لليوم الثالث على التوالى، شهدت قمة المناخ كوب27 مشاركة نشطة من قبل الوفود المشاركة فى التفاوض وممثلى القطاع الخاص والشركات وكذلك المنظمات من مختلف أنحاء العالم، ورفعوا جميعهم شعار "لم يعد يبق وقت نضيعه" لمواجهة آثار تغير المناخ، ودعوا زعماء العالم بتحويل هذه القمة إلى "قمة تنفيذ" فعلية.
وقال أليكسيس ليروى، الرئيس التنفيذى ومؤسس مجموعة شركات "ألكوت"، وهى شركة أوروبية المنشأ ، إن هذه ليست المرة الأولى التى يشارك فيها بقمم المناخ، وإنما المرة السابعة، حيث يمثل القطاع الخاص في هذا المحفل الدولي.
وأكد فى تصريح خاص لليوم السابع على هامش المشاركة فى فعاليات القمة فى اليوم الثالث، أن الوقت ينفد وينبغى اتخاذ إجراءات حاسمة الآن، موضحا أن القطاع الخاص لديه قدرة على التنفيذ لا يمكن الاستغناء عنها، ولديه القدرة على بناء قدرات الملايين من الشباب الذين سيكونون هم قادة العالم غدا.
وأشار إلى أنه جاء لتوجيه الانتباه إلى أهمية ضخ استثمارات تقدر بمليارات الدولارات من أجل تمويل المشروعات التي تكافح تغير المناخ.
أليكسيس ليروى
كما شدد على أهمية التعاون من أجل توفير التمويل والتسعير العادل لتداول إنبعاثات الكربون، مشيرا إلى أنه من الضرورى أن يكون هناك إطار دولى، مثل المادة 6 فى اتفاقية باريس، وهى المادة ضمن بنود اتفاقية المناخ الموقعة في باريس عام 2015، الخاصة بإنشاء ودعم سوق دولية لتعويضات الكربون، والتي تعد أهم بنود التفاوض في القمة. ويُقصد بتعويضات الكربون خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة لتعويض الانبعاثات في منطقة أو بلد أخرى، وتُقاس تلك التعويضات بطنّ ثاني أكسيد الكربون المكافئ.
وحول دلالة استضافة قمة المناخ هذا العام فى مصر كممثل عن الدولة الأفريقية الأكثر تضررا من آثار تغير المناخ، قال إن هذا أمر مهم للغاية معربا عن أمله أن يتم التوصل إلى نتائج حاسمة وناجحة خلال القمة وأن ننتقل من مرحلة المناقشات والتفاوض، لهذا من الأهمية مناقشة الخسارة والضرر حيث أن العالم مدين لأفريقيا.
وأوضح أنه شركته عملت فى مجال المناخ والتمويل والاستدامة على مدار 14 عاما، ومن خلال هذه الخبرة يمكنه القول إن محادثات المناخ خاصة المشابهة لتلك التى تم مناقشتها فى إطار إتفاق كيوتو واتفاق باريس تضع لغة دولية حول الاستدامة والتأثير ونريد أن تكون أفريقيا حاضرة بقوة في المناقشات الحالية.
وقال إن اتفاقية باريس ليست اتفاقية مناخية وإنما اقتصادية وما ندعو له هو وجود سياسات اقتصادية عادلة تتيح للدول أن تبيع حصتها فى سوق الكربون إلى الدول الغنية بسعر عادل وليس أرخص من المعدلات التى تبيعها فى الدول المتقدمة، لافتا إلى ضرورة الأخذ فى الاعتبار أن 80% من الانبعاثات تصدر من دول مجموعة العشرين، معتبرا أنه لا ينبغى انتظار المؤسسات الدولية مثل البنك الدولى لتحدد ما هو السعر العادل لسوق الكربون وإنما ينبغى أن تتحمل الدول هذه المبادرة.
ومن جانبها، قالت كايتى هافلينج، المدير التنفيذى لتحالف الممرضين من أجل بيئة صحية، وهى منظمة أمريكية مقرها العاصمة واشنطن، إن مشاركتها فى قمة المناخ كوب27 هدفها نقل صوت الممرضين حيث أنهم يشكلون الجزء الأكبر من القوة العاملة فى قطاع الصحة، ويقدر عددهم حول العالم بحوالى 28 مليون شخص، وأضافت أن القمة فرصة للعاملين فى القطاع بتبادل الخبرات وللعمل معا من أجل التصدى لتغير المناخ.
وأضافت فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" على هامش فعاليات قمة المناخ كوب 27 أن التعاون والعمل معا لصالح قضية واحدة مثل تغير المناخ سيكون له أثر إيجابى وحقيقى فى التغيير لاسيما فيما يتعلق بالصحة ومنع الأمراض والوقاية منها.
وأكدت أن دورها هو التأكد من أن الوفود المشاركة فى التفاوض تضع الصحة فى طليعة المحدثات.
كايتى هافلينج
وحول دلالة انعقاد القمة فى مصر كممثل عن إفريقيا، قالت هافلينج إن كوب 27 هى قمة المناخ الثانية التى تحضرها وشعرت بفارق تمثيل الوفود الإفريقية فى هذه القمة مقارنة بقمة جلاسكو العام الماضى، لهذا تحمل هذه القمة أهمية خاصة لاسيما بالنسبة لقارة تتضرر أكثر من غيرها من آثار تغير المناخ. وأعربت عن سعادتها للاستماع إلى ما يريد أن يقوله الأفارقة حول هذا التحدي الضخم.
وبسؤالها حول الأضرار التى تسببها الدول الغنية للعالم، واستثمار دول مجموعة العشرين ومنها الولايات المتحدة فى الوقود الأحفورى بمعدلات أعلى من قبل عام 2021، قالت هافلينج إن الأمر مثير للإحباط خاصة بالنسبة لها كمواطنة أمريكية، داعية دولتها لأن تكون نموذجا وتقود العالم بالابتعاد عن الوقود الأحفورى، الذى لا يؤثر فقط على المناخ ولكن كذلك على الصحة وتلوث الهواء.
وأوضحت أن منظمتها تقوم بإعداد وإشراك الممرضات لضمان الصحة البيئية لجميع الناس ، والتغلب على التفاوتات في الصحة البيئية ، وشفاء مجتمعاتنا والأرض للأجيال الحالية والمستقبلية.
أما كلير مارتن، نائبة رئيس مجموعة CMA CGM الفرنسية للشحن واللوجيستيات، فقالت إن هدف مشاركتها كأحد الممثلين عن القطاع الخاص فى قمة المناخ كوب 27 هو تأسيس استراتيجية إزالة الكربون والدعوة للوصول إلى صفر انبعاثات بحلول عام 2050، والعمل فى الوقت نفسه على التنوع البيولوجى وحماية البيئة واستعادتها للتعويض عن انبعاثات الكربون.
كلير مارتن
وأضافت فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" على هامش فعاليات قمة المناخ كوب 27، أن استضافة مصر لقمة هذا العام، كممثل عن أفريقيا إشارة مهمة وإيجابية للغاية للمجتمع الدولى، مفادها أننا جميعا علينا مشاركة خبراتنا وسبل التمويل ومهاراتنا من أجل تحسين وضع أزمة المناخ، ولا يوجد مكان أفضل من فعل ذلك من أفريقيا، الأكثر تضررا من أزمة المناخ.
وحول رسالتها لقادة العالم المجتمعين فى شرم الشيخ، دعت مارتن قادة العالم لعدم توفير طاقتهم لتغيير الوضع الحالى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة