تعتبر رهبانية المرأة فى الكنيسة أكثر إخلاصًا فى النسك والعبادة، فهى لا تحصل على أى رتب كهنوتية، وبالتالى تعيش داخل الدير مدى الحياة، ويقوم بخدمة الصلوات وإقامة القدّاسات، كاهن منتدب لذلك.
وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد القديسة دميانة فى شهر مايو من كل عام، حيث يوجد دير على اسمها إلى الآن بمنطقة برارى بلقاس بمحافظة كفر الشيخ، حيث يعتبر اكبر دير للراهبات فى مصر.
وللرهبنة النسائية فى مصر تاريخ طويل، حيث تنتشر عدد من أديرة الراهبات التى تضم مئات الراهبات، وتخضع لقوانين صارمه، كما أن شروط قبول الفتيات شديدة للغاية.
وتنتشر أديرة الراهبات فى مصر منها دير أبى سيفين مصر القديمة، ودير مارجرجس مصر القديمة، ودير مارجرجس حارة زويلة، ودير السيدة العذراء حارة زويلة، ودير الأمير تادرس حارة الروم، ودير القديسة دميانة بالبرارى، ودير مارجرجس بالقدس، ودير السيدة العذراء بحارة زويلة، دير البتول بملوى، دير الأم سارة بالمنيا، دير الشهيد مارجرجس بفلسطين، ودير مارجرجس بإيرلندا.
شروط الرهبنة للسيدات
وحول شروط قبول الفتيات فى الأديرة، فإن الدير به بيت خلوة وتأتى الفتاة إلى بيت الخلوة، ومن تتقدم فى طريق الرهبنة، يتم تقديمها للراهبة المسئولة عنها، والتى تقوم بدورها بتوجيه بعض الأسئلة لها لمعرفة ميول قلبها وعقلها وحياتها الروحية.
وعن عمر الفتاة الراغبة فى الرهبنة فأقصاه 28 عاما للمتقدمة للرهبنة، وإذا رأت الراهبة المسئولة أنها ثابتة فى دعوتها، فيتم قبول الفتاة المتقدمة للرهبنة، وتظل مقيمه فى الدير لمدة 3 سنوات، منهم سنة تحت الاختبار، وسنتين تعتبر كمبتدئة، ثم بعد ذلك تأخذ لقب راهبة، ويتم الصلاة عليها صلاة الموتى "التجنيز" أى أنها تموت عن حياة العالم، وتبدأ حياة جديدة مع المسيح.
والراهبة بعد دخولها نظام الرهبنة تأخذ اسم جديد وشكل جديد من خلال ارتداء ملابس سوداء كاملة إلى جانب ارتداء قلنسوة كالتى يرتديها الأباء الرهبان الرجال، وتنقطع عن العالم، وبعد ذلك تكون عضوة فى مجمع الشراكة الرهبنية بالدير الذى تنتمى إليه.
رسامة الراهبات
تواصل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، رسامة رهبان وراهبات جدد بمختلف الأديرة القبطية، كان آخرها رسامة 16 راهبة لدير الأمير تادرس بحارة الروم.
وتتميز الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بطقوسها الدينية فى رسامة الراهبات وهى تلك الطقوس التى تتشابه مع طقس رسامة الرهبان، إذ تمر الراهبة بثلاث مراحل فى الدير هى التردد ثم طلب الرهبنة وأخيرا الرسامة فى الرهبنة، ويلتزمن "بالعفة والفقر الاختيارى والطاعة".
وترتدى المترددة على الدير فى البداية زى باللون النيلى، ثم فى فترة طلب الرهبنة ترتدى زى باللون الرصاصى، قبل أن ترتدى الزى الأسود بعد طقس الرهبنة.
وتقضى الراهبة ليلتها قبل الرسامة بالكنيسة بجوار أجساد القديسين ومعها بعض من الراهبات، فى الصلاة والتسبيح والقراءة فى الكتاب المقدس، وفى الصباح وبعد رفع بخور باكر، تقف طالبة الرهبنة أمام الهيكل، وتردد التعهد الرهبانى خلف رئيسة الدير التى تقرأه عليها، وبعد ذلك تنام على ظهرها بجوار مقصورة القديسين ووجهها نحو الشرق ضامة كلتا يديها على صدرها فى شكل الصليب، ثم يغطونها بستر مثل الميت، وفى أثناء صلوات التجنيز تقوم إحدى الراهبات بين أن وآخر بمسّ قدمى الراقدة لئلا يدركها النعاس، لا سيما أنّها قضت الليل كله مستيقظة.
ثم يتم رفع الغطاء ببطء لتنهض الفتيات ليستكملن مراسم حياتهن الجديدة فى عالم الرهبنة، ويتم استكمال الطقس بقص شعر الراهبات، إذ يتم قص 5 خصلات من الشعر على هيئة صليب، ويتم تغيير اسم كل راهبة من الاسم الذى كانت تستخدمه فى العالم باسم جديد من أسماء القديسات.
وعقب القداس كانت لقداسة البابا جلسة روحية مع الراهبات، تحدث خلالها عن ملامح الحياة الرهبانية، مشيرًا إلى أنها حياة: مختارة.. مختلفة.. ملؤها الفرح والسلام.
وشارك فى صلوات الرهبنة والقداس إلى جانب تاماف أدروسيس رئيسة الدير، ومجمع راهباته، 5 من الآباء الأساقفة وعدد من رئيسات أديرة الراهبات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة