احتفظ الديمقراطيون بأغلبيتهم فى مجلس الشيوخ الأمريكي، واستطاع واصد الجهود الجمهورية لاستعادة المجلس وجعل الأمور أصعب عليهم لإحباط أجندة الرئيس الأمريكي جو بايدن. فى الوقت الذى لا يزال مصير مجلس النواب غير مؤكد حتى الآن حيث يصارع فيه الحزب الجمهورى لتأمين أغلبية بسيطة. واستطاع الجمهوريون الفوز بـ 211 مقعد، بينما فاز الديمقراطيون بـ 204 مقاعد. ويحتاج أي منهما للوصول إلى 218 مقعد لتأمين الأغلبية.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن انتصار السيناتور كاثرين كورتيز ماستو فى نيفادا منح الديمقراطيين الخمسين مقعدا التي يحتاجونها للاحتفاظ بالشيوخ. ويعكس انتصارها القوة المفاجئة للديمقراطيين عبر الولايات المتحدة فى عام الانتخابات. وكانت كورتيز ماستو تعتبر أكثر أعضاء مجلس الشيوخ المعرضين للخطر، حيث سعت لإعادة انتخابها فى ولاية تعانى اقتصاديا، والتي يوجد بها أعلى ارتفاعات فى أسعار الغاز فى الولايات المتحدة، وهو ما زاد من إحباط الجمهوريين الذين كانوا واثقين من أنه يمكن هزيمتها.
وبحسم مقعد نيفادا، يكون الديمقراطيون قد حصلوا على خمسين مقعدا، وحتى لو نجح الجمهوريون فى خطف مقعد جورجيا فى جولة الإعادة وتساوى الحزبان فى عدد المقاعد، تظل كفة الديمقراطيين الراجحة بالصوت الحاسم لنائبة الرئيس كامالا هاريس التي تشارك بحكم منصبها فى التصويت داخل مجلس الشيوخ.
وقال زعيم الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ تشاك شومر، إنه تم إنجاز الكثير، وسنفعل المزيد من أجل الشعب الأمريكي. وأضاف قائلا: لقد رفض الشعب الأمريكي، يبدو أنه رفض، الاتجاه الاستبدادى المعادى للديمقراطية والمثير للانقسام الذى أراد الجمهوريون من أصحاب إيديولوجية جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، أن يأخذوا البلاد إليها.
وبعد حسم النتائج فى نيفادا، تظل جورجيا الولاية الوحيدة التي لا يزال كلا الحزبين يتنافسان فيها على مقعد مجلس الشيوخ. ويواجه شاغل المقعد الديمقراطى رافائيل ورنوك منافسه الجمهورى هيرسكول والكر فى جولة إعادة فى 6 ديسمبر. وأصبح مقعد مجلس الشيوخ فى ولاية ألاسكا فى يد الجمهوريين بعد أن ارتقائه على نظام تصويت يشهد تنافسا بين أكثر من مرشح جمهورى.
وتضمن سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ عملية سهلة لتأكيد تعيينات بايدن فى المناصب الحكومية والقضاء، بما فى ذلك الترشيحات المحتملة لقضاة المحكمة العليا. كما أن الحزب سيحتفظ بالسيطرة على اللجان، وسيكون لديه سلطة إجراء التحقيقات أو الرقابة على إدارة بايدن، وسيستطيع رفض التشريعات التي ترسل من مجلس النواب، لو فاز الجمهوريون به.
واحتفل الرئيس بايدن بنتائج الانتخابات، وقال خلال وجوده فى كمبوديا للمشاركة فى قمة الآسيان، إنه لديه شعور جيد ويتطلع إلى العامين المقبلين. وأضاف أن الفوز بالمقعد الحادى والخمسين فى جولة الإعادة بجورجيا سيكون مهما، ويسمح للديمقراطيين بتعزيز موقفهم فى لجان المجلس. وتابع بايدن قالة إن الأمر سيكون أفضل ببساطة، كلما زاد العدد كلما كان افضل.
لو استطاع الديمقراطيون تحقيق انتصار فى مجلس النواب، فهذا يعنى أنه سيكون لهم السيطرة الكاملة على الكونجرس، ومن ثم فرصة أخرى لتعزيز أولويات بايدن، والتي قال إنها تشكل تقنين حقوق الإجهاض. ولا يزال الحزب الديمقراطى يفتقر إلى أغلبية الـ 60 صوت المطلوبة فى مجلس الشيوخ من أى المضي قدما فى أي تعديلات تشريعية كبيرة. وقال بايدن إنه لا يزال يأمل أن يستطيع الديمقراطيون الاحتفاظ بمجلس النواب.
وتركزت المعركة على مجلس الشيوخ فى عدة مقاعد التي كان السباق حاميا عليها. فقد أنفق كلا الحزبين ملايين الدولارات فى بنسلفانيا وأريزونا ونيفادا وجورجيا، وهى كبرى الولايات التي كان الديمقراطيون يأملون أن يساعدهم فى الفوز بها قرار الجمهوريين تعيين مرشحين لم يختبروا من قبل، والذين أيد ترامب الكثير منهم.
واستطاع الديمقراطيون تحقيقا انتصارا هاما فى بنسلفانيا حيث هزم نائب الحاكم جون فيترمان جراح القلب الشهير محمد اوز، الذى كان مدعوما من ترامب. وفى أريزونا، فاز السيناتور مارك كيلى بإعادة انتخابه بفارق خمس نقاط مئوية.
وتعتبر ولاية نيفادا، المتأرجحة بشدة بين الديمقراطيين والجمهوريين، من أكثر الولايات تنوعا عرقيا، وبها طبقة عاملة واسعة وتأثر سكانه بشدة بالتضخم والاضطراب الاقتصادى. وقال نحو ثلاثة أرباع سكان نيفادا إن البلاد متجهة فى الاتجاه الخاطئ، وقال نحو النصف أن الاقتصاد هو أهم القضايا التي تواجه البلاد، وفقا لاستطلاع رأى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة