موجة جفاف قاتلة تضرب الصومال، تضع ملايين البشر على حافة الخطر، فى الوقت الذى يبقى فيه خطر الإرهاب محدقا، وهو ما يساهم بصورة كبيرة، فى تفاقم الأوضاع، قد تعجز أمامها جهود الحكومة فى الاحتواء، وهو الأمر الذى يستدعى تدخل دولى، ليس فقط على المستوى السياسى أو الأمنى، وإنما أيضا على المستوى الإنسانى، لحماية الدولة ومواطنيها من مأساة تبدو فى الأفق، خاصة مع تصاعد ظاهرة التغيرات المناخية، والتى تمثل سببا رئيسيا فى الوضع الراهن، الذى يضعها على حافة المجاعة.
ولعل الحديث عن الدور الدولى، يبدأ من المستوى الإقليمى، عبر جامعة الدول العربية، والتى تمثل الكيان الجامع للهوية، خاصة وأن الجانب الإنسانى لم يكن بعيدا عن رؤيتها، فى الآونة الأخيرة، وهو ما بدا فى العديد من الخطوات المتواترة، ربما أبرزها التركيز غير المسبوق على قضية الأمن الغذائى، خلال القمة العربية التى انعقدت فى أوائل هذا الشهر فى الجزائر، ناهيك عن توقيع بيان القضاء على الجوع فى المنطقة العربية، فى أكتوبر الماضى، فى انعكاس صريح لأولويات "بيت العرب"، فى المرحلة الراهنة، فى ظل العديد من الظروف والتحديات، سواء الناجمة عن الطبيعة، فى إطار التغير المناخى، أو حتى الصراعات الدولية، وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية، التى تركت تداعيات كبيرة على قضايا الغذاء حول العالم، وفى القلب منها المنطقة العربية.
السفير حسام زكى خلال المؤتمر الصحفى بالجامعة العربية
السفير حسام زكى
وهنا كان التحرك من قبل جامعة الدول العربية، والتى أعلنت عن انعقاد اجتماع رفيع المستوى، بالتعاون مع الأمم المتحدة فى 6 ديسمبر المقبل لدعم الصومال، وذلك فى إطار أزمة جفاف غير مسبوقة تشهدها البلاد منذ عقود، فى ظل شح الأمطار، التى يعتمد عليها ملايين البشر.
يقول الأمين العام المساعد، السفير حسام زكى ادراك الجامعة العربية لصعوبة الموقف دفعها للدعوة لاجتماع شامل يضم كل الأطراف الفاعلة فى الصومال، واستنهاض كافة الأطراف للقيام بدور أكبر، والمنظمات العربية، بحيث يكون التركيز على 3 مجالات رئيسية وهى الزراعة والثروة الحيوانية والموارد المائية، مشيرا إلى أن العمل سيكون على مسارين، أولهما قصير الأجل عبر الاستجابة للاحتياجات الطارئة، وأما المسار الآخر فيعتمد نطاق زمنى أطول عبر ترميم قدرة الصوماليين على التعامل مع الأوضاع.
السفير حسام زكى يتحدث إلى الصحفيين بالجامعة العربية
السفير حسام زكى وجانب من الصحفيين
وحول خطة العمل المرتقبة، كشف زكى عن أربع خطط سيتم طرحها على الاجتماع المشترك، الأولى خطة استجابة انسانية لعام 2022، وتتضمن المياه والأمن الغذائى والصحة والصرف الصحى مع التركيز على الفئات المهمشة لأنها الأكثر عرضة لخطر الوفاه. والثانية مواجهة الجفاف وانعدام الأمن الغذائى فى 74 مقاطعة إدارية على الأرض، لتقليل عدد الوفيات والمرض والمساعدة فى برامج تجميع المياه والبنية التحتية للمياه، وأما والخطة الثالثة مشروع استجابة عاجلة لدعم المتأثرين بالجفاف مقدم من المنظمة العربية للتنمية الزراعية للمزارعين ومربى الماشية، بينما الرابعة مختصة ببرامج التعاون المشترك بين الصومال والمنظمات العربية فى مجالات الزراعة ومكافحة التصحر وتوفير البذور والتقاوي.
ومن جانبها، أعلن صندوق الأمم المتحدة العالمى للتعليم فى حالات الطوارئ والأزمات الممتدة، قبل أيام عن أول منحة للاستجابة لحالات الطوارئ، بقيمة 5 ملايين دولار، للأطفال الصوماليين المتضررين من الجفاف المستمر والمدمر، إلى جانب تجدد النزاعات حول الموارد الشحيحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة