فكرة وجود مصاصى دماء من الأفكار الشعبية التى ظهرت فى نهايات القرن التاسع عشر، ولكن ما شكلها فى المقام الأول القصص والروايات، فظهرت شخصية دراكولا باعتبارها المعادل الأساسى لمصاص الدماء، وظهر مصاص الدماء في الدراما والقصص باعتباره شخصاً يتغذى على دماء البشر لأنها تعطيه القوة، كما ربطت بعض القصص بين مصه الدماء وأنيابه البارزة.
وبالعودة للتاريخ فلم يشع مصطلح مصاص دماء إلا فى أوائل القرن الثامن عشر، بعد تدفق خرافات عن مصاصي الدماء فى أوروبا الغربية من المناطق التى تكررت فيها أساطير عن مصاصي الدماء، مثل البلقان، وأوروبا الشرقية، وفقا لما ذكره كتاب Vampire in Myth and Literature لبرايان فروست.
وفى العصر الحديث، على الرغم من اعتبار مصاصى الدماء بوجه عام مجرد كيانات وهمية، لا يزال الاعتقاد بوجود مخلوقات مصاصة للدماء مماثلة، فعلى سبيل المثال هناك ما يسمى حيوان تشوباكابرا وهى أسطورة لا تزال قائمة في بعض الثقافات بدول أمريكا الجنوبية والوسطى، بل يمكن اعتبارها أساسا أسطوريا فى التراث الشعبي لأجزاء من الأمريكتين، وسجلت أول مشاهدة مزعومة لهذا الحيوان فى بورتوريكو، وأتى اسم هذا الحيوان من مهاجمة وشرب دم الماشية، لاسيما الماعز.
وتمت ولادة شخصية مصاص الدماء فى الخيال الحديث عام 1819 م مع نشر قصة مصاص الدماء لمؤلفها جون بوليدوري، وكانت القصة ناجحة إلى أقصى حد، ويمكن القول إن ذلك العمل لمصاصي الدماء كان الأكثر تأثيراً في أوائل القرن التاسع عشر.
ومع ذلك، فإن رواية دراكولا التى صدرت بنهايات القرن التاسع عشر وتحديدا عام 1897 لمؤلفها برام ستوكر لا يزال يتذكرها الناس باعتبارها رواية عن مصاصي الدماء، وقدمت الأساس لأسطورة مصاص الدماء الحديثة، وقد ولد من رحم نجاح هذا الكتاب شخصية مصاص الدماء التى انتشرت بعد ذلك في الدراما التليفزيونية والسينما بل اعتبرت من أساسيات أفلام الرعب.
وهناك مرض له أعراض تتشابه مع ما يقوم به مصاصو الدماء، وهو مرض البورفيريا، وهو مرض وراثى، ولكنه نادر جدًا؛ وينتج عن خلل فى عمل إنزيم الخاصة بتحويل مادة هيموجلوبين إلى مادة البورفيرين في الدم المسئولة عن نقل الأكسجين إلى مختلف أعضاء الجسم، وينتج عن ذلك الخلل في الانزيمات نقص مادة الهيموجلوبين، وتراكم مادة البورفيرين، التي تؤدى إلى تقرحات، وتآكل في الجلد، إذا تعرض الإنسان إلى ضوء الشمس، وأيضًا تقلص في عضلات الفم، والشفاه، مما يؤدي إلى ظهور الأنياب بشكل أكبر من الطبيعي.