء الإجراءات التقييدية الأحادية ضد روسيا واستيراد النفط والغاز الروسى الارخص ثمنا مرة آخرى.
من ناحية أخرى ، أعربوا عن غضبهم مما اعتبروه "ديكتاتورية" الاتحاد ، ضد استقلالية كل دولة في اتخاذ الإجراءات التي تحمي المواطنين.
وجاءت الاحتجاجات بعد أن وافق الاتحاد الأوروبي على حزمة أخرى من العقوبات ضد موسكو في 6أكتوبر بسبب عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
ألمانيا
خلال الاحتجاجات التي جرت في العاصمة الألمانية برلين ، طالب المشاركون برفع العقوبات ضد روسيا واستيراد موارد طاقة أرخص من ذلك البلد.
وحضر العشرات إلى مكان الاحتجاج حاملين الأعلام الألمانية والروسية لافتات مثل "أريد الغاز والنفط الروسي" ، و "كل من يسكت اليوم يتجمد غدا"، بالإضافة إلى طلب استقالة الحكومة.
مظاهرات فى المانيا
فرنسا
خرجت مظاهرة في باريس للمطالبة باستقالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، ورفض عضوية فرنسا في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وإمداد أوكرانيا بالسلاح.
وقال المتظاهرون إن "ماكرون يمد أوكرانيا بالأسلحة لحرب لا تهمنا ، أسلحة للحكومة النازية الأوكرانية ، لذلك ليس لدينا الآن غاز ، ولا كهرباء لإدارة أعمالنا ، ولا تدفئة في منازلنا".
ولا تزال هناك العديد من المناطق في فرنسا تعانى من نقص الوقود في محطات الوقود ، مما أدى إلى انتظار طوابير طويلة من السيارات للتزود بالوقود، حسب وزارة الطاقة ، التي أكدت أن هناك 5 محطات خدمة تعانى من مشاكل الامدادات.
يأتي هذا الوضع مع استمرار الإضرابات في مصافي توتال إنرجي وإكسون موبيل. وبينما واجهت 19٪ من محطات الوقود في البلاد يوم الجمعة 7 أكتوبر صعوبات ، ارتفع الرقم إلى 20.7٪ امس السبت.
وأكد المتحدث باسم الإليزيه ، أوليفر فيران ، أنه ستكون هناك "أيام قليلة" من التوتر لكنه رفض وصف الوضع الخطير بأنه نقص. ومع ذلك ، فقد اعترف بوجود مشاكل في الإمداد في بعض المناطق.
إسبانيا
وتوقعت نائبة رئيس وزراء إسبانيا، ناديا كالفينو، حدوث اضطرابات اجتماعية في بلدان أوروبية، ردأ على ارتفاع معدلات التضخم وزيادة وتيرة أزمة الطاقة التي تأثرت بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، وقالت أن تأجيج الاضطرابات الاجتماعية في أنحاء الاتحاد الأوروبي "تحدٍ يجب أن نضعه في الحسبان باستمرار".
وقالت ناديا كالفينو، في حوار مع قناة يويور نيوز الأوروبية: "بالطبع، المواطنون الأوروبيون، جميعنا، عانينا من أوقات عصيبة للغاية، من سيناريو صعب خلال السنوات الثلاث الماضية منذ أن ضربنا وباء كورونا، في حالة إسبانيا، كان لدينا أيضاً ثوران بركان في منتصف الطريق، ثم جاءت الحرب والتضخم وارتفاع أسعار الطاقة، مما أثر على جميع المواطنين والأسر والشركات في أوروبا.. لهذا السبب نحتاج إلى توخي الحذر الشديد والتحلي بالمسؤولية في هذه المرحلة لاتخاذ الإجراءات الصحيحة لدعم مواطنينا، ولكن دون إغفال الحاجة إلى ضمان الاندماج والاستقرار الماليين في منطقة اليورو وفي الاتحاد الأوروبي ككل".
وقالت نائبة رئيس وزراء إسبانيا، ناديا كالفينو: "أننا جميعاً نتأثر بالحرب القائمة على أبواب أوروبا، على أعتاب بلادنا، وكذلك بابتزاز الطاقة، لكن درجة التأثر تختلف اختلافاً كبيراً بين الدول المختلفة. بعض الاقتصادات، مثل الاقتصاد الألماني، ودول البلطيق، وأيضاً تلك المجاورة لأوكرانيا هي الأكثر تضرراً بشكل مباشر".
إيطاليا
من جانبه ، نظم الاتحاد العام الإيطالي للعمال مسيرة وحشد في وسط روما، حيث رفض المتظاهرون خلال الاحتجاج ارتفاع تكلفة المعيشة والتضخم وزيادة أسعار الطاقة ، من خلال الشعارات المناهضة للفاشية والمسالمة.
مظاهرات فى ايطاليا
النمسا
في فيينا ، تجمع العشرات من المتظاهرين ، وأعربوا عن الرغبة في خروج النمسا من الاتحاد الأوروبي ، واهمية انشاء صداقة مع روسيا" ، حيث أن هذا سيؤدى الى خفض أسعار البنزين والكهرباء والغاز ، الغذاء، كما أعرب المتظاهرين عن أهمية عدم فرض عقوبات والضرائب المرتفعة حيث أن هذا سيؤدى الى ارتفاع التضخم ".
جمهورية التشيك
تجمع ممثلون عن مختلف النقابات التشيكية في ساحة فاتسلاف ، وسط براغ ، للاحتجاج على الحكومة لانخفاض الدعم الشعبي وسط انخفاض حاد في مستويات المعيشة.
الأسهم الأوروبية
ومع استمرار ازمة الطاقة والتضخم في القارة العجوز، انخفضت أسواق الأسهم الأوروبية، ويتوقع فيه معظم المحللين حدوث ركود اقتصادي في الأشهر المقبلة مدفوعًا بضعف الاستهلاك وخفض الإنتاج نتيجة لذلك.
في أوروبا ، سيكون التركيز الأسبوع المقبل على القراءات النهائية لمؤشر أسعار المستهلك لألمانيا وفرنسا وإسبانيا ، بالإضافة إلى إصدار مؤشر سينتكس لشهر أكتوبر والتطورات في الإنتاج الصناعي لشهر أغسطس.
وفى سبتمبر الماضى ، عكست انخفاضا في ثقة المستثمرين في منطقة اليورو بمقدار 6.6 نقطة إلى -31.8 نقطة ، وهو أدنى مستوى لها منذ عام 2020 ، مما يُظهر ، باستثناء وحيد للأزمة المالية ، أحد أكثر التقييمات السلبية للاقتصاد، ومن المقرر أن يتم نشر تطور الإنتاج الصناعي لمنطقة اليورو لشهر أغسطس يوم الأربعاء 12 أغسطس ، متوقعا إجماع السوق على أنه سيسجل تراجعا شهريا جديدا بنسبة 1٪ ، بعد انكماشه في يوليو بنسبة 2.3٪.