حدث عالمى على أرض مصر، حيث أجادت الدولة بكل مؤسساتها فى تنظيم وإدارة فعاليات قمة الدول أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للمناخ فى دورتها السابعة والعشرين cop27، بدءا من الاستعدادات الاستثنائية فى شرم الشيخ التى أصبحت أول مدينة خضراء فى مصر والشرق الأوسط، عبر منظومة متطورة من إجراءات النقل واللوجستيات والطاقة، حصيلة جهد الشهور الطويلة الماضية أثمر افتتاحا عالميا مبهرا، واستتبع شهادات إشادة دولية بدأت من سكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش وامتدت إلى عشرات القادة والرؤساء المشاركين.
أجادت مصر في التنظيم وكانت على قدر المسؤولية، تجسيدًا لإيمانها بأهمية الحدث، وترجمة عملية لمواقفها الإقليمية والدولية الداعمة للتنمية والشراكة والعمل مع الجميع من أجل مصلحة كل الأطراف، وبناء سياسات تنمية رشيدة ومستدامة تحفظ حقوق الأجيال الجديدة، ومن خلال تلك الرؤية عملت على تنظيم cop27بقدر عالٍ من الكفاءة والاحترافية، بدءا من تخطيط المدينة ومناطق الفعاليات واستقبال الوفود فى أوسع مشاركة دولية لقادة وزعماء عالميين، وصولا إلى القاعات ومناطق النشاط.
إشادات دولية منذ صباح الاثنين، موعد انطلاق القمة الرئاسية فى cop27 التى تتوزع على مدار يومى الاثنين والثلاثاء. كانت البداية بكلمات زعماء دول العالم من ضيوف القمة، ورؤساء وفود الدول المشاركة، وأشادوا جميعا بما لمسوه من كفاءة التنظيم وحُسن الاستقبال والضيافة. ولأن المصير واحد دعم زعماء دول العالم ضيوف قمة المناخ، الخطاب المصري في السلام ووقف الحرب، وأبدوا جميعاً توافقاً مع النداء العالمي الذي وجهه الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال كلمته بضرورة توقف الحرب الروسية الأوكرانية، والتي قال من خلالها :" أناشد قادة وحكام العالم التدخل لإيقاف الحرب الروسية الأوكرانية"، واستهل الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الأمارات كلمته قائلا:" أتوافق مع رئيس مصر في ضرورة إيقاف حرب روسيا وأوكرانيا".
وتوالت الإشادات، حيث وجه ما كي سال رئيس الاتحاد الأفريقى التحية إلى الرئيس السيسي على التنظيم وحفاوة الاستقبال قائلا:" بالنيابة عن أفريقيا أشكركم شكرا جزيلا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة على أرض مصر، مؤكداً بحديثة أن ذلك ليس غريباً على مصر، فيما قال محمد شهباز شريف رئيس وزراء باكستان أن بلاده تُقدر الجهود المصرية في استضافة قمة المناخ، وكذلك حرص ولي عهد الأردن الحسين بن عبد الله الثاني بدأ الكلمة بتوجيه الشكر لمصر على تنظيم القمة .
مؤشرات عدة كشف عنها نجاح اليوم الأول من قمة المناخ كان أبرزها، قدرة مصر ومكانتها على المستويين العالمي والإقليمي، التماهي مع قضايا الاهتمام الدولي، فضلاً عن دخول الأبعاد البيئية والمناخية كأحد ركائز السياسة الخارجية المصرية، والدعوة للسلام الدولي من خلال دعوة الرئيس اليوم لتسوية الأزمة الأوكرانية، الترويج لمكانة مصر وامكانياتها في توفير الطاقة النظيفة في التوجه نحو الاقتصاد الأخضر وتقليل الانبعاثات الحرارية.
القمة عكست أيضاً الاهتمام المصري بتمثيل إفريقيا والتحدث باسم القارة وهمومها، وطرح مشكلات الدول النامية وإيجاد حلول فعاله لزوالها، ورغبة القاهرة في فتح قنوات للتفاهم والحوار مع أطراف دولية مهتمة بقضايا البيئة، التنسيق الإقليمي مع السعودية والإمارات العربية المتحدة في قضايا البصمة الخضراء، والاتجاه نحو تنفيذ توصيات مؤتمر قمة مناخ باريس، والمبادرات التي ستعلن عنها مصر بنهاية cop27.
