يحتفل العالم سنوياً بيوم حقوق الإنسان فى 10 ديسمبر، وهو التاريخ الذى اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة، الإعلان العالمى لحقوق الإنسان فى عام 1948، هذا الإعلان الذى يتألف من ديباجة و30 مادة تحدد مجموعة واسعة من حقوق الإنسان والحريات الأساسية بدون أى تمييز على أساس الجنسية، أو مكان الإقامة، أو الجنس، أو الأصل القومي، أو العرقي، أو الدين، أو اللغة، أو أى وضع آخر.
وتحتفل الأمم المتحدة بالذكرى السنوية الـ 75 لاعتماد الإعلان العالمى لحقوق الإنسان فى 10 ديسمبر 2023، وبهذه المناسبة أطلقت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان حملة 30 × 50 والتى تستمر لمدة عام بهدف التوعية بالإعلان العالمى لحقوق الإنسان وأهميته، حيث تسلط الحملة الضوء على الـحقوق الواردة فى الـ 30 مادة التى يتضمنها الإعلان العالمى خلال 50 أسبوع. وذلك إيماناً منا بدور منظمات المجتمع المدنى بضرورة التوعية ونشر وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان، حيث تأمل مؤسسة ماعت من خلال هذه الحملة فى تعزيز المعرفة بالإعلان العالمى لحقوق الإنسان باعتباره مخططًا أساسيًا تسترشد به الإجراءات العملية الرامية إلى الدفاع عن حقوق الإنسان ومعالجة القضايا العالمية الملحّة فى عالمنا اليوم.
وستركز الأمم المتحدة خلال احتفالها بمرور 75 عام على الإعلان العالمى لحقوق الإنسان على ثلاث أهداف رئيسية وهى "التعليم" من خلال زيادة المعرفة والوعى العالمى بالإعلان العالمى لحقوق الإنسان وأهميته الدائمة لعصرنا وللمستقبل؛ وإظهار كيف وجه الإعلان عمل الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. والهدف الثانى هو "تعزيز تغيير الموقف" من خلال مواجهة التشكك المتزايد فى حقوق الإنسان والتراجع عنها. بالتأكيد على أن حقوق الإنسان ليست نسبية أبدًا ويجب دائمًا التمسك بها على أنها توحد البشرية جمعاء والهدف الثالث هو "التمكين" من خلال تقديم المعرفة والأدوات الملموسة لمساعدة الناس على النضال بشكل أفضل من أجل حقوقهم.
وجاء شعار هذه العام فى الاحتفال بيوم حقوق الإنسان تحت عنوان "الكرامة والحرية والعدالة للجميع" والدعوة إلى العمل هى قوموا ودافعوا عن حقوق الإنسان #StandUp4HumanRights.،، وشدد الإعلان العالمى لحقوق الإنسان فى ديباجته على "الاعتراف بالكرامة المتأصلة فى جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام فى العالم."
وفى هذا السياق، قال الخبير الحقوقى الدولى ورئيس مؤسسة ماعت أيمن عقيل أن الاحتفال باليوم العالمى لحقوق الإنسان كل عام، يسهم فى التذكير بأهمية احترام حقوق الإنسان، ويشحذ الهمم من أجل بناء عالم يعزز ويحترم ويحمى حقوق الإنسان، مضيفا أن العام القادم يشهد حدثاً مهماً وهو الاحتفال بالذكرى 75 للإعلان العالمى لحقوق الإنسان.
وأضاف أيمن عقيل أنه وعلى الرغم من أن الإعلان ليس بوثيقة ملزمة، إلا أنه شكل مصدر إلهام لإعداد أكثر من 60 صكًا من صكوك حقوق الإنسان، والتى تشكل مجتمعةً معيارًا دوليًا لحقوق الإنسان.
وطالب عقيل بضرورة احترام أوسع للقيم التى رسخها الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، واستلهمتها لاحقاً الاتفاقيات والبروتوكولات، والإعلانات الأخرى، ذات الصلة بحقوق الإنسان، مؤكداً أن إعمال حقوق الإنسان ليس ترفاً، بل هو أساس لبناء المجتمعات الديمقراطية، وأساس لتحقيق التنمية فى جميع المجالات، وهو السبيل الأهم لمحاربة قوى التطرف العنيف.
وعبرت مؤسسة ماعت عن أمالها بأن تبذل الحكومات وغيرها من الفاعلين فى مجال حقوق الإنسان، جهداً أكبر فى نشر الوعى بالقيم وبالحقوق الواردة فى الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، من أجل تمكين الجميع من الاطلاع على قيم حقوق الإنسان، فاحترام وتعزيز وحماية حقوق الإنسان يبدأ بالوعى وبالإدراك العميق، وبتوافر الإرادة لدى الجميع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة