تمر اليوم الذكرى الـ98 على اغتيال السير اللواء لي ستاك سردار الجيش المصري وحاكم السودان العام، وذلك فى 20 نوفمبر عام 1924، وكان المشهد السياسى بالغ الاحتقان بعدما تكرر الصدام بين سعد زغلول، الذي كان على رأس وزارة الشعب والملك فؤاد، وكانت المسألة السودانية هي خلفية هذا المشهد وكانت الجماهير الغاضبة في السودان آنذاك تهتف بوحدة مصر والسودان.
بدأت الأحداث في الساعة الثانية بعد ظهر الأربعاء 19 نوفمبر عام 1924، خرج سردار الجيش المصري وحاكم السودان في ذات الوقت السير لي استاك من مكتبه بوزارة الحربية قاصداً بيته بالزمالك بعد انتهاء عمله اليومي، فأطلق الرصاص عليه 5 أشخاص كانوا متربصين به في شارع الطرقة الغربية "سمي فيما بعد إسماعيل باشا أباظة" فأصيب إصابات خطرة أفضت إلي موته منتصف الليل التالي، وفر الجناة فيما قبض علي السيارة وسائقها الذي كان ينتظر الجناة وكان هذا هو طرف الخيط، الذي أدي إلي القبض علي الجناة بعد أن أعلنت الحكومة مكافأة قدرها 10 آلاف جنيه لمن يساعد في القبض علي الفاعلين.
وأحست مصر بهول ما سيقع ولكن ما وقع فاق كل تصور حيث كان الجنرال السير لي استاك باشا سردار الجيش المصري والحاكم العام للسوادن لمدة 8 سنوات، وكان لاغتياله الأثر العميق علي المستقبل السياسي لمصر داخلياً وبالنسبة لعلاقتها بالسودان الذي كان موقفها حاضراً دائماً بقوة في المناقشات والمناظرات المصرية البريطانية خلال العشرينات من القرن الماضي.
وكان الاستياء المصري والإصرار البريطاني علي الاحتفاظ بسيطرتهم علي السودان كما تذكر مجلة مصر المحروسة في الجزء الرابع عشر - نوفمبر 1924 هو الذي أدي إلي تصاعد الجو المسموم بين الدولتين مما أدي إلي اغتيال استاك باشا وأدت المظاهرات المتكررة في السودان في ذلك الوقت إلي تصاعد الشعور الوطني العام في مصر تجاه المسألة وبعد الاغتيال مباشرة وألقي القبض علي شاب مصري ثم مجموعة من الشباب تم تقديم 9 منهم للمحاكمة في مايو 1925.
وتتابعت الاعتقالات لتشمل اثنين من قادة حزب الوفد هما: أحمد ماهر ومحمود فهمي النقراشي اللذان أفرج عنهما بعد محاكمة مثيرة للجدل وكان لمقتل استاك رد فعل شعبي عنيف في بريطانيا مما أدي إلي فرض المندوب السامي "النبي" عقوبات صارمة علي مصر، وشيعت الجنازة صباح السبت 22 نوفمبر،
وكانت جنازة رسمية كبري بناء علي طلب الإنجليز وتعتبر واحدة من أهم الجنازات الرسمية التي شُيعت بالقاهرة في تاريخها الحديث حيث سار جميع المشيعين بملابس التشريفة الكبري وبعد انتهاء الجنازة وفي الخامسة بعد الظهر قصد اللورد اللنبي في مظاهرة عسكرية كبري تتألف من 500 خيال إنجليزي من حملة مقر مجلس الوزراء حيث خاطب سعد زغلول بمنتهي الخشونة وسلمه إنذارين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة