تتغذى الحيتان، أكبر الحيوانات التي عاشت على الأرض على الإطلاق، على جسيمات بلاستيكية دقيقة على نطاق هائل، حيث أجرى باحثون في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا نمذجة الحيتان التي تتغذى على التلوث البلاستيكي كل يوم، ودمجوا مقاييس تركيز الجسيمات البلاستيكية في شمال المحيط الهادئ وسجلات مواقع علف الحيتان، وأظهرت نتائجهم أن حيتان البالينية التي تشمل الحيتان الزرقاء والحدباء والزعنفة، تأكل ما يصل إلى 10 ملايين قطعة من البلاستيك الدقيق كل يوم.
وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، تبتلع الحيتان الزرقاء أكثر من غيرها، لأنها تتغذى بشكل شبه حصري على حيوانات تشبه الروبيان تسمى الكريل.
قال الدكتور ماثيو سافوكا، باحث مشارك في الدراسة: "إنهم في السلسلة الغذائية أقل مما قد تتوقعه بسبب حجمهم الهائل، مما يجعلهم أقرب إلى مكان وجود البلاستيك في الماء".
هناك رابط واحد فقط: الكريل يأكل البلاستيك، ثم يأكل الحوت الكريل، ويُعتقد أن حيتان البالين قد تكون معرضة بشكل خاص لخطر كبير من ابتلاع البلاستيك الدقيق.
ويرجع ذلك إلى سلوكيات التغذية بالترشيح، والكميات الضخمة من الفرائس التي تأكلها وحقيقة أنهم يعيشون عادة في مناطق ملوثة، مثل تيار كاليفورنيا.
ومع ذلك، فإن البيانات المتعلقة باستهلاكهم اليومي من البلاستيك غير متوفرة وتحد من فهم المخاطر والآثار الصحية وكيف يمكن التخفيف من أي آثار.
قال كبير باحثى الدراسة جيريمي جولدبوجن: "تطورت مغذيات الترشيح الكبيرة مثل حيتان البالين لمعالجة وتصفية كميات هائلة من المحيط، لذا فهي تمثل حراس التغير البيئي بما في ذلك التلوث مثل الجسيمات البلاستيكية الدقيقة".
كما أنه في هذه الدراسة، التي نُشرت اليوم في Nature Communications، تُعرَّف اللدائن الدقيقة على أنها شظايا لا يزيد حجمها عن بضع حبات من الرمل.
كما أنه لبناء نموذجهم، استخدم الباحثون بيانات عن عادات تغذية الحيتان التي تعيش في المياه قبالة سواحل كاليفورنيا والتي تم جمعها بين عامي 2010 و 2019، وتم الحصول على البيانات الفسيولوجية والحركة من 191 حوتًا موسومًا، بينما تم تعيين عمق وكثافة بقع الأسماك والكريل بالقرب من مكان تغذيتهم باستخدام مسبار الصدى.
كما تم تجميع هذه البيانات مع قياسات تركيزات البلاستيك الدقيق لأعلى ولأسفل عمود الماء، ووجد أن حيتان البالين تتغذى في الغالب على 164 إلى 820 قدمًا (50 إلى 250 مترًا) تحت السطح، حيث توجد معظم المواد البلاستيكية الدقيقة.
