إنجاز طبى على أرض القليوبية.. فريق جراحى ينقذ حياة رضيعة كانت تعانى من عيب خلقى وانسداد حلقى تام.. رئيس الفريق الجراحى: الحالة الأولى من نوعها بمصر والوطن العربى والعاشرة عالميا.. وتم إجراء الجراحة على مرحلتين

• رئيس الفريق الطبي: استقبلنا الطفلة من عمر ساعة وحاليا ترضع وتتنفس طبيعيا

• رئيس الفريق الطبي: القرار كان صعب والفريق كان على قدر المسؤولية

على الرغم من قلة الإمكانيات.. إلا أنه بالقوة البشرية والعقول الجبارة التى تمتلكها مصرنا الحبيب يمكننا تحقيق المعجزات التى عجز عنها مالكى أحدث الوسائل الطبية والتكنولوجيا الحديثة فى أكبر دول العالم، فهذا إنجاز جديد استطاع فريق جراحى بمستشفى الأطفال التخصصى ببنها، فى تسطيره بأحرف من نور على صفحات من ذهب، من خلال إنقاذ طفلة عانت فترة طويلة من مشكلة خلقية نادرة، والتى ثبت بالبحث أنها أول حالة من نوعها فى مصر والوطن العربى، وهى أيضا واحدة من بين 10 حالات على مستوى العالم، حيث عانت الطفلة من انسداد الحلق بالكامل، والتى تسمى بـ " Buccopharyngeal atresia"، منذ أول ساعات الولادة وحتى تماماها 6 أشهر.

بداية الرحلة الصعبة

فى البداية قال الدكتور محمد سعدة استشارى أول جراحات الأطفال وجراحات المناظير بمستشفى الأطفال التخصصى ببنها، ن المستشفى استقبل الطفلة بعد ولادتها بساعة واحدة، حيث أنها كانت تعانى من مشكلة نادرة جدا، وهى مشكلة خلقية نادرة، عبارة عن انسداد تام بالحلق " Buccopharyngeal atresia"، مشيرا إلى أنه بالبحث عن طبيعة هذه الحالة وجد أنها أول حالة فى مصر والوطن العربى، وهى أيضا واحدة من بين 10 حالات على مستوى العالم، وأن تشخيصها نادر جدا.

قرار صعب.. وفريق كان على قدر المسؤولية

وأوضح "سعدة"، أن والدة الطفلة تنقلت إلى جامعات فى "القاهرة والدلتا"، فى وجود خبراء من أمريكا وأوروبا ولم يتم التعامل مع الحالة نظرا لخطورتها، إلى أن عادت لمستشفى الأطفال التخصصى ببنها مرة ثانية، قائلا "الأم فوضت أمرها لله تعالى وهى ترى ابنتها بين يديها بين الحياة والموت"، مشيرا إلى أنه تم تشكيل فريق من تخصصات مختلفة للتعامل مع الحالة على مدار 6 أشهر كل له دوره المنوط به، ضم كلا من "أطباء حديثى الولادة، وجراحين الأطفال، وجراح الأنف والأذن والحنجرة، وأطباء التخدير، وأطباء العناية المركزة، وأطباء الأشعة، وأطباء التغذية، وتمريض العمليات، وتمريض الحضانات، وتمريض الرعاية المركزة".

6 أشهر متواصلة لمواجهة الصعوبات حتى تخضع الطفلة للجراحة

وأشار، إلى أن فريق العمل ظل يعمل فى تنسيق تام على مدار 6 أشهر للحفاظ على حياة الطفلة مع تذليل ومواجهة كل ما يواجههم من صعوبات، وعلى مدار 6 أشهر يرون معاناة الأم وصبرها، وكذلك معاناة الطفلة فى التنفس تارة وفى الرضاعة تارة أخرى، موضحا أنه تم إجراء جراحتين لها بالمستشفى، كل جراحة منهم كادت تقف أنفاس الجراحين أكثر من مرة، وكذلك فى الرعاية المركزة لمرات كثيرة كادت تقف أنفاس طاقم الأطباء والتمريض، وسط دعوات الجميع لها بتمام الشفاء.

الحلم يتحقق.. وكلمة شكر من الأم للفريق الجراحي

واستطرد: "لله الحمد اليوم تحقق الحلم أخيرا، الطفلة بترضع بالببرونة طبيعى جدا، الطفلة تم فصلها من على كل الأجهزة المساعدة للقلب وللتنفس، ولله الحمد وسط فرحة عارمة من كل أعضاء الفرق المتعاونة، النهاردة الأم بتشكر الفريق كله وبتقولهم أنا عارفة أن بنتى أول حالة فى مصر، ولفيت كتير ولكن أنتم اللى وقفتم معايا من يوم الولادة لحد ما بنتى بقت كويسة كتر خيركم جميعا".

ملحمة عظيمة مع الحالة رقم واحد فى مصر

وألمح قائلا: "ما كناش نعرف واحنا فريق من المستشفى من تخصص جراحة الأطفال والأنف والأذن والحنجرة بناخد كورس الـadvanced airway surgery، من سنتين على إيد أكبر خبير أجنبى فى العالم فى التخصص الدقيق جدا ده، أن ربنا بيحضرنا علشان يختارنا أننا نقابل موقف صعب جدا زى ده لم يقابله فريق جراحة أطفال فى مصر حتى الآن، وتبدأ رحلة البحث والاتصالات داخل مصر القاهرة الإسكندرية المنصورة طنطا، وخارج مصر من المختصين من التخصصات المختلفة، جراحة أطفال، أنف وأذن، جراحة وجه وفكين، وتكون الصدمة أن اللى أنت بتسأل عنه وبتوصفه مفيش حد عارف اسمه العلمى إيه أصلا فضلا عن أن شاف حالة مشابهة أو سمع عنها".

الحالة الأولى من نوعها بمصر والوطن العربي.. والعاشرة على مستوى العالم

وبدوره قال الدكتور محمد متولى استشار جراحة الأطفال بمستشفى الأطفال التخصصى ببنها، ورئيس الفريق الجراحى، إنه تم على الفور تشكيل فريق بالتعاون مع التخصصات المختلفة لإنقاذ الطفلة، حيث أنها كانت أول حالة من نوعها فى مصر، مشيرا إلى أن كافة أعضاء الفريق كله تواصلوا مع بعض الجامعات سواء بداخل أو خارج مصر، بالإضافة إلى البحث المكثف عبر الانترنت إلى أن تم التوصل لتشخيص الحالة، والتى تبين أنه يوجد مثلها فقط 10 حالات على مستوى العالم، ليس هذا فحسب بل أن من نجا منها عدد قليل.

وأضاف "متولي"، أنه بدأت أول مراحل الملحمة بفريق مكون من أطباء حديثى الولادة، وتمريض الحضانات، وأطباء التخدير، وجراحة الأطفال، وجراحة الأنف والأذن والحنجرة، وتمريض العمليات، ومسئولى وحدة المناظير بالمستشفى، وتم تقسيم الأدوار ووضع كافة السيناريوهات المحتملة وكل الاحتمالات الواردة، والكل يعرف دوره المنوط به، والحمد لله ربنا كلل المجهود المتواصل على مدار ما يزيد عن 6 أشهر بالنجاح، ودعواتنا ودعواتكم جميعا للطفلة بتمام الشفاء.

مدير المستشفى يوجه الشكر للفريق الجراحي

ومن ناحيته وجه الدكتور محمود البرنس، مدير المستشفى، الشكر لأبطال مستشفى الأطفال التخصصى بنها من الفريق الطبى والتمريض والفنيين والإداريين والعمال، على المجهود الكبير المبذول، كما قدم التحية أيضا للدعم المتواصل من أمانة المراكز الطبية المتخصصة للمستشفى، مشيرا إلى أن الفريق الجراحى برئاسة الدكتور محمد محمد متولى، والدكتور عمرو ذكى، والدكتور محمد سعده استشارى جراحات الأطفال، والدكتور هيثم نصر استشارى الأنف والأذن والحنجرة.

الفريق الجراحي بالمستشفى

مستشفى الأطفال التخصصي ببنها