المومياوات والصحراء.. كيف ساهمت الطبيعة فى الحفاظ على الموتى؟

الإثنين، 28 نوفمبر 2022 08:00 ص
المومياوات والصحراء.. كيف ساهمت الطبيعة فى الحفاظ على الموتى؟ صورة أرشيفية
كتب عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعتبر المومياوات من أكثر جوانب الثقافة المصرية القديمة شهرة حيث تعامل المصريون الأوائل مع التحنيط باحترام لأن الغرض منه كان الحفاظ على جثث الموتى - في كثير من الأحيان من الفراعنة والنبلاء الآخرين - استعدادًا للحياة الآخرة.
 
التحنيط عملية مكثفة تضمنت عددًا من الخطوات مثل إزالة الأعضاء وتجفيف الجثة ثم لفها في شرائط من الكتان ووفقًا لمؤسسة سميثسونيان، تم إجراء العملية بواسطة كهنة خاصين ، واستغرقت حوالي 70 يومًا.
 
وعلى الرغم من أن المومياوات غالبًا ما ترتبط بالفراعنة المصريين ، إلا أن ممارسة التحنيط تسبق تأسيس مصر القديمة وقد تم إجراؤها بشكل طبيعي باستخدام الرمال والحرارة والهواء الجاف لصحاري شمال إفريقيا.
 
وقال ألكسندر ناجيل ، باحث مشارك في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في مؤسسة سميثسونيان ورئيس برنامج مهن متحف تاريخ الفنون في جامعة ولاية نيويورك: "أقرب دليل لدينا على التحنيط يرجع في الواقع إلى حوالي 4500 قبل الميلاد".
 
وأشار ناجل إلى أن البدو الرحل الأوائل من شمال إفريقيا دفنوا موتاهم في حفر رملية حيث وُضِع المتوفى في وضع الجنين ودُفنت معه العديد من الأشياء، معظمها من الأواني.
 
ويُعتقد أن الأواني كانت تحتوي على سكاكين وخرز مجوهرات ويشير ناجل أيضًا إلى أن الأواني تضمنت طعامًا، مشيرًا إلى أن سكان شمال إفريقيا الأوائل ربما اعتقدوا أن الموت ليس النهاية.
 
وقال: "ربما اعتقدوا أنه لا بد أن يكون هناك شيء ما سيأتي بعد ذلك"، مشيرا إلى أنه في حين أن الدين في المنطقة بدأ فقط في 2500 قبل الميلاد خلال المملكة القديمة في مصر القديمة، فقد يكون هناك عنصر من عناصر الروحانية لدى سكان شمال إفريقيا الأوائل.
كانت الجثث التي دفنوها تترك لتجف في الشمس ، مع رمال الصحراء الجافة والهواء الذي يسحب الرطوبة من الجثث.
 
ووفقًا للهيئة العامة للاستعلامات المصرية تتلقى الصحراء المصرية حوالي 3 بوصات فقط من الأمطار سنويًا في معظم المناطق كما تعاني الصحارى الداخلية في مصر من انخفاض الرطوبة ودرجات حرارة تصل إلى 109 درجة فهرنهايت في فصل الصيف.
 
ساعدت هذه الظروف الصحراوية على تجفيف الجثث التي دفنها سكان شمال إفريقيا الأوائل مما سمح بالحفاظ عليها و- وإن كان غير مقصود- تحنيط المومياء.
 
على مر القرون لاحظ المصريون القدماء أساليب أسلافهم وشاهدوا كيف يمكن أن يساعد تجفيف الأجساد في الحفاظ عليها. استخدموا ما تعلموه لتطوير ما يمكن أن يصبح طقوس تحنيط متقنة للفراعنة وغيرهم من المصريين.
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة