كشف الفنان جلال أبوالدهب مبدع تمثال رفاعه رافع الطهطاوى رائد التنوير في مصر والوطن العربى والذى تم وضعه بمدخل مكتبة رفاعة بمدينة سوهاج والتي تعد ثالث أقدم مكتبة تاريخية على مستوى مصر لما تحوية من كتب ومطبوعات ومخطوطات نادرة الوجود كواليس عملية تصميم التمثال والمدة التي أستغرقتها عملية التصميم وأهم الصعوبات التي واجهته ومن كلفه بعمل التمثال.
في البداية قال الفنان التشكيلى جلال أبوالدهب مدير عام فرع قصر ثقافة سوهاج أن صناعة هذا النوع من التماثيل تتطلب أساسيات، أهمها هو توفير مادة فوتوغرافية كبيرة جدًا للشخصية وهذا الأمر غير متوفر في شخصية مثل شخصية رفاعة الطهطاوى فكل ما يتوفر عنه ويعرفه الجميع أن صورة رفاعة هي الموجودة في مدخلى طهطا القبلى والبحرى وميدان المحطة بطهطا وأمام جامعة سوهاج وكل هذه التماثيل وطبقا لما أكدته أفراد عائلة رائد التنوير لا تشبهه.
ويجب أيضا أن تتوافر بيانات شخصية عن الشخص المراد صناعة التمثال له، وهذا الامر كان متوفرا وبشكل كبير وغير مسبوق عن رفاعة الطهطاوى من خلال ما يعلمه أهل الشخصية عنه وعن تاريخه وخاصة كبار السن منهم ومن خلال الكتب والمؤلفات الخاصة به ومن خلال ما كتب عنه ومن خلال السيرة التاريخية له وهذا الأمر سهل المأمورية على بشكل كبير فكلما قرأت وأبحرت في في مؤلفاته وقرأت عن مواقفه كنت أشاهده أمامى وكأنى أجلس في حضرته.
وأشار أبوالدهب إلى أن صناعة التماثيل الشخصية في هذه الحالة، غالبًا ما تستغرق ثلاثة إلى أربعة أشهر، وربما أقل أو أكثر وهذا ما حدث في تصميمى لهذا التمثال والذى أستمر العمر به أربعة أشهر كاملة خلال تلك الفترة كانت ينتابنى الخوف والقلق الخوف من فشل التجربة والقلق أن يخرج التمثال بشكله النهائي ولكن ليس بالصورة الحقيقة لرفاعة الطهطاوى.
وأوضح قبل أن أشرع في تصميم التمثال قمت بزيارة كل التماثيل الموجودة بأنجاء المحافظة وعددها أربعة لكنها كلها لم تكون لدى الصورة الحقيقية التي شاهدتها من خلال قرأتى الكثيرة عن الشخصية وبعدها ذهبت إلى أسرة رائد التنوير تحدثت معهم حصلت على ما لديهم من معلومات وصفية عن شكل صاحب التمثال من خلال الصور التاريخية والقديمة التي شاهدوها له وخاصة كبار السن منهم ومن هنا بدأت الصورة في الإكتمال في مخيلتى وبقيت مرحلة أخرى أن أبحث عن صورة أصلية لرفاعة رافع الطهطاوى وحصلت عليها بالفعل وعرفت أن بمكتبة رفاعة الطهطاوى بمدينة سوهاج والتي يتم تطويرها يوجد صورة نادر له ذهبت للمكتبة وشاهدتها عن قرب وهنا اكتملت الصورة من خلال 3 عناصر عنصر الصورة الموجودة بمخيلتى من خلال القراءة عن الشخصية وعنصر ما سمعت من عن وصف الصورة والشخصية من أهلية رفاعة أنفسهم والعنصر الثالث الذى أكتملت به الصورة وقد كان عنصر مشاهدة لأول مرة لصورة حقيقة للشخصية.
وأكد جلال بعد إكتمال كل العناصر بدأت في العمل ساعات طويلة داخل المرسم الخاص بى 4 أشهر من العمل والعجيب والملفت للنظر أثناء العمل والذى كان دائما ما يدور برأسى هو تكليف اللواء طارق الفقى لى بتنفيذ هذا العمل بإشراف التنسيق الحضارى والإهتمام الغير عادى من قبل المحافظ بضرورة أن يكون عملا ليس كغيرة بل أن يجمع بين عظمة الشخصية وتاريخها وبين الحاضر التنموى الذى نعيش فيها الأن وإهتمام القيادة السياسية الدائم وتوجيهات الرئيس السيسى المستمرة لتطوير الفكر وتثقيف النشئ والإهتمام بالتعليم وبعد الإنتهاء من تصميم التمثال تم عرضة على كل الشخصيات التي لديها معلومات عن الشخصية من أسرته أو من المؤرخين أو من الفنانين والجميع أكد أن هذا العمل هو العمل الأول الذى يجسد بشكل قاطع الصورة الحقيقة لرفاعه رافع الطهطاوى.
كما كشف جلال أبوالدهب الفنان التشكيلى أن محافظة سوهاج بها 4 تماثيل لرفاعة رافع الطهطاوى رائد التنوير 3 منها فقط بمسقط رأسه مدينة طهطا شمالى محافظة سوهاج واحد عملاق بمدخل طهطا الشمالى ومثله بنفس الحجم بمدخل طهطا القبلى وواحد صغير بميدان المحطة بطهطا أيضا وهناك صورة نحاسية موجودة بميدان وسط المدنية والتمثال الرابع الموجود بسوهاج موجود أمام مبنى جامعة سوهاج القديمة وهو تثمال ضخم لرفاعة وهو جالس والمفاجأة هنا أن كل هذه التماثيل لا تشبه الصورة الحقيقة الموجودة داخل مكتبته بمدينة سوهاج سوهاج مطلقا ولكننى أيضا لا يمكننى أن أبخس حق من قام بصناعة تلك التثماثيل الموجودة لأنهم بالتأكيد بذلوا جهدا كبيرا ووجهوا العديد من الصعاب في عملية التنفيذ لكن لم يحالفهم الحظ ويحصلوا على صورة حقيقية للشخصية ولهم كل الإحترام والتقدير على أعمالهم التي تعد رمزا للمحافظة كلها.
يذكر أن الفنان جلال أبوالدهب حاصل على بكالوريوس زراعة عام 1990، ودبلومة الدراسات العليا من اكاديمية الفنون 1995 وهو باحث تراث شعبى وعمل بالعديد من ورش المسرح وعمل مشرف الفنون التشكيلية بقصر ثقافة أسيوط ومدير مكتبة الطفل والشباب بأسيوط الجديدة مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بإقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافي قام بعمل 20 مسرح عرائس توعوى وهو يعمل أيضا بنحت المجسمات على سن أقلام الرصاص وأخيرا مدير عام فرع ثقافة سوهاج.
يذكر أن اللواء طارق الفقي محافظ سوهاج، أفتتح أعمال تطوير مكتبة رائد التنوير " رفاعة رافع الطهطاوى"، بتكلفة بلغت 3 مليون و 960 ألف جنيه، وذلك ضمن خطة المحافظة لوضع المكتبة في المكانة اللائقة بها، كونها مكتبة تراثية تضم مخطوطات تاريخية نادرة، وذلك بالتوازي مع اهتمام القيادة السياسية، وتوجهات الدولة للحفاظ على التراث الحضاري، والمباني ذات الطراز المعماري الفريد .
حضر الافتتاح كل من " السيد أحمد سامى القاضي نائب محافظ سوهاج، و عدلي أبو عقيل رئيس مركز ومدينة سوهاج، وجلال أبو الدهب وكيل وزارة الثقافة بسوهاج، ورأفت زكى مدير المكتبة، والمهندسة عبير الطبيب مدير التنسيق الحضاري بالمحافظة .
وأكد محافظ سوهاج على تبنيه فكرة تطوير مكتبة "رفاعة الطهطاوي" منذ زيارته الأولى لها، كأحد أهم وأعرق مكتبات المحافظة، والعمل على توفير الاعتمادات المالية المطلوبة لأعمال التطوير، وأن تتم الأعمال على أعلى مستوى تحت الإشراف المباشر للتنسيق الحضاري بالمحافظة؛ وذلك للحفاظ على القيمة التاريخية والطابع المعماري لمبنى مجلس مدينة سوهاج، الذي تقع به المكتبة، وبما يليق باسم العالم الجليل " رفاعة رافع الطهطاوي "، حيث استغرقت أعمال التطوير ٤ شهور .
وكشف "الفقي" عن المعوقات والتحديات التي واجهت أعمال التطوير، وفي مقدمتها الحفاظ على النمط والطراز المعماري المميز لمبنى مجلس المدينة، حيث أنه مبنى مسجل ضمن كشوف الحصر للمباني ذات الطراز المعماري المميز، في ضوء النظام الانشائي القديم للمبنى (حوائط حاملة)، والتي يصعب معها إدخال اية تعديلات تقنية بالمكتبة، الا انه تم التغلب عليها جميعا بالأساليب المعمارية والانشائية الحديثة؛ للوصول للحد المناسب والمرضي، وتهيئة المكتبة لمرحلة التحول الرقمي.
ومن جانبه أوضح مدير مكتبة "رفاعة رافع الطهطاوي "، أن المكتبة واحدة من أكبر ثلاث مكتبات أثرية على مستوى الجمهورية، وإحدى المعالم الحضارية بمحافظة سوهاج بل والعالم العربي كله، حيث تضم المكتبة العتيقة 1437 مخطوطا نادرا، ويصل عدد المطبوعات بها إلى 16 ألف مطبوعة، فضلًا عن عدد من الكتب والمجلدات الهامة، وأمهات الكتب والمخطوطات في شتى المجالات التاريخية والثقافية والعلمية، والتي يرجع عمرها لأكثر من 300 عام، لمؤلفين عاشوا في القرون الماضية، وتحدثوا بين طياتها عن العلوم الثقافية والطبية والاجتماعية والسياسية والفقهية والإنسانية، كما تضم المكتبة العديد من النوادر الخطية، وأمهات الكتب التي لا يوجد لها مثيل في أي مكتبة أخرى بالعالم، ومنها مخطوطات عتيقة ترجع إلى القرن الرابع الهجري 398هـ، وأخرى كتبت بأيدي مؤلفيها أنفسهم، إلى جانب مؤلفات الشيخ " رفاعة الطهطاوي"، وشيخه "حسن العطار" شيخ الأزهر الشريف.
التمثال-الجديد-لرفاعة-الطهطاوى--(7)
التمثال-بعد-مغلفة-قبل-وضعه-بالمكتبة--(1)
الفنان-جلال-أبودالدهب-أثناء-صناعة-التمثال--(6)
تمثال-رفاعة-الطهطاوى--(3)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة