ضربت مثل رائع فى الحب والعطاء كانت لحظات صعبة وقاسية فى حياة المعلم أحمد عبد الحميد، لكن زوجته لم تتردد لحظة واحدة أن تهديه قطعة من جسدها لإنقاذ حياة شريك حياتها بعد زواج17 عاما، وأنها تحبه ولم يكن سببا فى زعلها في يوم من الأيام، وأنه طيب القلب كل هذة الأسباب كانت كافية لها لأن تتبرع له بثلثي كبدها 60% منه ، لإنقاذ حياته بعد أن رفض أقرب المقربين التبرع له، وجاءت أنسجتها مطابقة تماما لانسجته وكان الحب جعل الدم والأنسجة تتطابق مع بعضها البعض لكى يختارها هي لأن تكون سببا في إنقاذ حياته .
قصة ابتدى السطر الأول فيها منذ 17 عاما فى فترة خطوبة "هبة" بنت محافظة الشرقية، عندما أخبرها خطيبها أحمد عبد الحميد، بعد شهر خطوبتهما بإصابته بفيروس سى، وأنه الفيروس فى حالة نشطة فلم تتخلى عنه وتمسكت به، وتم عقد القران ورزقهما الله بأربعة أبناء "يوسف" بالصف الأول الثانوى، و"منه" بالصف الثانى الاعدادى، و"هنا" بالصف الأول الإعدادى "و" محمد" بالصف الرابع الابتدائي، وانقذت حياته بالتبرع له بثلثى كبدها.
طيب القلب وعطوف، بهذه الكلمات قصت هبة عطية إبراهيم الجوهرى 43 عاما معلمة بالتربية والتعليم، قصتها مع زوجها قائلة : تزوجت زواج تقليدي من 17 عاما، وفي فترة الخطوبة أخبرنى" أحمد" بعد شهر من خطوبتنا بإصابته بفيروس سى وحالته نشطة، فأخبرت والدي وكان رجل أصيل من أبناء مركز بلبيس، فتحدث معي عن الرضا بقضاء الله، وأن ممكن الانسان يكون سليم ويتوفى قبل المريض، وقالى لو رغبتك عدم إكمال الخطبة أبلغه بذلك لأنك ابنتى الوحيدة، لكن رضيت بقضاء الله، وتزوجنا ورزقنا الله بأربعة أبناء، وطول حياتنا المعيشية كان زوجي يعاني من ورم بالكبد، وقام باستئصاله بجامعة الزقازيق، وبعد العملية تدهورت حالته الصحية جدا بحدوث تليف بالكبد، وأخبره الأطباء بالبحث عن متبرع له بثلثي كبده، وسوف يتم إجراء العملية بالمجان على نفقة التأمين الصحى، وبدأ يبحث عن متبرع من الأقارب وكل واحد له ظروفه الخاصة، الجميع رفض، فعرضت عليه التبرع وكان يخشى عليه لكوني نحيفة الجسد وأن أظل أرعى أولادنا فى حال حدوث شئ له، لكن شاء الله أن تكون كل فحوصاتنا متطابقة وتمت العملية، بنجاح والحمد لله رجع ينور حياتنا وحياة أبناءه، فليس لى غيره كوني الابنة الوحيدة لأسرتي ووالدى ووالدتى متوفيين من فترة.
الزوجة الأصيلة رزق وزوجتى كنز من الله، بهذه الكلمات بدأ أحمد عبد الحميد، إداري بالتربية والتعليم مقيم بمحافظة الشرقية، حديثه قائلا: أصيبت بورم فى الكبد بطول 10 سم طول فى 6 سم عرض، وبعد إجراء عملية إستئصال الورم، قرر الأطباء استئصال الكبد لحدوث تليف به، وتدهورت صحتي تماما والبعض قالى أحمد كده حياته انتهت، حتى أقرب الأقارب، لكن الأمل جاء من الله، عندما أخبرني الدكتور يحيي زكريا، الجراح الكبير وأستاذ زراعة الأعضاء، بالبحث عن متبرع وأنه سوف يقوم بإجراء عملية الزرع لي، فقلت له"ماليش حد فى الدنيا غير زوجتى، قالى نجري فحوصات ونشوف"، وسبحان الله بعد الفحوصات قال الست دى كل فحوصاتها متطابقة، ولكن أثناء الفحوصات سحب عينة من كبدها للتاكد أنه سليم بحقنه طولها 30 سم بدون بنج، فضلا عن رحلتها على مدار 4 أشهر للحصول على موافقة كتابية من الشهر العقارى ولجنة زراعة الأعضاء بالقاهرة، والحمد لله ربنا أراد النجاح للعملية من أجل أسرتنا، ورجعت صحيا أفضل من الأول إنسان طبيعى مولد من جديد.
لم ينسى الزوجين الدور الكبير، الذى قامت بها جامعة الزقازيق، ممثلة فى الدكتور يحيى زكريا، عميد كلية الطب سابقا، والدكتور وائل منسى، وجميع العاملون وطاقم التمريض على تأدية واجبهم معهما، حيث أكد الزوجين أن الدكتورة نفين ملك ضمن الفريق الطبى المشرف على الجراحة، ظلت تعد للزوجين الطعام فى منزلها على مدار شهرين فترة تواجدهما بالمستشفى للمتابعة النقاهة، وذلك على نفقتها الخاصة.
بدموع غزيرة إسترجع إبراهيم الجوهري بالتربية والتعليم مقيم مركز بلبيس، عم الزوجة تفاصيل تلك المرحلة، قائلا: "هبة" تحدثت معايا برغبتها فى التبرع لزوجها بفص كبد، ولأنها الأبنة الوحيدة لشقيقي الأكبر، حاولت أسأل عدد من الأطباء عن سلامة العملية، خوفا عليها، ولما عرفت غرضها النبيل فى إنقاذ حياة زوجها وافقت وذهبت معها للشهر العقاري لتوثيق عقد التبرع، وفرحتى الآن لا توصف بوجودها وزوجها وسط أطفالهما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة