"من يموت فى اللعبة يموت فى الحقيقة".. "مؤشر الفتوى" يواصل تحذيراته من تسونامى الألعاب القاتلة.. "سماعة رأس تدمّر العقل" أحدث تصميمات الألعاب الحديثة.. ويؤكد: الألعاب أداة التنظيمات الإرهابية لاستقطاب أتباع جدد

السبت، 26 نوفمبر 2022 09:00 ص
"من يموت فى اللعبة يموت فى الحقيقة".. "مؤشر الفتوى" يواصل تحذيراته من تسونامى الألعاب القاتلة.. "سماعة رأس تدمّر العقل" أحدث تصميمات الألعاب الحديثة.. ويؤكد: الألعاب أداة التنظيمات الإرهابية لاستقطاب أتباع جدد دار الإفتاء المصرية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتصاعد وتيرة الاهتمام بالمستجدات التكنولوجية والألعاب الإلكترونية وتطبيقات الهواتف بشكل متسارع ومخيف في الوقت ذاته، وينعكس ذلك فعليًّا على اهتمام المؤسسات الدينية، خاصة بعدما أثير مؤخرًا حول لعبة يموت فيها اللاعب في الحقيقة بواسطة سماعة جديدة فور موته في اللعبة مباشرة.

 

وقد كشف مؤسِّس شركة الواقع الافتراضي Oculus "بالمر لوكي" أنه صمّم سماعة رأس جديدة يمكن أن تقتل الشخص الممارس للعبة في الحياة الواقعية إذا تبين موته في اللعبة، وأضاف أن الجهاز مستوحى من Sword Art Online، وهي سلسلة الرواية اليابانية التي تحولت إلى أنمي؛ حيث يُحاصَر اللاعبون في لعبة عبر الإنترنت، ويتسبب الموت في اللعبة في الموت الحقيقي بسبب تلك السمّاعة.

 

وتعمل "السماعة القاتلة" على ربط الشحنات المتفجرة بجهاز استشعار صور، يتابع اللعب، ويكتشف التعرض بشاشة حمراء بتردد معين عند خسارة الأشخاص، وبمجرد التعرف على الترددات تنطلق الشحنات وتدمر عقل المستخدم في الحال.

 

33% من فتاوى التكنولوجيا مرتبطة بالألعاب الإلكترونية وتطبيقات الهواتف

 

ويولي المؤشر العالمي للفتوى (GFI) التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، اهتمامًا كبيرًا بتلك المستجدات التكنولوجية أولًا بأول، خاصة الألعاب الإلكترونية وتطبيقات الهواتف، فقد أوضح خلال تقرير حديث له أن (33%) من الفتاوى المرتبطة بالشأن التكنولوجي دارت حول تأثير تلك الألعاب وتطبيقات الهواتف، مثل تيك توك وغيرها، على الشباب والأطفال، ومختلف الفئات العمرية تقريبًا.

 

 ولفت مؤشر الفتوى أن دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف، كانا أكثر المؤسسات العربية اهتمامًا بتلك القضية خلال عام 2022، حيث حرّمت فتاويهم الألعاب والتطبيقات التي تضر بالأطفال؛ لما تحتويه تلك الألعاب من مشاهد عنف وقتل، وأكدت الفتاوى أن هذه الوسائل على اختلاف أنواعها تعدُّ سلاحًا ذا حدين؛ لأنها تنطوي بخلاف قدرتها على تنمية العقول وتطوير الفكر، على مساوئ كثيرة أبرزها: الإدمان الإلكتروني، ونشر العنف، والعزلة المجتمعية، والإصابة بالقلاقل والاضطرابات النفسية.

 

ضوابط شرعية لجواز أو منع الألعاب الإلكترونية

 

ولفت المؤشر العالمي للفتوى إلى أن (90%) من الفتاوى الرسمية الخاصة بالتكنولوجيا خلال عام 2022 اتفقت أحكامها وضوابطها الشرعية على جواز اللعب بتلك الألعاب من حيث الأصل، بشروط هي: إسهامها في تنمية الملكات أو توسعة القدرات الذهنية للشباب أو الأطفال، وعدم احتوائها على السباب والشتائم والكلام الفاحش، وألا تشتمل على ما يخالف العقيدة الإسلامية، وألا يكون فيها ما هو قمار أو ما يشبهه، وألا تفضي إلى العداوة والبغضاء بين لاعبيها، وألا تثير الغرائز وتحرّك الشهوات.

 

وأشار مؤشر الإفتاء إلى أبرز الألعاب التي حرمتها الفتاوى في الداخل المصري والخارج أيضًا، والتي كان أهمها (تحدي كتم الأنفاس) و(تحدي الوشاح الأزرق) ولعبة (The Sims) و(لعبة جواكر) و(لعبة Gods).

 

 

 

بيع وشراء العملات في الألعاب الإلكترونية

 

واستمرارًا لمتابعتها لكل ما يُستجد على الصعيد التكنولوجي وتطبيقات الهواتف والألعاب الإلكترونية، تطرقت أحدث الفتاوى الاستباقية لدار الإفتاء المصرية مؤخرًا إلى موضوع بيع وشراء العملات في الألعاب الإلكترونية، مشيرة إلى أن بيع وشراء عُملة اللعبة (الكوينز – coins) التي يحرزها اللاعب المشترك في الألعاب الإلكترونية لغيره في مقابل شيءٍ من المال، جائز من الناحية الشرعية، ولكن بضوابط يجب مراعاتها أيضًا.

 

وتابعت فتوى الدار أن أهم تلك الضوابط: ألَّا يكون اللعب هو دأب اللاعب، بحيث يصير ذلك إدمانًا يَعُود على صاحبه بالضرر، وألَّا تشتمل اللعبة على طقوس تعبديّة تخالف ثوابت العقيدة، وألَّا يشتمل اللعب على عُنف، وألَّا تكون اللعبة من ألعاب التجسس الممنوعة محليًّا أو دوليًّا.

 

"الألعاب الإلكترونية" أداة اليمين المتطرف والتنظيمات الإرهابية لاستقطاب أتباع جدد

 

وحول استخدام تلك الألعاب في الغرب، أوضح المؤشر أن تيار اليمين المتطرف في الغرب يعتمدون على استراتيجية الألعاب الإلكترونية لتجنيد الأطفال والمراهقين، حيث يعمل هذا التيار على استغلال العقول الهشة للترويج لفكره ومعتقداته، فضلًا عن أن هذه الألعاب تُعد نافذة يشكّل من خلالها أنصار هذا التيار شبكات سرية ويتبادلون الأحاديث فيما بينهم داخل غرف الـ«تشات» الموجودة داخلها، تفاديًا للمراقبة، وهو ما تفعله أيضًا التنظيمات المتطرفة، مثل تنظيم داعش الإرهابي.

 

 

 

ولفت مؤشر الفتوى إلى أن أبرز تلك الألعاب لعبة "Fortnight" الشهيرة والتي انتشرت كالفيروس بين الأطفال والمراهقين وتربعت على قائمة أكثر الألعاب شعبية وأصبحت اللعبة القتالية الأولى على مستوى العالم. وتنطوي تفاصيل اللعبة حول تعليم اللاعب كيفية البحث عن السلاح والخزائن والأدوية داخل المنازل الموجودة على الجزيرة لحماية نفسه، وبعد فترة تبدأ ساحة المعركة، وبذلك فهي تُنمي العنف لدى جيل المراهقين؛ فينشأ على أساليب الجريمة المختلفة، ويتعرّف على حِيَلِها، ويتعلم العنف والعدوان؛ فيشب عدوانيًّا بطبعه ويكون من السهل ضمه إلى شبكة اليمين المتطرف.

 

وأشار المؤشر إلى أن تنظيم "داعش" يتبنى نفس الاستراتيجية والفكر الإرهابي عبر استغلال منصات ألعاب الفيديو لتجنيد الشباب والقُصّر، واستخدام قنوات خفية للاتصال، بما يضمن عدم الكشف عن هويته، ومن أبرز النماذج على ذلك القبض على شاب تورّط في الترويج لأفكار تنظيم داعش عبر منصات ألعاب الفيديو في بلدية "سان بيسنتي دل راسبيج" التابعة لمدينة "أليكانتي" في إسبانيا.

 

توصيات

 

وفي النهاية خرج المؤشر العالمي للفتوى بعدة توصيات موجّهة للمؤسسات الدينية والأسرة والهيئات التعليمية والإعلامية كأن أهمها:

 

-       أن التزايد المطرد والمتلاحق والمكثف للألعاب الإلكترونية وتطبيقات الهواتف يصعب حصرها ومتابعة محتواها، ومن ثم يستوجب على المؤسسات الدينية تخصيص أقسام لمتابعة هذا الكم من المستجدات وإصدار فتاوى استباقية بشأنها.

 

-       عدم وصول الفتاوى المتعلقة بالألعاب الإلكترونية بشكل مباشر لفئة الشباب والأطفال، يتطلب العمل بشكل متوازي مع الهيئات الدينية ووسائل الإعلام والمدارس والجامعات بغرض وصول تلك الأحكام إلى ممارسيها.

 

-       الاهتمام بمتابعة ما يُستجد من تطبيقات الهواتف على وجه التحديد، والتأكد من أنها موافقة للآداب العامة؛ منعًا لانتشار مواد ذات محتوى غير لائق دينيًّا أو وطنيًّا بين فئة الشباب.

 

-       وصول بعض الأطفال إلى مرحلة إدمان تلك الألعاب والتحديات، الأمر الذي يحتاج إلى تكثيف وتضافر الجهود في مختلف المجالات، اجتماعيًّا ونفسيًّا وأسريًّا، والعمل جنبًا إلى جنب وبشكل مؤسسي لمواجهة تلك الظاهرة.

 

-         بات لزامًا التأكيد على أهمية إيلاء الفتاوى المتعلقة بالقضايا التكنولوجية مزيدًا من الاجتهاد الفقهي والبحث والجماعية الإفتائية، والابتعاد عن السطحية في الإجابة على الفتاوى المتعلقة بها.

 

-          التأكيد على وجود "المفتي التكنولوجي المتخصص" الذي يمتلك قدرات قوية على قراءة الواقع واستشراف المستقبل، فهذه الفتاوى التكنولوجية ستكون في المستقبل التراث الذي ستعتمد عليه الأجيال الجديدة لسنوات وعقود.

 

-         التأكيد على أن الفتاوى المرتبطة بالقضايا التكنولوجية لا تقتصر على فتاوى الألعاب الإلكترونية وتطبيقات الهواتف فقط؛ بل لابد أن تشمل كل القضايا التي تدخل فيها التكنولوجيا مثل (الزراعة، والصناعة، والتجارة، والمعاملات المالية، وغيرها من المجالات المتنوعة التي ستزداد مستقبلاً).

 

-         الدعوة إلى انعقاد مؤتمرات وندوات واتفاقيات دولية تخرج بتوصيات ملزمة للجميع يكون هدفها الأساس (التوظيف الأمثل للتكنولوجيا الحديثة).







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة