أبرزت صحف أمريكا اللاتينية أهمية مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ 2022، COP 27))، المنعقد فى مدينة شرم الشيخ إلى 18 نوفمبر، بالنسبة للقارة، ويجتمع قادة من أمريكا اللاتينية مع قادة دوليين آخرين من أجل الحصول على تمويل أكبر للتخفيف من تغير المناخ، حسبما قالت صحيفة " لاريبوبليكا" الكولومبية.
وبالنسبة لبلدان أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى، يعد COP27 اجتماعًا مهمًا لمواصلة الاضطلاع بالتزامات المناخ، لا سيما فى مجال التكيف، أى فى الحد من تعرض الناس والأقاليم لتأثيرات الاحتباس الحرارى، والوصول إلى اتفاقيات تسمح بالحفاظ على التنوع البيولوجى والموارد الطبيعية. أيضًا لتوسيع التمويل الدولى والتأثير على الحلول القائمة على الطبيعة ووضع أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى كجهة فاعلة مرجعية فى سوق الكربون الأولى، وفقا لتقرير نشرته صحيفة " التيمبو التشيلية".
وقالت رئيسة العمل المناخى والتنوع البيولوجى إليسيا مونتالفو: "دعونا لا ننسى أن بلدان أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى تعانى بشكل خاص من عواقب الكوارث الطبيعية، مع خسائر تصل إلى 3% من الناتج المحلى الإجمالى فى السنوات الأخيرة"، ولذلك فيعتبر هذا المؤتمر هاما من أجل القارة للتوصل لحل من أجل تخفيف عواقب تغير المناخ التى تؤدى إلى الكوارث الطبيعية.
على عكس البلدان الصناعية، التى تعطى الأولوية لتدابير التخفيف لمكافحة تغير المناخ، تركز أمريكا اللاتينية بشكل أكبر على التكيف، لذلك سيكون COP27 مكانًا جيدًا لضمان أن يكون لأصوات أمريكا اللاتينية ونُهجها وحلولها تأثير أكبر فى مفاوضات المناخ.
وقالت صحيفة "اكبانثيون" المكسيكية أن قمة شرم الشيخ تدور حول تدابير التخفيف (الحد من استخدام الوقود الأحفوري)؛ التكيف (خاصة لتمويل تكييف البنى التحتية لتغير المناخ)؛ التمويل الدولى (من الضرورى الاستمرار فى تخصيص الموارد للمشاريع الانتقالية نحو الاقتصادات النظيفة) ؛ الخسائر والأضرار (لأنظمة التعويض للدول الأقل تلويثًا، والتى من المفارقات أنها ستتلقى أسوأ آثار الاحتباس الحراري).
وأضافت إليسيا مونتالفو "لقد حضرنا هذه القمة بهدف "أن نصبح البنك الأخضر لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي" والمساعدة فى تحقيق الأهداف المناخية لبلدان المنطقة.
وبالمثل، وافقت الدول الأعضاء فى مجلس وزراء لجنة أمريكا الوسطى للبيئة والتنمية (CCAD)، الأسبوع الماضى فى سانتو دومينجو على تقديم إعلان توافقى إلى الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف، يكون فيه "النهج الإقليمى للتكيف"، مع التأكيد على أن التمويل لتحقيق ذلك "أولوية".
الأمازون وفصل سياسة الطاقة عن أزمة المناخ
كما تعتبر منطقة الأمازون من أهم القضايا التى سيتم مناقشاتها فى مؤتمر شرم الشيخ، حيث ابرزت كولومبيا والمكسيك والبرازيل وفنزويلا، اولوياتهم بالاهتمام بمنطقة الأمازون وكيفية الحفاظ عليها.
فيعتبر الرئيس البرازيلى الجديد لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، من ابرز قادة الحفاظ على المناخ ومنها الحفاظ على غابات الأمازون التى تعتبر رئة الأرض، والتى أصبحت مهددة فى الوقت الحالى بسبب إزالة الغابات إلى التحول إلى مجرد أعشاب السافانا، وبالتالى فإن نسبة ثانى اكسيد الكربون سترتفع فى الاونة القادمة، وهو ما تخشاه العديد من الدول لتأثيره السلبى على مكافحة تغير المناخ.
وتوجه الرئيس الكولومبى جوستافو بيترو إلى مصر، ليشارك فى مؤتمر المناخ COP27، المنعقد فى مدينة شرم الشيخ، وسيتحدث عن غابات الأمازون وضرورة إنقاذها، حيث أنه سيصر خلال خطابه على إنقاذ غابات الأمازون، وقال "يجب إنقاذ غابات الأمازون المطيرة لسببين أساسيين: أحدهما محلى، وهو أنه إذا انتهت هذه المنطقة، فلا توجد مياه فى كولومبيا، وإذا لم يكن هناك ماء، فلا توجد حياة. ولكن هناك سبب آخر أكبر وهو أن غابات الأمازون بأكملها".
كما يحضر صمويل جارثيا سيبولفيدا، حاكم نويفو ليون، ممثل لدولة المكسيك، cop 27، مع طرح أمر الفصل بين سياسة الطاقة والمناخ فى المؤتمر.
ويبحث جارثيا سيبولفيدا فى مشاركته عن البرامج التى توفر حلولا أفضل للعناية بالبيئة، كما يقدم المسئولون المكسيكيون التقدم المحرز فى التعاون حول برنامج العمل المناخى فى نويفو ليون ومنطقة مونتيرى الحضرية كمثال على التنسيق الوطنى للعمل المناخى، بالاضافة إلى ذلك سيحضر رئيس الولاية غدا الثلاثاء مؤتمر القيادة المسئولة للعمل المناخى ووتعزيز التعاون بين الشمال والجنوب الذى يسعى إلى دفع التكيف مع تغير المناخ بمشاركة جون كيرى ممثل البيت الابيض.
اما كوستاريكا فلديها مقترحات ملموسة حول كيفية تعزيز الإجراءات العالمية فى مكافحة تغير المناخ، من حيث الوصول إلى موارد أكبر لمهاجمة الطوارئ المناخية.
وأشارت صحيفة "مونومينتل" إلى أن من بين تلك المقترحات الإنذار المبكر، والتكيف، والمناظر الطبيعية الزراعية، والمحيطات، والخسائر والأضرار، بالإضافة إلى ذلك، ستسعى الدولة إلى وضع اقتراح مبتكر حول كيفية تفضيل تجارة السلع المنتجة فى المناطق التى توقفت فيها إزالة الغابات.
وسيحضر وزير البيئة، فرانز تاتنباخ، مع وفد كوستاريكا من ممثلى وزارة الزراعة والثروة الحيوانية (MAG) ووزارة الخارجية وMINAE وممثلو المنظمات البيئية.
وتسعى مصر، التى عززت خلال السنوات الماضية خططها نحو التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ باعتباره يشكل تهديدا وجوديا، على تهيئة الأجواء لحث جميع الأطراف على تعزيز الثقة المتبادلة والتى يمكن من خلالها تحقيق النتائج التى تتطلع إليها الشعوب فيما يتعلق بمواجهة أزمة تغير المناخ وتفادى كوارثها المدمرة.
ويهتم مؤتمر cop27 بتعزيز البعدين الإقليمى والمحلى للعمل المُناخى من خلال مبادرتين غير مسبوقتين، وهى مبادرة المنتديات الإقليمية الخمسة التى تمت بالتنسيق مع الأمم المتحدة وأسفرت عن نحو 400 مشروع إقليمى على مستوى العالم، حيث سيتم عرض 60 منها خلال مؤتمر شرم الشيخ لبدء التنفيذ الفعلى لها، ومبادرة المشروعات الخضراء الذكية التى أطلقتها الحكومة المصرية، وسيتم عرض نتائجها خلال المؤتمر كنموذج لتوطين العمل التنموى والمُناخي.