خطط وأفكار جديدة علي مائدة الفنان هاني النابلسي مدير عام الفرقة القومية للفنون الشعبية استعدادا لاحتفالية ضخمة بمناسبة مرور 62 عاما على إنشاء تلك الفرقة العريقة التي تعد من أهم وأقدم فرق الفنون الشعبية في مصر فيرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1960 بقرار من الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة في ذلك الوقت واستعانت الفرقة في بدايتها بمجموعة من خبراء الفن الشعبي في الاتحاد السوفييتي في مجالات الرقص والموسيقى وكان أبرزهم خبيرالفنون الشعبية رامازين.
وكشف الفنان هاني النابلسي لليوم السابع عن بعض ملامح الاحتفال قائلا: نستعد لهذا الحدث المهم للتعريف بتاريخ تلك الفرقة وأشهر روادها سواء من هم علي قيد الحياة أو من رحلوا ، ومنهم الدكتور حسن خليل المخرج والفنان ومصمم الرقصات الشهير الذي مازال عطائه مستمرا في الفرقة ،وأيضا الفنان كمال نعيم فهو أحد أعمدة الفرقة ومن مشاهيرها .
الفرقة القومية للفنون الشعبية كان الهدف من انشائها التأصيل لكافة الرقصات الشعبية بتعبيراتها الحركية وملابسها واكسسواراتها وبما تشمله من العادات والتقاليد من خلال الاستعانة بالمنهج العلمي ونقله الى خشبة المسرح بعد اعادة صياغته. وتعتمد الفرقة حاليا على الخبرة المصرية في مجال التصميم والموسيقى ويبلغ عدد راقصيها الآن 45 راقصاً أما الراقصات فعددهم 35 راقصة في حين أن الفرقة عند تأسيسه منذ 41 عاما كانت تضم 56 راقصاً وراقصة فقط.
وعن أشهر رقصاتها قال النابلسي : أم الخلول والمانبوطية أشهر رقصاتها ورغم ان فرقة رضا هي الأقدم والأكثر شهرة الا ان رقصات الفرقة القومية رسخت في وجدان الجماهير حيث تميزت بالاغراق في المحلية والبحث عن رقصات تمثل البيئة بكل ماتحويه من تفاصيل تعكس طبيعة هذه البيئة، فمن المدن الساحلية جمعت رقصات تعبر عن واقع الصيادين وكان من أهم رقصاتها في هذا المجال رقصة أم الخلول الشهيرة حيث نجحت الفرقة في مسرحة طقوس الصيادين واحتفالاتهم بيوم عمل ورزق وفير واختارت أم الخلول من قواقع البحر نظرا لاهميتها ومكانتها الخاصة عندهم فصاغت كلمات محلية رشيقة عبرت عن هذه الطقوس على ايقاع رائع ونالت رقصة المانبوطية نفس الاهمية عند الجماهير فاقبلت على عروض الفرقة ، وكانت هذه الرقصة بالتحديد ضمن برنامج الفرقة الاساسي لسنوات لطويلة حتى ان التليفزيون صورها في الستينيات أيام الأبيض والأسود وكانت من فقراته المكررة والمحببة للجمهور وخاصة في الاستراحة بين شوطي مباريات كرة القدم ثم اعاد التليفزيون تصويرها مرة اخرى بالألوان بعد ذلك وكانت هذه الرقصة سببا في تعريف تلك المهنة لكل المصريين كما كانت سببا في شهرة اثنين من أهم أعضائها هما عايدة رياض ومشيرة إسماعيل اللتان اتجهتا بعد ذلك للتمثيل.
يذكر أن اشهر رقصات الفرقة " رقصة التنورة " المستوحاة من الطقوس الصوفية المولوية، نقلت الفرقة و" رقصة الغوازي" الشهيرة بمدينة سناط بالدقهلية وتسمى ايضا "رقصة الغجر" وفيها تظهر مهارة الفتيات في الرقص بالعصا والصاجات على انغام المزمار البلدي، ومن الرقصات الشهيرة للفرقة "رقصة الحصان" وهي مستوحاة من رقص الحصان العربي الذي يجيد الحركة على ايقاعات وانغام المزمار البلدي ويتميز بالذكاء وطاعة معلمه ، كما قدمت الفرقة خلال مشوارها الطويل رقصة الحجالة الشهيرة من محافظة مرسى مطروح النائية حيث أن من العادات الشعبية في هذه المنطقة ان تختار العروس عريسها على عكس ماهو موجود وسائد، وفي اطار مراسم الزواج ، وايضا نقلت الفرقة طقوس الزواج بمنطقة النوبة، كما قدمت الفرقة "رقصة الدبكة" المعروفة في سوريا ولبنان ورقصة الشمعدان على انغام الموشحات الاندلسية وكانت تسمى "رقصة الهوانم " حيث كانت تقدم في القصور الملكية.
وجدير بالذكر أن هذه الفرقة تولى ادارتها خلال 41 سنة 11 مديرا كان أولهم أحمد سعد الدين عام 1960 ثم طاهر أبوزيد ومحمد أبوالعنين ورشدى صالح وحسين مهران ود.ابراهيم حمادة ثم سامي يونس وشعبان أبوالسعد ويحيى زكي وعبدالرحمن خليل ومحمد خليل وسامي يونس و كمال نعيم الذي اسندت اليه ادارة الفرقة منذ عام 1994 ويتولي ادارتها حاليا الفنان هاني النابلسي .
حاليا تهتم الفرقة بتدوين تراثها الفني فانشأت مكتبة فنية تضم شرائط لعروضها الموسيقية الشعبية التي جمعتها من الاقاليم واستعانت بها في عروضها وافلاما تسجيلية وصورا فوتوغرافيا وارشيفا ضخما للدعاية والمطبوعات الخاصة بها في عروضها داخل مصر وخارجها وكذا للمقالات النقدية التي تناولت عروض الفرقة، وكانت الخطوة التالية انشاء مدرسة للفرقة من الاطفال لانشاء جيل جديد يمثل امتدادا لها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة