تاريخ طويل ومشرف حفره ممثلو القارة السمراء فى تاريخ مشاركاتهم فى كأس العالم، والتي على الرغم من أنها محدودة فمنذ مشاركة مصر فى النسخة الأولى، لم يشارك فى المونديال سوى 12 منتخبًا أفريقيًا آخر، ليصبح إجمالي المشاركين من القارة الأفريقية عبر التاريخ 13 منتخبًا أفريقيًا، إلا أنها كانت مؤثرة وذات بصمة واضحة.
وخلال الـ 21 نسخة التى تم خوضها من البطولة، تألق العديد من النجوم الأفارقة وتركوا بصمتهم ودونوا أسماءهم بحروف من ذهب فى سجلات شرف القارة السمراء، ونالوا احترام الجميع بأدائهم المميز مع منتخبات بلادهم.
أسامواه جيان هداف أفريقيا التاريخى بكأس العالم
تربع الدولي الغاني أسامواه جيان على صدارة الهدافين الأفارقة فى تاريخ كأس العالم برصيد 6 أهداف، وسجل جيان هدف التعادل لغانا فى مرمى البرتغال ليصل إلى الرقم 6 ويتخطى بذلك رقم أسطورة الكاميرون روجر ميلا، والذى تربع لمدة 20 عاما على قمة هدافي أفريقيا فى كأس العالم برصيد 5 أهداف، قبل أن يزيحه ابن مدينة أكرا الغانية عن هذا العرش بهدفه السادس، ويحصد جيان لقبا آخر، حيث بات اللاعب الأفريقي الوحيد الذي يسجل فى ثلاث بطولات كأس عالم مختلفة.
عبد الرحمن فوزى يدخل التاريخ
ويعتبر المنتخب المصرى هو أول منتخب أفريقي يشارك فى البطولة الأكبر، عندما شارك في مونديال 1934 ونجح وقتها في تسجيل هدفين أحرزهما عبد الرحمن فوزي، ليشارك بعدها فى نسختين فقط هما 1990 بإيطاليا أيضًا والنسخة الأخيرة 2018 بروسيا.
الجزائري رابح ماجر يزين مونديال 1982
ربما يعتبر الكثير من متابعي كرة القدم هدف رابح ماجر بالكعب فى نهائي الكأس الأوروبية (دوري أبطال أوروبا حاليا) 1987 الإرث الأكبر للمهاجم الجزائري التاريخي، ولكن بالنسبة للجزائريين فإن الهدف الأهم والأشهر فة مسيرة ماجر جاء قبلها بخمسة أعوام، ومع أنه لم يكن بذات الجمالية، إلا أن اللحظة التى تابع فيها اللاعب صاحب الرقم 11 الكرة فى الشباك الخالية بعدما تصدى هارالد شوماخر لمحاولة الأخضر بلومي، كانت لحظة فخر لن تنسى.
الهدف الذى جاء فى بداية الشوط الثاني كان الأول فى انتصار تاريخي على ألمانيا الغربية في أول ظهور جزائرى بكأس العالم، الحضور الذى انتهى مبكرا رغم فوز آخر على منتخب تشيلي، ورغم الخروج حفر ماجر ورفاقه بلومى وصلاح عصاد وشعبان مرزقان أسماءهم فى تاريخ كأس العالم، وعادوا للتأهل مرة أخرى بعد أربعة أعوام، لكن النتائج لم تكن بذات المستوى في المكسيك، وعلى الرغم من ذلك ظل انجاز جيل ماجر آخر حضور لمحاربي الصحراء في المونديال حتى العام 2010.
الجزائري رايس مبولحى مونديال 2014
إذا كان المهاجم رابح ماجر نجم الظهور المونديالي الأول للجزائر، فإن حارس المرمى رايس مبولحي دون شك هو نجم مشاركتهم فى كأس العالم فى البرازيل 2014 والتى حقق فيها محاربو الصحراء إنجازات كثيرة، منها التأهل لدور الـ16 لأول مرة فى تاريخهم وتحقيق أكبر نتيجة فى تاريخ المنتخبات العربية بكأس العالم بالفوز على منتخب كوريا الجنوبية بنتيجة 4-2، بعد التأهل كوصيف للمجموعة كان المنتخب الجزائري على موعد مع مهمة مستحيلة أمام المنتخب الألماني الذي سعى للانتقام من هزيمته في 1982 وضم في صفوفه نجوما بقيمة مسعود أوزيل وتوماس مولر، لكن مبولحي كان له رأي آخر، حيث وقف سدا منيعا أمام الهجمات الألمانية طوال 90 دقيقة لينتهي الوقت الأصلي دون أهداف قبل أن ينجح الألمان في تسجيل هدفين في الوقت الإضافي رد عليهما الجزائريون بهدف عبدالمؤمن جابو في الدقيقة الأخيرة.
مبولحي أنهى المباراة بـ11 تصديا، ليحصد جائزة أفضل لاعب في المباراة، كأول لاعب عربي يحصل عليها في الأدوار الإقصائية من كأس العالم.
المغربي "كماتشو" رجل مونديال 1998
عاد المنتخب المغربي لكأس العالم فى فرنسا 1998 بعد غياب 12 عاما، وحملت مشاركاته ملامح شبيهة بمشاركة جاره الجزائرى فى 1982، حيث قدم أسود الأطلس مستويات وحققوا نتائج مميزة، لكن نتيجة مباراة أخرى بين خصميه أنهت مشاركته مبكرا في دور المجموعات، لكن ذاكرة كأس العالم حفظت أسماء نجومه مصطفى حجي وصلاح الدين بصير، ولكن أكثرهم تألقا كان المهاجم عبدالجليل حدا الشهير بكاماتشو.
كان الشوط الأول من لقاء المغرب الافتتاحي أمام النرويج قد انتهى بهدف في كل شبكة، وبعد ربع ساعة من بداية الفترة الثانية، انطلق كماتشو بأقصى سرعته مفاجئا خط الدفاع النرويجي ليستلم الكرة من تمريرة طولية بأسلوب رائع قبل أن يسددها على الطائر في سقف المرمى ليضع منتخب بلاده في المقدمة. لم يستمر تقدم المغرب لأكثر من دقيقة فقد أدرك النرويجيون التعادل لتنتهي المباراة بنقطة لكل فريق.
المواجهة الثانية كانت أمام المنتخب البرازيلي حامل اللقب وانتهت بثلاثة أهداف نظيفة، لكن المغاربة عادوا بقوة وفازوا بنفس النتيجة على منتخب اسكتلندا، محققين أكبر فوز لمنتخب عربي في كأس العالم، ومرة أخرى كان كماتشو في قلب الحدث، فبعد أن تقدم بصير لأسود الأطلس في الشوط الأول، انطلق كماتشو بسرعته المعتادة، متفوقا على المدافع الاسكتلندي وسيطر على الكرة بالرأس هذه المرة قبل أن يسددها بوجه القدم بقوة لم تجدِ معها محاولات الحارس جيم ليتون.
رغم نجومية وأهداف كاماتشو وبصير وحجي، ورغم نقاطهم الأربعة، حرم الفوز المفاجئ لمنتخب النرويج على حامل اللقب منتخب المغرب من التأهل إلى الدور التالي، ويبقى كاماتشو اللاعب المغربي الوحيد الذي سجل في مباراتين في كأس العالم.
محمد صلاح يتألق فى مونديال 2018
انتظر المصريون 28 عاما ليعودوا إلى كأس العالم بعدما عاندتهم كرة القدم في الخطوات الأخيرة لأكثر من مرة، ليبقى بطل أفريقيا التاريخي صاحب الكؤوس السبعة بعيداً عن المونديال بصورة غريبة، حتى أتى محمد صلاح وزملاؤه وحصدوا بطاقة التأهل إلى روسيا 2018، محمد صلاح كان قد ثبت مكانته كأحد أهم النجوم في كرة القدم الأوروبية، وكانت الضغوط عليه كرمز لكرة القدم العربية في القرن الحادي والعشرين بالإضافة إلى تعرضه لإصابة في الكتف في نهائي دوري أبطال أوروبا قبل أسبوعين من انطلاق كأس العالم، لكنه كان مصرا على قيادة الفراعنة في المجموعة التي ضمت الدولة المستضيفة روسيا، بالإضافة إلى البطل السابق الأوروجواي والمنتخب السعودي، ونجح محمد صلاح في إحراز هدفين للفراعنة في تلك النسخة، كان الأول في هزيمة مصر بثلاثة أهداف مقابل هدف أمام روسيا، فيما جاء الثاني في هزيمة مصر أمام السعودية بهدفين مقابل هدف في ختام دور المجموعات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة