صدر حديثًا كتاب "التغير المناخي وأثره على الصراعات في شرق أفريقيا" لـ نسرين الصباحى، عن دار نشر العربي. ويقول الكتاب:
تعكس غالبية السياسات الوطنية والإقليمية والدولية التي طرحت لمجابهة انتشار الصراعات الداخلية في شرق أفريقيا اهتمامًا كبيرًا بمعالجة أسباب الصراعات ذات الطابع السياسي، والمرتبطة بالسياق الأفريقي الوطني أو الإقليمي، بحيث نالت الأسباب السياسية اهتمامًا أكبر من أي نوع آخر من الأسباب خاصة تلك المتعلقة بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية.
كذلك، نالت أسباب الصراع ذات الطابع الأفريقي القدر الأكبر من الاهتمام الأمر الذي أغفل العديد من مسببات الصراع ذات الطابع الدولي كالتنافس بين القوى الكبرى على المصالح الإستراتيجية في شرق أفريقيا. وعلى الرغم من هذا التركيز الواضح على معالجة هذا النوع من مسببات الصراعات الداخلية في شرق أفريقيا دون الأخرى، جاء العائد من هذه السياسات محدودًا على نحو ما تأكد في انتشار العديد من الصراعات الداخلية في دول الإقليم وارتفاع حدتها بمرور الوقت.
ويلفت هذا التناقض الانتباه إلى الدور الذي تلعبه العوامل ذات الطبيعة العالمية وغير السياسية في تفجر الصراعات الداخلية في شرق أفريقيا واستدامتها. ويأتي التغير المناخي في مقدمة مسببات الصراعات الداخلية التي تتسم بكونها ذات طابع عالمي وغير سياسي بالدرجة الأولى، إلا أنه أثبت قدرة كبيرة على تفجير الصراعات الداخلية وإدامتها وتعقيد تسويتها في شرق أفريقيا. على هذا يتمثل التساؤل الرئيسي للكتاب في: إلى أي مدى أثر التغير المناخي على الصراعات الداخلية في دول شرق أفريقيا؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة