شخصيات ورموز مصرية كانت وما زالت مؤثرة، ولها صيت كبير، سواء على المستوى المحلى أو العربى والعالمى، أثرت وتؤثر فينا، فى مجالات كثيرة ومتنوعة سواء فنية أو علمية أو دينية أو اقتصادية أو سياسية وغيرها الكثير والكثير.
ويحرص «اليوم السابع» على إعادة حكايات تلك الرموز وتاريخها المُضىء، وفى إطار حرص الدولة وتوجُهها بإحياء الهوية المصرية ورموزها، حفاظا على تاريخنا العريق وللاستفادة من تلك القصص المُلهمة، وتقديم القدوة الحسنة للشباب والأجيال القادمة، وذلك من خلال تناول بروفايل لأبرز الشخصيات المُتميزة فى مصر، أسبوعيا على صفحات «اليوم السابع».
أحد مبدعينا الأفذاذ الذين وهبهم الله مواهب متعددة فمنحونا فيضا من الإبداع المتنوع والمستمر عبر الأجيال، قد لا تصدق أحيانا أن كل هذه المواهب اجتمعت فى شخص واحد٫ وأن كل هذا الإبداع مصدره موهوب واحد جمع له الله من المواهب والعطاء ما لم يتوافر لغيره٫ فأبدع فى عمره القصير ما يبقى لمئات السنين ولأجيال عاشت بعده.
أبوالسعود الإبيارى، اسم من هذه الأسماء التى حباها الله بفيض من المواهب ليكون أحد أهم العلامات البارزة فى تاريخ الفن المصرى والعربى والعالمى، فحين يذكر اسمه تتداعى إلى ذهنك مئات الأعمال الخالدة والمتنوعة التى لا يستوعب عقلك كيف ومتى كتب كل هذه الإبداعات وقد رحل فى عمر لم يتجاوز 59 عاما، ولكن يساوى حجم ابداعه مئات السنين.
«الإبيارى» صانع البهجة والنجوم، الأديب والمؤلف والكاتب الصحفى الذى كتب أهم وأكبر عدد من القصص والسيناريو والحوار لمئات الأفلام والمسرحيات ومؤلف أشهر وأجمل الأغانى والإيفيهات، صانع النجوم ومكتشفهم، الملقب بعشرات الألقاب التى لا تتسع اتساع مواهبه، ومنها: «أستاذ الكوميديا، موليير الشرق، النهر المتدفق، جوكر الأفلام، منجم الذهب، الجبل الضاحك».
الإبيارى أحد أهم صناع السينما، حيث قدم للسينما أكثر من 500 فيلم من أهم أفلامها وهو ما يتجاوز نسبة 15% من الأفلام المصرية، كما كتب أروع الأغانى التى يتجاوز عددها 300 أغنية، وألف مئات المسرحيات، وعرف بأنه أسرع كتاب القصة السينمائية وأكثرهم إنتاجا، كما عمل بالصحافة وكتب العديد من المقالات لمجلة الكواكب وغيرها.
إبداعات النهر المتدفق.. يا صفايح الزبدة السايحة، يا براميل القشطة النايحة، ده أنا جنب منك أبقى مارلين مونرو، ما تستعجبشى ما تستغربشى فى ناس بتكسب ولا تتعبشى وناس بتتعب ولا تكسبشى»، من منا لا يحفظ هذه العبارات التى نسجها أبوالسعود الإبيارى فى الوجدان المصرى والعربى؟ ومن منا لا يعشق كوميديا وأفلام إسماعيل ياسين، وعبدالفتاح القصرى، وفريد الأطرش، ومحمد فوزى؟ ومن منا لم يردد الأغانى الراسخة فى الذاكرة والعابرة للأجيال مثل «يا نجف بنور، ولا يا ولا يابتاع التفاح، البوسطجية اشتكوا، لقيته وهويته شادية، يا عواذل فلفلوا، أنا قلبى دليلى، العدس الليلة ليلة عيده نعيمة عاكف، يا رايحين للنبى الغالى، معانا ريال، إحنا التلاتة سكر نباتة»؟، وغيرها عشرات المونولوجات والإسكتشات والأوبريتات ومنها «عنبر العقلاء، عاوز أروح»، وغيرها الكثير والكثير من الإبداعات التى لا تعد ولا تحصى، التى كتبها العبقرى المبدع أبوالسعود الإبيارى.
فمن يصدق أن من كتب مونولوج «عاوز أروح» هو نفسه من كتب أنا قلبى دليلى، ويارايحين للنبى الغالى؟ ومن كتب أفلام «الزوجة رقم 13، وطاقية الإخفاء، وصغيرة على الحب، وإنت حيبى، والفانوس السحرى، وسكر هانم»، وأشهر أفلام إسماعيل ياسين هو ذاته من كتب أفلام اليتيمتين، وست البيت، وظلمونى الناس، وأخلاق للبيع لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة؟
ولد أبوالسعود الإبيارى عام 1910 فى حى باب الشعرية، وظهرت مواهبه وهو طفل، فكتب الزجل فى مجلة «الأولاد» وأعجب بالكاتب الكبير بديع خيرى كزجال ومؤلف مسرحى، وتتبع خطاه، وشجعه بديع وتبنى موهبته، وورث الإبيارى عن أستاذه الكثير من المواهب.
حاول الإبيارى الالتحاق بمعهد الموسيقى، لكنه فشل فى الغناء، كما فشل فى العمل منشدا مع أحد المطربين، وكتب 50 أغنية وعرضها للبيع ﻹحدى شركات الأسطوانات فاشترت الشركة اﻷغانى منه بسعر 5 قروش للأغنية الواحدة، وكان أول مونولوج يكتبه أبوالسعود الإبيارى، هو «بوريه من الستات» للمونولوجست سيد سليمان وحقق نجاحا كبيرا وكتب إسكتشات فكاهية لفرقة بديعة مصابنى، وبعدها اقتحم مجال السينما، وكتب القصة والسيناريو والحوار للعديد من الأفلام، والعديد من الروايات المسرحية.
موليير العرب يتحدث عن مشواره.. وفى حوار نادر مع موليير العرب، أبوالسعود الإبيارى، فى الخمسينيات، وفى منتصف طريق شهرته تحدث عن بداياته، مشيرا إلى أنه كان وهو تلميذ فى الابتدائى متفوقا فى مادة الإنشاء، وبعد أن حصل على الشهادة الابتدائية التحق بالمدرسة الثانوية، لكنه رسب فيها 3 سنوات، فحول أوراقه إلى مدرسة الفنون والصناعات وظل فيها أيضا 3 سنوات ولم يفلح، وقال الإبيارى إنه لم يرسب فى المدرسة بسبب غبائه، ولكن بسبب انصرافه عن الدراسة إلى شارع عماد الدين، حيث تعلق بهواية كتابة الروايات التى كان يحملها ويسير بها فى شارع عماد الدين، ولكنه لا يجروء على عرضها على أصحاب الصالات والمسارح.
وقال أبوالسعود: «مثلى الأعلى فى التأليف هو أستاذى بديع خيرى، وكنت أذهب إلى مسرح الريحانى لأستمع إلى الروايات وكأنى طالب يستمع إلى محاضرة شيقة، وكنت أزور بديع خيرى فى بيته، ومكتبه، أقرأ عليه مؤلفاتى وكان يشجعنى بكلمات عذبة، وكنت أتصل بنجيب الريحانى، وأذهب إلى القهوة التى يلعب فيها الطاولة مع أصدقائه، وأجلس إلى جواره كالصنم، أسمعه يتكلم ويضحك، وهكذا كنت أمضى وقتى».
وعن أول خطواته فى طريق التأليف قال: «ذات يوم أحسست أننى أنتجت ما يستحق التسجيل، فحملت روايتى وطرقت باب بديع خيرى فى شبرا، وأمضيت معه 3 ساعات أقرأ له وأفسر والرجل صامت منصت فى أدب وحياء، ثم قال لى بهدوء: سيكون لك شأن فى التأليف بعد مدة وليس الآن»، وشعرت أنه صدقنى القول ولم يجاملنى، ففرحت».
وعن أول رواية له قال الإبيارى: «أول رواية لى كان عنوانها «خليك بدالى»، وهى رواية من فصل واحد، ولكننى أحسست بسخافتها فأودعتها درج مكتبى، ولم أعرضها على أحد، ثم ألفت رواية «أبطال الحب» سنة 1933 وعرضت على مسرح الفانتازيو الذى كانت تشغله بديعة مصابنى، وتقاضيت 150 قرشا ثمنا لهذه الرواية التى حققت نجاحا كبيرا، وحفزنى نجاح هذه الرواية على مداومة الكتابة لمسرح بديعة».
وأشار الإبيارى إلى أن بديعة مصابنى لم تكن مقتنعة بجدوى هذه الروايات فى البداية، فكافح حتى استطاع إقناعها بأن تسمح له بنصف ساعة لعرض روايته، فقبلت على مضض، وشارك فى تمثيل هذه الروايات أبطال المسرح فى هذه الفترة، ومنهم بشارة وكيم، وكمال المصرى، وعبدالفتاح القصرى، حتى شعر الجمهور أن هذه الروايات أصبحت جزءا من مسرح بديعة، ونالت إعجابهم، فارتفع أجره عن الرواية من 150 قرشا إلى ثلاثة جنيهات، ثم إلى خمسة، وكان يؤلف روايتين فى الشهر، وعندما تأكدت بديعة من نجاح هذه الروايات عينته بمرتب شهرى، قدره ثلاثون جنيها على أن يقدم روايتين كل شهر.
وعن اتجاهه للكتابة للسينما، قال موليير العرب، إنه بعد نشوب الحرب العالمية الثانية، وتغير الجمهور ونظام العمل بالمسرح، حيث أصبح الجنود الإنجليز هم الزبائن الذين لهم الاعتبار الأول عند أصحاب الملاهى، الذين بدأوا فى تخفيض نفقات التأليف، ليهبط راتبه من ثلاثين إلى عشرة جنيهات، حتى تم الاستغناء عن خدماته، وخرج من مسرح بديعة وهو لا يملك سوى 6 قروش، كما أكد خلال حواره.
وأشار الإبيارى إلى أنه جلس فى مقهى تحت منزله، وكان يسكن وقتها فى الضاهر، يدخن الشيشة التى اعتاد عليها طوال حياته حتى حدث ما سماه بالمعجزة.
وقال : «نعم فإن ما حدث اعتبرته معجزة حيث شاهدت عربة حنطور يسأل راكبها عن الطريق، فتطوعت لإرشاده، وكان هذا الراكب هو المخرج أحمد بدرخان، الذى كان يسأل عن عنوانى ليكلفنى بكتابة حوار لرواية للسينما، ومنحنى 50 جنيها أجرا، فبدأت حياتى تأخذ اتجاها جديدا وهو الكتابة للسينما، وكانت البداية بقصة فيلم «تاكسى حنطور»، ثم قصة فيلم «لو كنت غنى»، إنتاج آسيا داغر، وتقاضيت مبلغ 120 جنيها عن كل منهما.
وقتها كان أبوالسعود الإبيارى قد ألف 100 رواية للمسرح و80 رواية للسينما، وأكد أن تأليف رواية للسينما يستغرق منه حوالى شهرين، وأنه يؤلف نهارا ولا يمسك قلما بالليل، ويمكنه أن يؤلف فى أى مكان توجد فيه شيشة لأنها يهواها، فهو لا يدخن السجائر ولا يشرب الخمر.
وشكا موليير العرب فى الخمسينيات، من أن المؤلف ضحية لأنه لا يملك حرية التأليف ولا يملك أن يدافع عن صناعته أمام سطوة المنتج خاصة إذا انضم إليه المخرج، كما شكا من الصحافة التى تشكو من ضعف التأليف السينمائى وتطالب بأن يشهر كبار الكتاب أقلامهم من أجل السينما، وقال ردا على ذلك أن العمل فى السينما مربح بلا شك، وأن الأدباء يعرفون ذلك جيدا لذلك فهم ليسوا بحاجة لأن يطلب منهم أحد أن يكتبوا للسينما ولكنهم فى حاجة إلى إتقان هذه الصنعة.
وعندما سئل الإبيارى فى هذا الوقت عن أحسن رواياته من وجهة نظره فأجاب بأن أحسن رواية صادفت نجاحا لدى الجمهور هى رواية فاطمة وماريكا وراشيل، التى قام ببطولتها محمد فوزى، ولكن من وجهة نظره فإن أحسن رواية يرى أن لها مغزى وحبكة وفيها فن يرضى عنه هى رواية «ست البيت»، التى قامت ببطولتها سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.
صانع النجوم ومكتشف الجواهر.. تفنن موليير العرب أبوالسعود الإبيارى فى صنع البهجة والنجوم، فاكتشف إسماعيل ياسين، وساهم فى نجومية عشرات النجوم من عمالقة الفن من أجيال مختلفة ومنهم فريد الاطرش، ومحمد فوزى، ولبلبة، وعادل إمام، وأشارت الفنانة الكبيرة لبلبة خلال ندوة تكريمها مؤخرا بمهرجان القاهرة السينمائى إلى أن الإبيارى هو الذى اختار لها اسمها الفنى، قائلة : «أبو السعود الإبيارى سألنى ليه اسمك نونيا، قلت له هو حد بيختار اسمه يا أستاذ؟! قال دى بتتكلم زى اللبلب هنسميها لبلبة».
كون الإبيارى مع إسماعيل ياسين أشهر ثنائى فنى، وتشاركا فى العديد من الأعمال التى ساهمت فى صنع نجومية إسماعيل ياسين ومنها «الفانوس السحرى، وإسماعيل يس فى الطيران، وإسماعيل يس طرزان، إسماعيل يس فى الجيش»، كما كونا معا فرقة إسماعيل ياسين المسرحية، وألف لها الإبيارى 65 مسرحية.
عمل أبوالسعود الإبيارى بالصحافة فى الخمسينيات، فكان يكتب بمجلة «الكواكب» أسبوعيا ومجلة «أهل الفن» تحت عنوان «يوميات أبوالسعود الإبيارى».
كتب أبوالسعود الإبيارى للسينما أجمل أفلامها الكوميدية، حيث ألف معظم أفلام إسماعيل يس، ومحمد فوزى، وفريد الأطرش، وحقق فيلمه «لو كنت غنى» الذى قام ببطولته بشارة وكيم عام 1942، نجاحا مدويا، وبعدها توالت نجاحاته فى مئات الأفلام ومنها: «الزوجة 13، الزوجة السابعة، أنت حبيبى، تعالى سلم، أخر كدبة، نشالة هانم، عفريتة هانم، صغيرة على الحب، جناب السفير، هارب من الزواج، شباب مجنون جدا، طاقية الإخفاء، سكر هانم، المليونير، حواء والقرد، البحث عن فضيحة»، فضلا عن أفلام اسماعيل ياسين التى حملت اسمه.
فن يشبه الناس.. استمد الإبيارى فنه من حياة الناس وتعبيراتهم ومعايشته لهم فى الشوارع والحارات والمقاهى، لذلك عاش هذا الفن وصدقه الناس وحفظوه، وأصبح اسمه يعادل كل معانى البهجة والإبداع، فصنع فنا يشبه حياة المصريين ويجسدها ويعبر عنها، وأصبح أحد أساطير الفن المصرى.
وورث الإبيارى عن أستاذه بديع خيرى القدرة الفائقة على تمصير الروايات الأجنبية لتكون أعمالا شديدة المصرية، لا يمكن لمن يشاهدها أن يتخيل أنها مقتبسة من عمل أجنبى، وهكذا فعل مع رواية مسرحية «إدلر جونسون» التى قام الإبيارى بتمصيرها وتحويلها إلى فيلم مصرى كتب له سيناريو محكم خلال 10 أيام فقط لتصبح فيلم «صغيرة على الحب»، أحد أجمل كلاسيكيات السينما المصرية التى تجمع بين الكوميديا والرومانسية.
عاش أبوالسعود الإبيارى حياة حافلة بالفن والإبداع واستطاع خلال سنوات عمره القليلة أن يثرى الحياة الفنية ويصنع تاريخا ورصيدا من الأغانى والأفلام والمسرحيات والمقالات لا يستطيع غيره أن يصنعه فى مئات السنين، وظل وسيبقى رغم موته حيا فى الوجدان المصرى والعربى إلى الأبد.
وفاة الجبل الضاحك مبتسما.
وعن تفاصيل وفاة موليير العرب، والجبل الضاحك أبوالسعود الإبيارى الذى رحل عن عالمنا فى 17 مارس عام 1996، أشار الكاتب الصحفى خيرى حسن، إلى أنه فى ذلك العام بدأ التعب والمرض يهاجم جسده الذى أرهقته الكتابة بكل توجهاتها، وأشكالها، وفنونها، وتم نقله إلى المستشفى لتلقى العلاج، وبعد أيام من المتابعة الدقيقة لحالته الصحية دخل فى غيبوبة استمرت بعض الوقت.
وقال حسن: قبل 24 ساعة من رحيل الإبيارى، أفاق من غيبوبته، وبدأ يضحك بصورة متقطعة، وإن كانت البسمة حاضرة خاصة وهو يردد: «هاتوا لى عزيزة.. عايز عزيزة»، وعزيزة هى زوجته وأم أولاده وعشرة عمره، وبعد ساعة أو أكثر جاءت الزوجة ومعها أولادها «ميرفت، وليلى، ويسرى، ومحمد، وأحمد، ومجدى»، ودخلوا عليه حجرته فوجدوه مبتسما، ضاحكا، متحدثا معهم فى شوق وسعادة بصوت مسموع، وبعد دقائق أشار لزوجته ومال عليها هامسا حتى لا يسمعه الأولاد، قائلا: «سأموت غدا يا عزيزة»، ثم أخذ يشرح لها ترتيبات الجنازة وسرادق العزاء، وبعد دقائق تركوه فى سريره وخرجت الزوجة والأولاد من عنده عائدين للبيت، والزوجة مطمئنة إلى إنه سيخرج قريبا من وعكته الصحية ويعود لحياته وأولاده وفنه.
وأضاف أن موليير العرب نام على سريره قليلا إلى أن دخل عليه فريقه الطبى المتابع لحالته، ليجدوه قد استسلم تماما لغيبوبة جديدة مفاجئة، استمرت حتى الصباح التالى، وفى الصباح التالى مات.
وهكذا رحل الجبل الضاحك وآخر عهده بالدنيا الضحك والابتسامة التى رسمها على وجوه الملايين عبر الأجيال، رحل موليير العرب العبقرى منجم الذهب أبوالسعود الإبيارى، ضاحكا مبتسما، بعد حياة ثرية حافلة بالفن والإبداع فى 17 مارس 1969، ليبقى بعد رحيله حاضرا رغم مرور كل هذه السنوات تعيش أعماله بيننا يستمتع بها الملايين، وتشهد بعبقرية موهبته وتفردها وما قدمه للفن من أعمال ونجوم.