كوستاريكا في المونديال.. أحفاد حضارة الأنديز الذين عانوا بعد عصر كولومبوس

الخميس، 01 ديسمبر 2022 08:30 م
كوستاريكا في المونديال.. أحفاد حضارة الأنديز الذين عانوا بعد عصر كولومبوس المنتخب الكوستاريكى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انطلقت مباراة المنتخب الكوستاريكي أمام المنتخب الألماني من أجل تحديد صاحب البطاقة الثانية من المجموعة الخامسة ضمن منافسات كأس العالم، حيث يحتاج الأول للفوز فقط من أجل ضمان التأهل إلى الدور التالي من البطولة، دون النظر إلى نتيجة المباراة الأخرى في نفس المجموعة التي تجمع المنتخب الإسباني أمام نظيره الياباني.
 
ينتمي السكان الأصليون لكوستاريكا إلى العصر المتوسط الذي تداخلت فيه حضارتي الأنديز ووسط أمريكا، تأثر الشمال الغربي للبلاد والمعروف بشبه جزيرة نيكويا بحضارة الناواتل وذلك بعد احتلال الكونكيستدور الإسبان لكوستاريكا في القرن السادس عشر، أما باقي البلاد فقد تأثّرت بشكل كبير بالقبائل الناطقة بلغة شيبشا.
 
كان تأثير السكان المحليين على كوستاريكا الحديثة ضئيلاً نسبياً مقارنةً بتأثيرهم على الدول أخرى، حيث أثرت ثقافة المستوطنين الإسبان على أغلب السكان المحليين عبر الزواج المختلط خاصةً بعد تضاؤل عددهم بسبب المعاملة السيئة التي تلقوها من المستوطنين وتفشي الأمراض المعدية كالجدري، إلا أن مجموعات صغيرة من السكان الأصليين تمكنت من مواجهة الغزو الثقافي الإسباني أهمّها قبائل البريبري وبوروكا التي تسكن جبال كورديليرا دي تالامانكا جنوب كوستاريكا قرب الحدود مع بنما.
 
بدأ العهد الاستيطاني الإسباني بوصول كرستوفر كولمبس سواحل كوستاريكا الشرقية سنة 1502 لحقته حملات استكشافية متعددة أفضت إلى تأسيس أول مستوطنة وهي فيلا بروزيلاس سنة 1524.
 
كانت كوستاريكا مقاطعة خاضعة لجواتيمالا التابعة لمملكة إسبانيا الجديدة (أي المكسيك)، تسببت عدة عوامل في جعل كوستاريكا منطقة فقيرة ومعزولة وقليلة السكان، حيث وصفها حاكم إسباني عام 1719 بالمستوطنة الأفقر والأكثر بؤساً في أمريكا، وكان من أهم تلك العوامل: بُعدها عن العاصمة في غواتيمالا وحظر التبادل التجاري مع بنما وأجزاء من غرانادا الجديدة وشح الموارد الطبيعية مثل الذهب والفضة.
 
كما أدت قلة الأيدي العاملة بين السكان الأصليين إلى جعل كوستاريكا مجتمع فلاحي انفرادي مستقل وجب فيه على الجميع، بما فيه الحاكم، الاشتغال بالفلاحة لضمان العيش، هذا التقليد جعل من كوستاريكا ديمقراطية ريفية غابت عنها الطبقية والاستبداد، إلى غاية انتقال المستوطنين الأسبان إلى الهضاب حيث اكتشفوا أراضٍ بركانية خصبة ومناخاً ألطف مما هو عليه في المنخفضات.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة