أكد وارنر هوير رئيس بنك الاستثمار الأوروبى أنه ابتداء من 6 نوفمبر الجارى من المتوقع أن يعزز مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ فى شرم الشيخ بمصر التعاون بين أوروبا وإفريقيا، حيث عادت أوروبا مؤخرا إلى الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري فقط بأسعار أعلى.
وقال هوير في مقال نشر عبر موقع البنك :"في الواقع، يتحدث الغرب الغني كثيرًا عن الطاقات المتجددة ، بينما يشتري في نفس الوقت كميات هائلة من الوقود الأحفوري، كما أن دعوة أوروبا للتصنيع الأخضر لأفريقيا تعيد إلى الأذهان محاضرات الحقبة الاستعمارية حول ما ينبغي أو لا ينبغي أن تفعله أفريقيا ؛ باختصار: أوروبا لديها مشكلة مصداقية، ولا يضر هذا بالأوروبيين والأفارقة فقط ، بل يضر العالم كله، فقد تبين الصيف الماضي إلى أي مدى يهدد الاحترار العالمي بالفعل حياة الإنسان: الجفاف وحرائق الغابات في أوروبا، والفيضانات في آسيا وأمريكا اللاتينية، والعواصف المدمرة في الولايات المتحدة، في الوقت الذي عانت إفريقيا من توسع صحاريها".
وقال هوير إن الاتحاد الأوروبي لديه أهداف طموحة للتحول الأخضر لاقتصاده، إذ تهدف الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة إلى أن تصبح محايدة مناخياً بحلول عام 2050، بدءًا من خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55% بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 1990، وفي الوقت نفسه يريد الاتحاد الأوروبي مساعدة القارة الأفريقية المجاورة لإنتاج طاقة منخفضة الانبعاثات باستخدام الكهرباء من الرياح والشمس.
وجاء في مقال رئيس بنك الاستثمار الأوروبي أنه "بسبب أزمة الطاقة على وجه التحديد، نحتاج أخيرًا إلى توحيد الصفوف مع إفريقيا بشأن سياسة الطاقة، ومع ذلك، فإننا لا نتحرك في الاتجاه الصحيح ، فمع ندرة الوقود الأحفوري باهظ الثمن، تشتري أوروبا النفط والغاز المسال في جميع أنحاء العالم - بغض النظر عن التكلفة، ويتم بناء المحطات وخطوط الأنابيب الجديدة بسرعة قياسية".
وقال هوير إنه على سبيل المثال، تعرض ألمانيا مساعدة السنغال في تطوير حقول غاز جديدة - إذا تدفق الغاز بعد ذلك إلى أوروبا، فالأولوية القصوى لأوروبا هي تعويض النقص في إمدادات الغاز الروسي بسرعة لضمان أمن الطاقة في الشتاء.
وأشار رئيس بنك الاستثمار الأوروبي إلى أن القوة السياسية للمضي قدمًا في نفس الوقت في إعادة الهيكلة الصديقة للمناخ لنظام الطاقة غير متوفرة، فبالنسبة لمناقصات مزارع الرياح في ألمانيا، على سبيل المثال، هناك عدد قليل جدًا من المتقدمين، ومن المؤسف أن هذه الإدارة قصيرة المدى للأزمة بالتحديد هي التي تمنع نهاية مستدامة لأزمة الطاقة.
وتابع أن ذلك يحدث على الرغم من أنه كلما كان حلول الطاقة المتجددة محل الوقود الأحفوري أسرع، كلما تسارع تحقيق أوروبا للاستقلال الاستراتيجي، وخاصة عن روسيا.
كما سيكون التوسع المتسارع لطاقة الرياح والطاقة الشمسية وإنشاء شبكة ربط أوروبية حقيقية هي الطريقة الأكثر استدامة للحد من أسعار الغاز، وإذا لم ينجح الاتحاد الأوروبي في القيام بذلك، فإنه يواجه خطر الاضطرار إلى ضمان إمدادات كافية من الفحم وملء مرافق تخزين الغاز، بما يعني خروج الاحتباس الحراري العالمي تمامًا عن السيطرة.
وأوضح هوير أنه من ناحية أخرى ترى الدول الغنية بالموارد أن أزمة الإمداد في أوروبا فرصة للحصول على الدعم لتطوير حقول غاز جديدة في إفريقيا، حيث صاغ الاتحاد الأفريقي رسالة واضحة لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ مفادها أن أفريقيا تريد بناء محطات طاقة تعمل بالغاز، وتعتقد أنه بدون الطاقة الاحفورية لن تتمكن من الازدهار.
ورأى رئيس بنك الاستثمار الأوروبي أنه بات من الملح أكثر أن تصبح أوروبا، مع أخذ وجهة النظر الأفريقية على محمل الجد، رائدة في التوسع السريع للطاقات المتجددة، وأن تثبت أنها تدفع نحو تحولها الأخضر إلى الأمام بينما تظل مزدهرة اقتصاديًا. وإذا أرادت أوروبا أن تكون محايدة مناخياً بحلول عام 2050،فستحتاج إلى أفريقيا كشريك، ففي العديد من الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة لا يمكن استبدال الفحم والغاز إلا بالهيدروجين الأخضر.
وتابع في مقاله أنه في المستقبل، سيتعين إنتاج جزء كبير من هذه الطاقة في أفريقيا الغنية بالشمس والرياح، وكذلك في آسيا أو أمريكا اللاتينية، وتصديرها إلى الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أنه كما كان الحال في الثورة الصناعية، يعتمد نجاح أوروبا على دفع الابتكار بسرعة قياسية ونشر التقنيات الجديدة، مضيفا"لا تزال أوروبا تحتل الصدارة في مجال التكنولوجيا الخضراء أمام الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والصين، ونحن بحاجة إلى البناء على هذه القيادة. وسيكلف الاستثمار الأخضر في أوروبا الكثير من المال ، فوفقًا للمفوضية الأوروبية هناك 350 مليار يورو إضافية سنويًا حتى عام 2030. وباستخدام الأدوات المالية التي تجمع بين الضمانات الحكومية والقروض طويلة الأجل من بنوك التنمية والأموال من المستثمرين من القطاع الخاص، يمكن توفير الأموال للاستثمار، ويقف بنك الاستثمار الأوروبي على استعداد لتعبئة تريليون يورو للعمل المناخي في العقد الحالي".
واستطرد هوير في مقاله "لن تتمكن أوروبا من إقناع إفريقيا بالطاقات المتجددة إلا إذا ركز السياسيون أكثر على مزارع الرياح، وليس محطات الغاز المسال الجديدة فقط، كما يجب أن تصبح الألواح الشمسية على أسطحنا هي المعيار الجديد أيضًا. وإن كانت أفريقيا محقة في أن الازدهار لن يتحقق إلا بالطاقة الرخيصة،فإنه حتى قبل أزمة الطاقة، كانت الطريقة الأكثر فعالية من حيث التكلفة لإنتاج الكهرباء هي من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة