رصدت صحيفة الجارديان البريطانية احتفاء قادة المحيط الهادئ ونشطاء المناخ بإنشاء آلية تمويل الخسائر والأضرار في اتفاقية مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ "cop27"، والذي اختتم فعالياته في مدينة شرم الشيخ أمس الأول الأحد، وذلك بعد ثلاثة عقود من إثارة قضية الحاجة إلى مثل هذا البند، وسط إشادات بالرئاسة المصرية للمؤتمر في تأمين النتائج.
وقالت الصحيفة - في تقرير عبر موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين،: "إن صندوق الخسائر والأضرار الذي سيوفر المساعدة المالية للدول الفقيرة المنكوبة بكوارث المناخ، كان من بين أحد الطلبات الرئيسية لدول المحيط الهادئ التي تعد من بين أكثر الدول عرضة لتأثيرات أزمة المناخ لعقود خلال مفاوضات المناخ.. وأثيرت هذه القضية لأول مرة منذ أكثر من 30 عاما من جانب جمهورية فانواتو، والتي صنفتها الأمم المتحدة على أنها الدولة الأكثر عرضة للكوارث الطبيعية".
وأضافت أنه بعد الإعلان عن الصندوق احتفل قادة ونشطاء المحيط الهادئ، لكنهم حذروا أيضا -في الوقت ذاته- من أنه ما لم يتم اتخاذ إجراءات أكثر جوهرية للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1,5 درجة مئوية، فقد تختفي جزر برمتها.
وفي استعراض لردود الأفعال، نقلت الصحيفة عن منسق السياسات الإقليمية لشبكة العمل المناخي لجزر المحيط الهادئ لافيتانالاجي سيرو إشادته بالرئاسة المصرية في تأمين هذه النتيجة، مثنيا على عمل تحالف الدول الجزرية الصغيرة ومجموعة الـ77 والصين.
وقال "إن نتيجة (cop27) أظهرت قوة الناس عندما طالبوا بلا هوادة بالعدالة والإنصاف.. ولقد كان تأمين صندوق تمويل الخسائر والأضرار مكسبا ولم يكن ليتحقق إلا نتيجة أصوات المجتمع المدني والشباب والحركات العالمية التي أوضحت أنه لا يمكننا الانتظار لمدة عام أو عامين آخرين لإنشاء هذا التمويل منشأة".
ونسبت الصحيفة إلى رئيس وزراء فيجي فرانك باينيماراما قوله، في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "من أعماق قلبي شكرا جزيلا لمفاوضينا الدؤوبين في المحيط الهادئ لتأمينهم صندوق الخسائر والأضرار في (cop27)".
ومن جهتها، وصفت مبعوثة جزر مارشال المعنية بالمناخ كاثي جيتنيل-كيجينر هذه الانفراجة بأنها "فوز" لدول المحيط الهادئ، لكنها قالت "إن هناك المزيد الذي يتعين القيام به، وذلك في الجلسة العامة الختامية لـ(cop27).. هذا تقدم هائل، لكننا أيضا لا نفعل ما يكفي لتقليل الخسائر والأضرار التي ستؤثر علينا في المستقبل، إذ يتحتم علينا التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، ويجب أن نفعل ذلك الآن".
وأعرب الأمين العام لمنتدى جزر المحيط الهادئ هنري بونا، في تغريدة له، عن امتنانه لإصرار أولئك الذين ضمنوا فوز (cop27) التاريخي بقضية الأضرار والخسائر، قائلا "من جميع دول المحيط الهادئ الزرقاء والدول النامية الجزرية الصغيرة في كل مكان، شكرا لكم".
أما عن سيوبهان ماكدونيل، وهي مفاوضة الخسائر والأضرار في المحيط الهادئ، التي صاغت الاقتراح الذي أسفر عن اتفاقية الخسائر والأضرار، فقد أكدت أن إنشاء آلية مالية للخسائر والأضرار "نتيجة مهمة للغاية".. وأضافت "لقد مر 31 عاما من قيادة منطقة المحيط الهادئ في هذا المجال".
وقالت "إنه شيء يجب أن يفخر به المحيط الهادئ.. لدينا أخيرا إطار عمل يبدأ بالقول إنه فيما يتعلق بالخسائر والأضرار التي تتعرض لها حاليا البلدان المعرضة لتغير المناخ، مثل دول المحيط الهادئ والدول الجزرية الصغيرة، فإنها لا تحتاج إلى تحمل المسؤولية الكاملة على عاتقها دون أي خطأ من جانبها".
وأضافت: أن آلية تمويل الخسائر والأضرار كانت "مستمرة حتى النهاية"، ولكن تم إنشاؤها بعد مفاوضات استمرت 40 ساعة إضافية في شرم الشيخ بمصر.. وأشارت إلى أن ثمة الكثير من الأمل، وهناك الكثير من الطموح والكثير من الزخم السياسي حول هذا الأمر، مختتمة "مهمتنا لم تنته بعد، وكانت هذه مجرد خطوة تالية أولى مهمة للغاية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة