ضمن برنامج فعاليات الدورة السابعة لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برئاسة المخرج مازن الغرباوى عقدت ندوة للاحتفاء بالمسرح الكويتي ورموزه أدارها الكاتب المسرحي إبراهيم الحسيني وتحدث بها كلا من: د. على حيدر وك.سكينة مراد و د. نبيل الفلكوي ، و د. محمد زعيمه.
استهل الكاتب المسرحي ابراهيم الحسيني حديثه بالندوة عن المعهد العالى للفنون المسرحية بالكويت وتأسيس الأستاذ زكي طليمات له ودوره فى تخريج العديد من الأجيال وكذلك التطور الأدبي والمسرحي بالكويت فهي من أوائل الدول الخليجية التي لها علامات بارزة فى الثقافة والمسرح .
ترك الكاتب ابراهيم الحسيني الكلمة للدكتور على حيدر ليتحدث عن بدايات المسرح فى الكويت، موضحا أن انطلاق المسرح بالكويت بدأ من خلال النشاط المدرسي فكانت المدرسة الأحمدية هي المبادرة الاولي للمسرح عندما ألف عبد العزيز الرشيد تمثيلية قصيرة احتفالا بمناسبة افتتاح المدرسة عام ١٩٢٢ ثم انتقل هذا النشاط مرة اخرى في مدرسة المباركية عام ١٩٣٨ خصوصا مع البعثات الدراسية الفلسطينية التي ساهمت فى تقديم مسرحية " اسلام عمر " وهي مسرحية من فصل واحد ولأهمية هذا النشاط حاضر امير البلاد السابق الشيخ أحمد الجابر الصباح مع كبار رجالات البلد فى ذلك الوقت وكانت مسرحية اسلام عمر من إخراج وتمثيل عضو البعثة التعليمة الأستاذ محمد محمود نجم .
وتابع : فى عام ١٩٣٩ قدمت فرقة المباركية مسرحية " فتح مصر " وقام بأحد الأدوار المسرحية الأمير الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح وحضر العرض والده الشيخ أحمد الجابر الصباح بصحبة المعتمد البريطاني آنذاك ، وفي عام ١٩٤٠ بدأ مشوار الفنان محمد النشيمي من خلال تشجيع الفنان حمد الرجيب عندما نصحه أن يتخد المسرح وسيلة للتعبير عن ذاته وطرح قضايا مجتمعية وحتي ينظم الفريق مدرسة الأحمدية الذي ينافس فرقة المدرسة المباركية وقد كان مقدرا لاحمد النشيمي أن يصبح بعد ذلك نجما من نجوم المسرح فقدم فى الأعوام ما بين ١٩٥٦ وحتي عام ١٩٦٠، حوالي ( 20 ) مسرحية بينهما واحدة فقط كتبت سابقا عن الوطن بعنوان تقاليد.
واستطرد قائلا :المسرح الكويتي فى بداياته الأولي كان يعتمد على الارتجال وكان الارتجال يتم عن طريق مجموعة من الشباب يقدمون فكرة معينة ويتم بعد ذلك تطويرها ، وفى عام ١٩٤٤ ارتبطت العروض المسرحية بالمدارس حيث تاسست أربع فرق مسرحية داخل المدارس الاربعة " المباركية الأحمدية والشرقية "، وفى عام ١٩٤٨ ابتعث حمد الرجيب إلي القاهرة لدراسة فن المسرح وعاد عام ١٩٥٠ وكان قد درس المسرح ونظرياته العلمية والعملية وأراد بعد عودته أن يؤسس المسرح الكويتي على أسس قوية من حيث انه شجع على الترجمة الأعمال المسرحية العالمية والعربية فنجد أن فى عام ١٩٥٧ استعان بمحمود توفيق على نشر بعض المسرحيات المترجمة لموليير .
وتابع : بعد زيارتين للاستاذ ذكي طليمات للعمل على النهوض بفن المسرح حيث أسس المسرح الوطني بالكويت وأنشأ فرقة المسرح العربي وبينما كان المسرح الشعبي يخاطب الجمهور الكويتي بلغته وعاداته وتقاليده ومجريات حياته القائمة فإن على فرقة التمثيل العربي أحياء أمجاد العروبة واستخراج العبرة من تاريخها والي جوار هذا كانت هناك فرقتان مسرحيتان قد ظهرتا إلى الوجود وهما فرقة الخليج العربي وفرقة المسرح الكويتي وبهذا أصبح فى الكويت اربع فرق مسرحية اشتهرت عام ١٩٦٤ كتجمعات ثفافية وأصبحت تتنافس فيما بينها ، كما لعب الأستاذ الراحل زكي طليمات دورا هاما فى تأسيس المعهد العالي بالكويت .
فيما وجه د. نبيل الفيلكاوى مؤسس نقابة الفنانين الكويتيين الشكر لإدارة مهرجان شرم الدولي للمسرح الشبابي، موضحا أنه قد مر ١٠٠ عام على تأسيس الحركة المسرحية فى الكويت متوفقا عند حدثين هامين وهما مشاركة امير البلاد جابر الأحمد فى مسرحية " فتح مصر " وهو يدل على دعم الدولة للمسرح فى ذلك الوقت موضحا انجازات المسرح الكويتي واشهاره لاربعة فرق مسرحية فى عام ١٩٦٤ علاوة على إنجازات المسرح الشعبي الذي قدم ما يقرب من ١٢٠ عملا مسرحي وكذلك بدايات فن الارتجال والدور الرائد الذي لعبه الأستاذ د. ذكي طليمات فى تحويل الارتجال إلي نصوص مكتوبة وكذلك دوره فى تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت والذي خرج العديد من الأجيال التي أصبح لها دور كبير على الساحة المسرحية والفنية بالكويت وكذلك مشاركة الفرق الأهلية فى العديد من المهرجانات المحلية والدولية وذلك ساهم فى تطوير الحركة المسرحية بالكويت.
فيما أشارت د. سكينة مراد إلى جيل الشباب المسرحي بالكويت ودوره فى تطوير الحركة المسرحية موضحه إلى أن المسرح الكويتي انطلق من المؤسسة التعليمية ثم الفرق المسرحية بعد عودة حميد الرجيب واستقطابه للأستاذ ذكي طليمات ليضع استراتجية ويصبح المسرح يدرس بشكل أكاديمي مشيره إلى أن المسرح الكويتي مر بتغيرات مصاحبة للتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي ظهرت بقوة مع ظهور النفط وكذلك فى الالفيه الثالثة تغيرت العديد من المفاهيم الجديدة وعددت د. سكينة الإسباب والعوامل الخاصة بتطور المسرح الكويتي ومنها دور المجلس الوطني الكويتي فى الثقافة والفنون ودور المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت وكذلك المسرحيين المبتعثين ونشرهم العديد من الأفكار والاتجاهات الجديدة فى المسرح ودور الهيئة العامة للشباب وتأكيد مبادرة الشيخ صباح الاحمد وذلك بقيادة المخرج عبد الله عبد الرسول ثم تحدثت عن جيل الشباب والذي يمتلك رؤى جديدة على مستوى الإخراج والكتابة وتوظيف الحركة الجسدية والتقنيات الجديدة فى الديكور واستخدام التجريب فى العديد من العروض ومنها على سبيل المثال مسرحية " الطابور السادس " للمخرج على البلوشي واستخدام تقنية الأقنعة ، وكذلك من المخرجين الذين قاموا بتوظيف التراث المخرج عبد الله العابر وكذلك العديد من الأجيال التي طورت من الحركة المسرحية عن طريق المتابعة والدراسة والتعليم ومتابعة الحركة المسرحية العالمية وكذلك قدرات أساتذة المعهد العالي للفنون المسرحية.
وأوضحت أن تطور الكتابة فى المسرح الكويتي ساهم فى تغير البنية المسرحية واعطت مساحات للحداثة ومن الكتاب الذين لهم دور بارز فى هذا التطور فيصل العبيد وسامي بلال وفاطمة العامر وكذلك من المخرجين الذين لهم تجارب ملهمة ومميزة أمثال هاني نصار ، وهاني العابر ، ونصار نصار وغيرهم.
فيما تحدث الناقد محمد زعيمة عن بداية تعرفه على المسرح الكويتي وذلك أثناء دراسته فى المعهد من خلال الكاتب عبد العزيز السريع موضحا سعادته بمقابلته ووعيه بقضايا مجتمعه وتحولاته وقد درس بالمعهد العالى للفنون المسرحية وله تأثير كبير فى المسرح الكويتي بما قدمه من كتابات وخاصة أن المسرح الكويتي قائم بالحب والإبداع والنقلة الثانية مع الكاتب بدر محارب وهو يكتب عن المسرح السياسي وتاتي كتابته فى شكل فانتازي مما يدل على مساحة الحرية الكبيرة فى التناول.
وأضاف زعيمه : من الجيل الجديد الذي طور المسرح الكاتبة تغريد الداوود وهى تكتب كتابات من نوع النقد الاجتماعي والسياسي والتمرد على الشكل التقليدي ومن أبرز نصوصها محطة ٥٠ وكذلك الديوانية ومن الأجيال الشابة أيضا سامي بلال وفاطمة العامر هم خريجي قسم الدراما والنقد بالمعهد العالى بالكويت
وهو يركزون على قضايا هامة فى كتابتهم وهي المشاكل الإنسانية وعدم التواصل.
واختتمت الندوة بعدة تساؤلات ومداخلات ومنها مداخلة د. سيد خاطر ودور الأستاذ والناقد الكبير على الراعي فى تأسيس المعهد العالى للفنون المسرحية بالكويت مع د. ذكي طليمات وكذلك الدور الفاعل للمسرح الكويتي واصفا الشعب الكويتي بأنه شعب جميل ومفكر.