اعلنت دار سوثبى للمزادات، أنها ستطرح طبعة أولى أصلية ونادرة للدستور الأمريكي للبيع فى مزاد أواخر شهر نوفمبر الجارى ، للبيع في مزاد علني بمدينة نيويورك الأمريكية، متوقّعةً أن تُحقّق حوالي 30 مليون دولار.
هذه الوثيقة التي طُبعت قبيل انعقاد الاجتماع الدستوري والكونجرس القاري عام 1787، تعتبر إحدى النسخ النهائية الـ13 الصامدة المعروفة، من الطبعة الأولى للدستور الأمريكي، وإحدى النسختين اللتين يملكهما أفراد، وفقا لموقع سى إن إن عربية.
طرح النسخة النادرة من الدستور تأتى بعد مرور أقل من سنة على بيع النسخة الأخرى التي يملكها أفراد، والتي حققت رقمًا قياسيًا بلغ 43،2 مليون دولار أمريكي، بمزاد نُظّم في نوفمبر الماضي أيضًا.
الطبعة الأولى من الدستور الأمريكى
والمزايدة حينها شهدت منافسة شديدة بين الملياردير كين غريفين، مدير صندوق التحوّط، ومجموعة "Constitution DAO" الاستثمارية في العملات المشفّرة الرقميّة التي تمكنت من جمع تبرّعات فاقت 40 مليون دولار، من 17 ألف مستثمر فردي، ووصفت سوثبى الأمر حينها بأنها "أكبر مبادرة للتمويل الجماعي على الإطلاق".
ورست المزايدة في نهاية المطاف على غريفين، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الاستثمار "Citadel"، الذي قدم الوثيقة إلى متحف كريستال بردجيز للفن الأمريكي في ولاية أركنساس الأمريكية، منذ ذلك الحين.
ومن جهته أعرب ريتشارد أوستن، الرئيس العالمي للكتب والمخطوطات لدى دار سوثبى، عن أمله بأن يثير مزاد الشهر المقبل "استجابة مماثلة" لدى الجمهور.
وقال "نتيجة البيع غير المسبوقة التي حقّقناها للدستور في نوفمبر الماضي، كانت بمثابة لحظة فريدة وملهمة حقًا، وهي لحظة لا تشي فقط بالندرة الشديدة لنسخ الطبعة الأولى من الدستور المتاحة كي تصبح ملكية خاصة، لكن أيضًا بأهمية الدستور المستمرة، وتأثيره لكونه التعبير الأقصى عن المبادئ الديمقراطية التي توجّهنا في حياتنا اليومية منذ أكثر من 200 عام، أي تاريخ صياغته للمرة الأولى".
نسخة نادرة من الدستور الأمريكى
وكُتبت مسودة الدستور الأمريكي ضمن سلسلة اجتماعات سرّية ترأسها جورج واشنطن، بغية الاستعاضة بها عن مواد الكونفدرالية السابقة. ووُزعت حوالي 500 نسخة مطبوعة من الوثيقة النهائية على المندوبين قبل انعقاد المؤتمر الدستوري في مدينة فيلادلفيا الأمريكية، التي أرست "أسس الديمقراطية الأمريكية وضمان الحقوق الأساسية للمواطنين".
وصادقت معظم الولايات على الدستور خلال العام التالي، ليدخل حيّز التنفيذ عام 1789.
وبين النسخ الأصلية للطبعة الأولى الصامدة والمعروفة، 11 نسخة تنتمي إلى مجموعات مؤسّساتية وحكومية، ضمنًا تلك الخاصة بالجمعية التاريخية لبنسلفانيا، ومحفوظات ولاية نيو جيرسي، ومكتبة الكونجرس.
ومن جهته وصف سيلبي كيفر، كبير اختصاصيي الكتب والمخطوطات الدوليين لدى دار سوثبى، عودتها إلى السوق بأنها "لحظة خاصة".
وتابع في البيان أنّه "في حين أن الأهمية الدائمة والبارزة للدستور غالبًا ما تشكّل محور نقاش هادئ اليوم، ذلك أنّ الحقيقة التي لا لبس فيها تبقى أنها أهم وثيقة في تاريخ الولايات المتحدة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة