فى منطقة صحراوية على أطراف القرية، تُنصب الخيام وتجهز الولائم وتُعد المشروبات ثم يجلس الآلاف من المواطنين ويفترشون الأرض لمتابعة منافسات وسباقات "مرماح الخيول" فى صعيد مصر، والذى لا زال يحرص على إقامته أبناء القبائل العربية بهدف توطيد العلاقات بين العائلات المنتشرة على ضفاف النيل جنوب مصر.
فى قرية بنبان التابعة لمحافظة أسوان، أقيم المرماح السنوى للخيول والذى تستضيفه القرية عادة فى شهر نوفمبر من كل عام ويتجمع فيه الآلاف من أبناء القبائل لمتابعة ومشاهدة المتنافسين على لقب أفضل "خيل رماح" بين خيول الصعيد.
"اليوم السابع" انتقل إلى بنبان وهى قرية تابعة لمركز دراو وسط محافظة أسوان، وبجانب تميز صحراء القرية بإقامة مشروع قومى للطاقة الشمسية فإن صحراؤها تتميز أيضاً باستضافة العديد من الموروثات القديمة للعائلات ومنها "مرماح الخيول".
تحدث إدريس ربيع، من أهالى قرية بنبان، وعضو لجنة التنظيم، عن المرماح، قائلاً: يسبق تنافس الخيول "ليلة المرماح" ويحتفل فيه الأهالى بلقاء بعضهم البعض، بعد أن وصلوا إلى قرية بنبان قادمين من شتى أنحاء قرى ومراكز محافظة أسوان وأيضاً مركز إسنا بمحافظة الأقصر، وتبدأ العائلات فى قرية بنبان باستضافة الوفود التى تحضر للمشاركة فى المرماح بأجود أنواع الخيول العربية والإنجليزية والمحلية، وتقام فى ليلة المرماح احتفالية يغلبها تلاوة القران الكريم لمشاهير القراء فى الصعيد وحلقات ذكر ومديح وإنشاد دينى ويتجمع الكبار والأطفال والنساء لمتابعة الاحتفالات التى ينتشر فيها باعة الحلوى الجائلون وينصب فيها ألعاب الأطفال المتنقلة، وبجانب ذلك يتجمع الرجال حول لعبة العصا الشهيرة بين أبناء الصعيد.
وتابع إدريس ربيع، بأن مكان المرماح، عادة ما يكون فى منطقة صحراوية على أطراف القرية بعيدة عن التجمعات السكنية لأن جرى الخيول يمثل خطورة على أرواح المواطنين لذلك فإن السباقات يفضل أن تكون فى منطقة صحراوية يتم تجهيزها وإعدادها بأيام تسبق المرماح حتى تستوعب أكبر عدد ممكن من المواطنين الذين يتجمعون فى هذا المكان وتنصب لهم الخيام ويتم ذبح وإعداد ولائم الطعام لأن السباق يمتد من أول ضوء النهار حتى آخره، ويتم تجهيز المشروبات وكل ما يلزم من راحة الضيوف ويناسب السباق.
عبد العزيز العزازى، أحد أهالى القرية وعضو لجنة التنظيم أيضاً، أشار إلى أن المرماح موروث شعبى قديم ولازال أبناء القبائل العربية يحافظون على إقامته بصفة دورية وهو مقسم بين القرى المختلفة لـ22 مرماح داخل محافظة أسوان وحدها، وكان المرماح سابقاً يمتد لـ3 ليال، وتقوم لجنة التنظيم بطبع دعوات حضور ويتم توزيعها وتسليمها لعمد ومشايخ مختلف القرى بجانب الترويج للمرماح عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" وغيرها.
وأضاف، أن قرية بنبان كانت تستضيف المرماح خلال شهر أبريل من كل عام وتم تعديل الموعد لشهر نوفمبر، ويشارك فيه هذا العام نحو 200 خيل من الخيول العربية والإنجليزية الأصيلة والتى برز اسمها مؤخراً فى السباقات واستطاعت أن تحقق لقب أفضل الخيول وتنال مع أصحابها كؤوس البطولات.
وأوضح العزازى، بأن من أبرز هذه الخيول: "بيسو ورعيد ومخيف والإنجليزى وبورتوفينو والقصبجى والعربى ومهيب وصهيل والمرتاح والسلطان" وغيرهم، وهذه الخيول ما بين عربية الأصل قادمة من دول الخليج العربى وأخرى قادمة من أوروبا ومدون لها سجل تفصيلى عنها، بينما تنشأ الأخرى بلدية محلية داخل مصر، وتخوض هذه الخيول وغيرها السباق بنظام المجموعتين ويطلق عليها اسم "الحيط" حيث تتنافس خيول الحيط البحرى مع بعضها وخيول الحيط القبلى مع بعضها بحسب التوزيع الجغرافى للقرى القادمة منها هذه الخيول، وكانت السباقات قديماً تقام بنظام "الطرود" والذى يجبر صاحب الحصان المهزوم بأن يأتى بحصان بديل لخوض المنافسة، إلا أن هذا النظام من المنافسة تم استبداله حتى يتيح للفارس خوض فرصة أخرى بالسباق فى حالة الخسارة.
الشيخ مختار حمد، من أهالى القرية وأحد المنظمين، أضاف أن الخيول تجرى لمسافة تصل لنحو 5 كيلو متر والمنافسات تكون ثنائية والفائز الذى يصل لخط النهاية يحصل على شارة من "حامل الراية" ويسجل اسمه فى لجنة التنظيم والتى يشارك فيها أعضاء من الشباب والرياضة، وتشمل الجوائز كؤوس للفائزين وشهادات تقدير وتمنح للفائزين فى السباقات وأيضاً هناك جوائز لأفضل حصان وأفضل أخلاق فارس وأحسن مضيف وغيرها من التصنيفات الأخلاقية بجانب المنافسة على سرعة الخيول، مؤكداً أن هذه الجوائز تحفيزية معنوية تبرز قوة الحصان الفائز وتساهم فى رفع سعره بعدما اشتهر بين الناس بأنه الأجود والأسرع فى السباقات.
احتفال-بالكأس
أحد-الفرسان
أحد-المنافسين
الأكل-والشرب-فى-المرماح
الفارس-الفائز
الفرحة-بعد-الفوز
المرماح-فى-الصحراء
تجمع-المواطنين-فى-المرماح
جانب-من-الحضور
جانب-من-المرماح
حفاوة-بالفائز
خيول-المرماح
فرحة-الفوز-فى-السباق
فرحة-القبيلة
لجنة-التنظيم
مرماح-الخيول
وصول-الفائز