شددت الأردن وروسيا على ضرورة العمل والتنسيق المشترك بين عمان وموسكو من أجل مواجهة التحديات جنوب سوريا واستقرار الأوضاع هناك.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك بين وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردنى أيمن الصفدى ووزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف عقب مباحثات ثنائية في مبنى وزارة الخارجية الأردنية بعمان اليوم الخميس.
وقال الصفدى إنه تم بحث العديد من القضايا الإقليمية والدولية والجهود المبذولة لمواجهة التحديات، منها الملف السوري خصوصا في الجنوب السوري، مشددا على ضرورة العمل المشترك لحل سياسي للأزمة السورية بما يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة في هذا الشأن.
ولفت إلى أن هناك تحديات كبيرة في الجنوب السوري والتواجد الروسي في جنوب سوريا يخفف من تلك التحديات.
وأكد أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى القضية المركزية الأولى للأردن والعالم العربي، مشيرا إلى التوافق الأردني والروسي بشأن ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
بدوره، قال وزير الخارجية الروسي إنه تم مناقشة القضية السورية، مشددا على ضرورة احترم قرارات الأمم المتحدة بشأن العمل على الحل السياسي.
وأضاف أن روسيا والأردن حريصتان على التنسيق والتشاور والتعاون من أجل تحقيق السلام في القضية السورية بما يتماشى مع التعاون العربي في إطار الجامعة العربية، لافتا إلى أن هناك عدم تعاون دولي بشأن توفير الاحتياجات الأساسية وخصوصا الغذائية من حيث إفاء الدول بتعهداتهات الإنسانية.
ورحب لافروف بقرارات القمة العربية التي اختتمت أعمالها بالجزائر أمس الأربعاء، مؤكدا أن هناك توافق روسي كبير بشأن هذه القرارات.
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشلون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، خلال مؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الحارجية الروسي سيرجي لافروف، "تركيزنا كان على الأزمة السورية خصوصا الوضع في الجنوب السوري والأخطار الكامنة في حال اللاستقرار التي تعمق معاناة أشقائنا وتهدد أممنا الوطني".. كاشفا عن أنه بحث مع لافروف الخطوات المطلوبة لتحييد هذا التهديد وتوفير الحد اللازم من الاستقرار في الجنوب السوري.
وأوضح أنه مع استمرار هذا الوضع في الجنوب السوري سيستمر الأردن بالقيام بكل ما يلزم لحماية أمنه الوطني، لافتا إلى أنه تم استعراض الجهود المبذولة للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية بمجملها وفق قرار مجلس الأمن 2245، حل يحفظ وحدة سوريا وتماسكها ويحمي سيادتها ويخلصها من الإرهاب ويضمن أمنها واستقرارها ويهيأ ظروف العودة الطوعية للاجئين ويعيد لسوريا عافيتها ودورها إقليميا ودوليا.
وأكد على ضرورة تشديد القرار 2642 الذي نعتبره في الأردن ضرورة لإيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري الشقيق وللتخفيف من معاناة أشقائنا.
وقال الصفدي إنه أطلع لافروف، على طرح الأردن الذي يبحثه الدول العربية "حول بلورة دور عربي جماعي قيادي في جهود حل الأزمة السورية".
وبشأن القضية الفلسطينية، حذر الصفدي من التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن استمرار الإجراءات التي تكرس الاحتلال وتقوض فرص تحقيق السلام.
وحول الأزمة الروسية الأوكرانية شدد الصفدي، على موقف الأردن القائم على ضرورة وقف النار فوريا والتوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة الروسية الأوكرانية وتبعاتها الصعبة التي طالت العالم كله.
وقال يحب ضمان احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن ومبادئ حسن الجوار وسيادة الدول وسلامتها الإقليمية بما فيها أوكرانيا ويحمي المصالح المشروعة لجميع الأطراف بما فيها روسيا.
وأكد الصفدي استعداد الدول العربية لـ "الإسهام في جهود حل الأزمة وفق هذه المبادئ وبما يعيد السلم والأمن"، مشددا على "أهمية تجديد اتفاقية تصدير الحبوب" عبر البحر الأسود، مشيرا إلى أنها "خطوة هامة للتخفيف من أثر الأزمة على الأمن الغذائي العالمي".
بدوره، قال وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف، "أولينا اهتماماً خاصاً للقضية السورية من باب ضرورة احترام قرار 2254 لمجلس الأمن ودعمنا موقفنا المشترك حيال ضرورة تأمين سيادة سوريا وسلامة أراضيها وكذلك الحق لا يتجزأ للسوريين لتقرير مصيرهم بأنفسهم احتراما لآراء كل مكونات الشعب السوري".
وأكد دعم روسيا لضرورة احترام كل الالتزامات الدولية السابقة الداعمة للقرارات الدولية، مشددا على ضرورة مساعدة دمشق من أجل تسهيل المعاناة للسكان من الجانب الغذائي.
وأضاف أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا هدفها حماية سكان إقليم دونباس.
وأشار إلى مواصلة التعاون مع الأردن في مجالات الزراعة والطب والتعليم، لافتا إلى قدوم قرابة 1500 طالب أردني إلى الجامعات الروسية، مؤكداً استعداد روسيا لتوسيع عدد المنح الدراسية على حساب الميزانية الروسية للطلبة الأردنيين.