اتفق مجموعة من الأدباء والمثقفون العرب والأجانب على أن القول بتراجع مستويات القراءة، ما هو إلا مزاعم غير حقيقة لها إطلاقا، سواء في العالم العربي أو الغربى .
جاء ذلك خلال الندوة التي عقدت بعنوان "شغف القراء وأذواقهم"، بمشاركة الكاتبة الإماراتية أسماء الزرعوني، ورئيس تحرير جريدة أخبار الأدب المصرية علاء عبد الهادي، والكاتبة النيجيرية حديزة الرفاعي، والروائية الأمريكية ليزا جاردنر، وأدارت الجلسة همسة يونس، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2022.
وقال الكاتب الصحفى علاء عبدالهادي، إن شغف القراء الحقيقي يتولد من مثل هذه المعارض الاحترافية الصاخبة بالمعرفة، مشيداً بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، كمكان يضج بالحياة ويحتفي بإبدع ما ينتج الإنسان وهو الكتاب، طارحاً سؤال الأذواق والتغيرات التي طرأت بفعل الوسائط الجديدة مؤكداً أن أمة "إقرأ" تقرأ، نافياً اتهامات النمطية حول تراجع القراءة في عالمناً العربي، ومؤكداً أن ثمة جيل قارئ ومتعطش لكل جديد، لكن نحتاج رفع سقف الإبداع، والانفتاح على مختلف الثقافات.
كما تحدث عبدالهادي عن الشكل والمحتوى وأثرهما في سلوك القراء وتوجهات الجمهور وتحفيزه على الاقتناء، مضيفاً أنه أمر شغل اهتمام الناس، حيث التسويق أصبح يحدد العناوين الجاذبة أحياناً، لكن تبقى القيمة الفعلية للكتابة ثابتة برأي النقاد المتخصصين، وللجمهور اعتباراته الأخرى غير الخاضعة للقياس.
وضمت الكاتبة الإماراتية أسماء الزرعوني صوتها لعبد الهادي وقالت: إن القراءة بخير، وإن كنا نجلد ذواتنا في كثير من الأحيان، وقدمت تفصيلات وفوارق بين الأزمنة والأجيال والوسائل، والاهتمام المنقطع النظير من قبل أجيال اليوم بكل ما يتعلق بالخيال العلمي والفضاء، ما جعلها كجدة أولاً وكاتبة قصص الأطفال ثانياً تفكر في التواصل مع أحفادها وفهم عوالمهم والاقتراب منها، والبحث عن حمولات قصصية مشوقة مليئة بالقيم والدروس يستطيع أطفال اليوم تقبلها وقراءتها دون ملل، مضيفةً أن أطفال الأمس كان باستطاعتهم قراءة قصة من مئة صفحة، وهو أمر يستحيل اليوم، نتيجة لقصر النفس والميل لما هو بصري.
وتحدثت الكاتبة النيجيرية حديزة الرفاعي عن منظورها لتجربة الأدب النيجيري، وما الذي يريده الشباب، مؤكدةً أن الرواية النيجيرية في مرحلة ما تناولت مواضيع جوهرية مرتبطة بالعرق والفساد، لكن القراء اليوم يبحثون عن مواضيع جديدة أكثر ارتباطاً بالخيال، مضيفةً أن أدب الطفل النيجيري بحاجة إلى مزيد من الإسهام في مجالاته، ويكاد يكون قليلاً، وما تزال بطلته طفلةً شقراء، في حين أنه من حق أطفال نيجيريا أن يقرأوا عن أبطال يشبهونهم ومن وحي بيئتهم.
كما أشارت الرفاعي إلى أن نفس الأمر يرتبط أيضاً بالثقافات والتنوع في نيجيريا، فأغلب الكتاب جنوبيون، بينما توجد أقلية مسلمة في الشمال لا يعرف الناس الكثير عن ثقافتها، وانحازت الرفاعي إلى أهمية شكل الكتاب في جذب القراء موضحة بعض التجارب في هذا الأمر.
وقالت الروائية الأميركية ليزا جاردنر، إنها ككاتبة لا تتفق نهائياً مع نظرية الشكل قبل المضمون، وتحاول قدر المستطاع أن يظل جوهر الحكاية هو المحدد الأول لكل ما يجري من تغييرات لاحقة قد تطرأ على الكتاب، مبينةً أن هناك أحداثاً مهمةً تروى وتكتب لأن القصة لها تأثير، رغم توجهات سوق المتعة والترفيه، وعلينا أن نتعامل مع هذا الأمر، وكذلك تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي، التي أيضاً على الكتاب أن يركبوا موجتها، فهي ناشر قوي لهذه القصص، ومتابعيها عنصر أساسي في القصة ورسالتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة