وسط أجواء الإسكندرية الساحرة، وقف "بولا الإسناوى" يعزف على الجيتار بأنغام عذبة ويغنى للمارة فى الطريق، حيث يسعد الجميع بالموسيقى التى تنعش الروح وتدخل البهجة على نفوس أهالى الإسكندرية.
إذا حاولت عبور الطريق على كورنيش الإسكندرية، لا تندهش حينما تسمع أصوات الموسيقى "الحية"، فهو "بولا الإسناوى" يقف داخل الأنفاق لعبور المشاة بالإسكندرية، يحمل جيتارة ويشدو بصوتة أجمل الأغانى التى تدخل البهجة على نفوس المارة، وهناك الكثيرين ممن يتفاعلون مع تلك الموسيقى ويقفون يستمعون إلى صوت "بولا " يشدو الاغانى، ويبدون إعجابهم الشديد بالتصفيق الحاد عند الانتهاء من أحد مقاطع الأغنية.
اليوم السابع إلتقى ب" بولا الإسناوى " داخل أحد أنفاق مرور المشاة بمحافظة الإسكندرية، والذى كان يقف يعزف على الجيتار، حيث تبين أنه حفيد الشاعر الغنائى "كامل الإسناوى" مؤلف أغنية "عنابي" التى تغنى بها الفنان كارم محمود، وكانت سبب عودته مرة أخرى إلى الأضواء.
ويقول "بولا الإسناوى" أنه إكتشف موهبته منذ الصغر فى عمر 5 سنوات، من خلال جده الشاعر " كامل الإسناوى"، الذى يشجعه منذ الصغر على الغناء، مضيفًا: "جدى قالى صوتك حلو وكان نفسة يوصلنى ولكنه توفى قبل ذلك وكان عمره وقتها 12 عاما".
وحول تنمية موهبته التى يتمتع بها قال :"هى موهبة ربانية حيث أنى لم أدرس موسيقى، ودرست مدة قصيرة جدا فى معهد "الكونسرفتوار" وتركت المعهد للدراسة، وأنا خريج معهد فنى تجارى، و لكنى حاولت تنمية الموهبة وتطويرها بنفسى، و الغناء فى أكثر من مكان سواء الأفراح أو الكافيهات".
وقال إنه يهوى الغناء داخل الأنفاق نظرا لصدى الصوت والذى يجذب المارة إليه، بعكس الوقوف على الكورنيش حيث الضوضاء التى لا تمكنه من الغناء، وأنه يحب أن يضفى البهجة والفرحة على وجوه المواطنين قالا: "أحب أضفى البهجة والفرحة على وجوه الناس عشان يقولوا شباب مصر بخير".
وحول تفاعل المواطنين بالشارع معه قال: "أجد تفاعل كبير وتشجيع من المارة وهناك من يصور غنائى ويرفعه على السوشيال ميديا، وهناك من يشيد بموهبتى وهو شئ يسعدنى جدا، ويجعلنى أسعى جاهدا لتطوير الموهبة".
وحول نوعية الغناء الذى يقدمه بالأنفاق، قال:" أقدم كل أنواع الأغانى قديم وجديد، وفق ما يطلبه المستمعون، هناك كبار السن أغنى لهم مقاطع من أغانى "أم كلثوم" والشباب أقدم لهم أغانى حديثة".
وأضاف: "أخترت آلة الجيتار لأنى عشقتة من صغرى، وهو أله لها صوت عذب تدخل الفرحة والبهجة فى النفوس، وتدربت عليها منذ الصغر وحاليا أستطيع العزف عليه كل أنواع الأغانى القديمة والحديثة".
وحول أمنياته فى المستقبل قال: "أتمنى النجاح وأرد لأهلى ما فعلوه لأجلى طوال السنوات الماضية، مؤكدا على استمرار السعى لتنمية موهبته وخاصة طبقات صوتة موضحا أنه يقوم بتدريب نفسه، وأنه سوف يستمر فى مواصلة كفاحه فى طريق الفن الذى يعشقه منذ الصغر".
وأضاف: "مثلى الأعلى فى الغناء الفنان الكبير "حسين الجسمى"، فى كل ما يقدمه من غناء والمقامات وجمال الصوت، وجدى بالطبع مثلى الاعلى إلى الان، حيث قدم أغانى باقية حتى الآن، وورثت عنه الفن خاصة التلحين، معربا عن رفضه لأغانى المهرجانات التى لا يهوى سماعها".
وحول ذكرياته مع جده الشاعر الغنائى "كامل الإسناوى " قال :" كنت فى صغرى أجلس بجوار جدى، وكان يطلعنى بصورة مع كبار الفنانين مثل عبد الحليم حافظ وفريد الاطرش وعلمنى الغناء والتلحين، وأفتخر أنه جدى ومن أشهر أغانيه " عنابى" الذى غناها الفنان كارم محمود.
يذكر أن الشاعر الغنائى "كامل الإسناوى" من مواليد محافظة الإسكندرية وله ابنتان، وقد ترك عمله فى هيئة النقل العام، و سافر إلى القاهرة لعرض بعض أغانية التى كتبها، وكانت أشهرها أغنية "عنابي" التى كان من المقرر أن يغنيها أحد المطربين من أبناء الإسكندرية، ولكن تم اقتراح اسم "كارم محمود" الذى رحب فكرة غناء "عنابى"ولاقت نجاحا كبيرا أعادته مرة أخرى إلى الأضواء.
و بدأت شهرة الشاعر الغنائى "كامل الإسناوى" وكتب أغانى لعدد كبير من المطربين، ثم عاد إلى الإسكندرية وقدم مجموعة أخرى من الأغانى لعدد كبير من المطربين أبناء الإسكندرية، حتى توفى داخل منزله بالقرب من الصاغة القديمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة