تعرضت بلدة ريفية فى بولندا لقصف صاروخ أسفر عن مقتل اثنين بالقرب من الحدود الأوكرانية مما تسبب فى حالة طوارئ تسيطر على دول الناتو خلال سعيهم لاكتشاف تفاصيل ما حدث، ونفى الرئيس الأمريكى أن يكون الصاروخ تحرك روسى داعيا إلى انتظار نتيجة التحقيقات.
قال الرئيس الأمريكى جو بايدن إنه من غير المرجح أن يكون الصاروخ الذى أصاب بلدة ريفية فى بولندا بالقرب من الحدود الأوكرانية قد أطلق من روسيا، لكنه قال أن القرار النهائى فى انتظار إجراء تحقيق كامل فى الحادث، وفقا لصحيفة ذا هيل.
وقال بايدن للصحفيين ردا على سؤال عما إذا كان الصاروخ أطلق من روسيا "هناك معلومات أولية تناقض ذلك لا أريد أن أقول حتى نحقق بالكامل. من غير المحتمل فى أذهان المسار أنه تم إطلاقه من روسيا ".
وتحدث بايدن، الذى يحضر قمة مجموعة العشرين فى بالى بإندونيسيا، للصحافة بعد عقد اجتماع مع قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا وإسبانيا واليابان وهولندا. كما حضر الاجتماع زعماء المفوضية الأوروبية والاتحاد الأوروبي.
قبل ساعات، ضرب صاروخ صومعة حبوب فى قرية تبعد حوالى 15 ميلًا عن الحدود الأوكرانية. وقالت السلطات البولندية أن الصاروخ روسى الصنع. نفت وزارة الدفاع الروسية إطلاق أى صواريخ بالقرب من الحدود بين أوكرانيا وبولندا.
وتحدث بايدن مع الرئيس البولندى أندريه دودا قبل لقاء حلفاء آخرين فى بالي.
وقال بايدن للصحفيين بعد الاجتماع "اتفقنا على دعم تحقيق بولندا فى الانفجار الذى وقع فى ريف بولندا بالقرب من الحدود الأوكرانية وسأحرص على اكتشاف ما حدث بالضبط ثم سنحدد بشكل جماعى خطوتنا التالية بينما نقوم بالتحقيق والمتابعة. كان هناك إجماع تام بين الناس على الطاولة ".
وقالت الولايات المتحدة وأعضاء آخرون فى الناتو إلى حد كبير إنهم ما زالوا يجمعون المعلومات حول الحادث قبل اتخاذ قرار بشأن كيفية الرد.
وقال رئيس وزراء بولندا، أن النتائج الأولية تشير إلى أن الصاروخ الذى أصاب بلاده أطلقتة القوات الأوكرانية لاعتراض صاروخ روسى، وفقا هيئة الإذاعة البريطانية
أثارت الضربة حالة من التوتر حول آلية الدفاع المشترك للتحالف الغربى والمعروفة بالمادة 5 حيث ينص هذا على أن أى هجوم على أى عضو فى الناتو "سيعتبر هجومًا ضدهم جميعًا". تم استخدامه آخر مرة فى أعقاب هجمات الحادى عشر من سبتمبر الإرهابية على الولايات المتحدة.
تنص المادة الخامسة على أن "أى هجوم، أو عدوان مسلح ضد طرف منهم (أطراف الناتو)، يعتبر عدوانًا عليهم جميعا"، وبناء على ذلك فإنهم متفقون على حق الدفاع الذاتى عن أنفسهم، المعترف به فى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، بشكل فردى أو جماعى، وتقديم المساندة والعون للطرف أو الأطراف التى تتعرض للهجوم
وفى الوقت نفسه أجرى الرئيس البولندى محادثات فى أعقاب القصف أمس الثلاثاء مع الرئيس الأمريكى جو بايدن وسكرتير عام حلف الناتو ينس ستولتنبرج والرئيس الأوكرانى فلودومير زيلينسكى، بينما لم تعبر وارسو عن رغبتها فى تفعيل المادة الخامسة من الاتفاقية والتى تنص على أن أى اعتداء على أى عضو من أعضاء حلف الناتو يعتبر اعتداءً على جميع الدول الأعضاء فى الحلف وهو ما يقتضى تصعيدا يصل إلى حد الحرب بين حلف الناتو وروسيا فى حالة ثبوت تورط روسيا فى هذا القصف.
وأشار التقرير إلى أنه حتى فى حالة ثبوت تورط موسكو فى هذا القصف فإن الحادث لا يرقى لأن يكون سببا كافيا لتوجيه ضربة عسكرية لروسيا من جانب حلف الناتو.
كما أكد الرئيس البولندى أندريه دودا عدم وجود دليل دامغ على هوية الجهة التى أطلقت الصاروخ وفى السياق نفسه، أكد وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن لنظيره البولندى زبيجنيو راو استعداد الولايات المتحدة لمساعدة وارسو ودعمها فى التحقيق الذى تجريه فى الانفجار.
على الجانب الاخر فى روسيا، قال الكرملين يوم الأربعاء أن بعض الدول أصدرت "تصريحات لا أساس لها" بشأن انفجار فى الأراضى البولندية بالقرب من الحدود الأوكرانية يوم الثلاثاء.
وقال المتحدث ديمترى بيسكوف للصحفيين أن روسيا لا علاقة لها بالحادث الذى قال إنه نجم عن نظام دفاع جوى من طراز S-300 وأضاف أنه لا يعرف ما إذا تم تفعيل قنوات اتصال خاصة مع واشنطن أو الناتو
وأضاف إنه ليس لديه معلومات عن حادثة يوم الثلاثاء فى شرق بولندا، ونقلت شبكة سى أن إن عن بيسكوف قوله "للأسف ليس لدى أى معلومات عن ذلك".
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الجيش الروسى لم يشن ضربات تستهدف المنطقة الحدودية الأوكرانية البولندية. وقالت الوزارة فى بيان أن "الحطام الذى نشرته وسائل الإعلام البولندية من موقع الحادث فى برزيودو لا علاقة له بقوة النيران الروسية".
ورأى الكاتب البريطانى "جوليان بورجر" أنه ليس من المحتمل أن يؤدى القصف الصاروخى إلى تصعيد فى الموقف أو مواجهة عسكرية بين روسيا وحلف شمال الأطلسى (الناتو).