مثلها مثل غيرها من القصص المفتعلة وغير الحقيقية، انتشرت قصة وهمية عن الراقصة سهير زكي وعالم البحار الشهير "حامد جوهر" الذي يحتفل اليوم موقع جوجل بميلاده، ويضعه أيقونة علي صفحته الرئيسية، القصة المفتعلة ملخصها أنه ذات يوم ذهب جوهر عام 1982 إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون لاستلام مكافآته عن حلقات برنامج «عالم البحار» الذي ظل يقدمه أسبوعياً من التلفزيون المصري على مدى 18 عاماً، وبينما هو واقف مع الجمهور أمام شباك صرف المستحقات في طابور طويل، دخلت الراقصة المشهورة سهير زكي، واتجهت مباشرة إلى شباك الدفع متخطية الواقفين في الطابور دون خجل أو حرج، وفوجئ المنتظرون بقيام الصراف بالترحيب الحار بها وتسليمها مبلغ 250 جنيهاً فوراً، ثم فوجئوا مرة أخرى بارتفاع صوت الراقصة وهي تعترض على المبلغ وتقول: «أنا أرقص ربع ساعة بالملاليم دي؟»، رغم أنها لم تكن تبذل جهداً يذكر سوى تحريك جسمها ومفاتنها، دعك من استخدامها فرقة الإذاعة والتلفزيون لمصاحبتها مجاناً.
هذا المشهد حسب الرواية الملفقة استفز العالم الجليل حامد جوهر فقرر التدخل، لكن بطريقة العلماء الحضارية المهذبة والراقية اقترب منها وقال لها: أنا يا أستاذة أحضر من الإسكندرية وأجهز لحلقتي قبل تسجيلها بأيام، وأستخدم فيها كتباً ومراجع وخرائط وأفلاماً، ويعطوني 25 جنيهاً فقط لحلقة مدتها نصف ساعة، ليأتيه الرد بطريقة العوالم الخالية من الكياسة: "طب وأنا مالي.. ما تروح ترقص يا أفندي".
حامد جوهر عالم مصري جوجل تحتفل بذكري ميلاده
بالمنطق سنكتشف أن هذه القصة ملفقة ومن خيال السوشيال ميديا وقد انتشرت علي أكثر من جروب ، وأكبر دليل منطقي علي أنها خيالية هو أن تلك القصة توجد قصة مشابهة لها جمعت الأديب نجيب محفوظ والراقصة فيفي عبده، وأخرى جمعت تحية كاريوكا ويوسف السباعي.
التليفزيون المصري لم يكن يخصص فقرات للراقصات من أجل أن يقدمها عبر شاشته مطلقا ، ولا يوجد برامج في تاريخ التليفزيون المصري كانت متخصصة في الرقص لكي تقدمها سهير زكي وتتقاضي عنها أموالا، وفي رأيي أن هذه القصة مفتعلة من قبل الجروبات الإخوانية التي دائما تحاول أنت تشوه أو تسخر من الرموز وتقارنها بالراقصات لأهداف خبيثة ، وبعض الأصدقاء المقربين من الراقصة المعتزلة سهير زكي أكدوا أن هذا خيال وأن سهير زكي نفسها نفت تلك القصة لأصدقاء كثيرين مقربين لها .
بعيدا عن تلك القصة الملفقة وغير الحقيقية احتفل محرك البحث الشهير "جوجل"، بالذكرى 115 لميلاد الراحل الدكتور حامد جوهر، رائد علوم البحار المصري الملقب بـ "ملك البحر الأحمر"، الذى وُلد 15 نوفمبر 1907 ، وقام محرك البحث جوجل بتغيير واجهته بصورة تعبيرية لذكرى ميلاد عالم البحار حامد جوهر.
الدكتور حامد عبد الفتاح جوهر شقيقه هو الممثل علي جوهر ، وكان يتمتع الأول بصوت مميز ارتبط بأذهان المشاهدين من خلال برنامجه الشهير عالم البحار ، وتولي رئاسة المحطة البحثية كأول رئيس مصري 1934 وظل رئيسًا لها لمدة 40 عامًا، شهد خلالها المعهد نشاطًا علميًّا دؤوبًا، إذ أنشأ الدكتور الراحل متحفًا للأحياء المائية تابع للمحطة، كما أجرى أبحاثًا مهمة في مجال علوم البحار، وتحمل المحطة الآن اسم «المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد» فرع البحر الأحمر، وتتبع وزارة البحث العلمي.
عمل «جوهر» مستشارًا للسكرتير العام للأمم المتحدة لتنظيم المؤتمر الدولي الأول لقانون البحار في جنيف عام 1958، واختارته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 1959، رئيسًا للجنة التخلص من النفايات النووية في أعماق البحار، وعمل مستشارًا للعلوم والتكنولوجيا بجامعة الدول العربية عام 1970، وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1973، وكان عضوًا باللجنة الاستشارية لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة، وشارك في المعاجم العلمية العربية التي أصدرها مجمع اللغة العربية وأبرزها معجم «البيولوجيا في علوم الأحياء والزراعة» الذي استغرق إعداده 8 سنوات، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم عام 1974 ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1975.
أطلق عليه لقب " ملك البحر الأحمر" بسبب حبه للكائنات البحرية، وقدم برنامج “عالم البحار” كل يوم جمعة منذ حوالي 18 عامًا، وعلى الرغم من رحيله منذ ما يقرب من 30 عامًا، إرث العالم المتأخر لا يزال لصالح العلم والإنسانية ، ولم يتزوج الدكتور جوهر، فقد كان يقول لتلامذته أنه تزوج البحر الذي أعطاه حياته إذ عاش راهبًا للعلم، كما قال عنه عبد الحليم منتصر رائد علم البيئة النباتية في العالم العربي: أمضى الدكتور جوهر زهرة شبابه وسِني كهولته باحثًا دارسًا للبحر حتى غدا خبيرًا عالميًّا مرموقًا من خبرائه، فخرج على الناس بعشرات البحوث المنشورة في أرقى المجلات العلمية ، واشتهر الدكتور جوهر بتحرِّي الدقة الشديدة في عمله، ويروي تلاميذه حكايات عنه منها حكاية فك الحوت ففي عام 1943، علم باصطياد حوت ضخم في مدينة السويس، فأسرع إلى هناك ووجد أن الحوت تم تقطيعه، فاحتج على ذلك وأخذ يجمعه قطعةً قطعة، واكتشف أن أحد فكيه مفقودًا فنشر إعلانًا في الصحف ورصد مكافأة لمن يعيد الفك الضائع ونجح في استعادته.