كشف مرصد الأزهر في تقريره الشهري حول الأوضاع داخل المسجد الأقصى المبارك خلال شهر نوفمبر 2022، عن اقتحام نحو 4.105 مستوطين، تحت قيادة عدد كبير من الحاخامات ورؤساء المدارس المتطرفين الصهاينة وأعضاء الكنيست، ووسط حراسة مشددة من قبل شرطة الكيان الصهيوني.
كما تابع المرصد في تقريره التحريض والاستفزاز الصريحين في تصريحات المسؤولين الصهاينة حول المسجد الأقصى المبارك، والتي جاء أغليها بعد انتهاء انتخابات الكنيست الصهيوني، وإعلان فوز اليمين المتطرف في الانتخابات؛ حيث قال عضو الكنيست "تسيفكا فوجل" –من حزب عوتسما يهوديت: "إنه ما من سبب يمنع قيام المستوطنون بممارسة حقهم في اقتحام الأقصى بالتنسيق مع الجهات كافة، وبالتأكيد سنجد الطريقة التي تسمح بذلك".
أما عضو الكنيست المتطرف عميشاي بن إلياهو، فقال: "سنعود إلى الأيام التي كان فيها جبل الهيكل –يقصد الأقصى المبارك- بأيدينا"، مطالبًا بوجوب الصلاة العلنية داخل الأقصى. كما صرّح إسحاق فاسيرلاوف المرشح لتولي حقيبة وزارية في الحكمة الصهيونية الجديدة، بأن الأقصى هو "أقدس مكان للشعب اليهودي وسنظل مستمرين في حمايته".
في حين كان أكثر هذه التصريحات خطورة واستفزازًا، ما جاء على لسان الصهيوني المتطرف إيتمار بن جفير، عضو الكنيست والمرشح الأبرز لتولي حقيبة وزارة الأمن الداخلي الصهيوني، والذي تعهد فيه بالعمل الجاد على تغيير الوضع القائم حاليًا بشأن صلاة المستوطنين في الأقصى، إضافة إلى تشريع البؤر الاستيطانية في القدس والضفة، وتغيير تعليمات "فتح إطلاق النيران" على المواطنين الفلسطينيين.
ويأتي تحذير المرصد من خطورة تلك التصريحات على الأقصى المبارك ومستقبل الصراع داخل مدينة القدس؛ كونها تخرج من أفواه المسئولين الفائزين في الانتخابات الصهيونية الأخيرة، والمرشحين لتولي قيادة هذا الاحتلال البغيض؛ وهو ما يعكس بوضوح مستقبل الأقصى المبارك في ظل الحكومة الصهيونية المتطرفة المزمع تشكيلها.
وينبه المرصد إلى الخطوات التهويدية التي تنفذها سلطات الاحتلال بشكل ثابت ومدروس، يهدف إلى تطويق المسجد الأقصى المبارك، وطمس معالم مدينة القدس المحتلة، وإضفاء الصبغة الصهيونية عليها. حيث كانت أبرز المستجدات في هذا الشأن: الشروع في بناء جسر سياحي تهويدي فوق أراضي حي الربابة في بلدة "سلوان"، جنوب المسجد الأقصى، يبلغ طوله 200 متر، ويربط بين القدس القديمة وجبل صهيون وحي الثوري. ويشارك في تنفيذه عدد من المؤسسات الصهيونية على رأسها: وزارة شؤون القدس، ووزارة السياحة، وسلطة تطوير القدس، وبلدية الاحتلال وشركة تابعة لها، وجمعية إلعاد الاستيطانية.
وإلى جانب طمس المعالم، يسعى الاحتلال الصهيوني بخبث إلى غسل الأدمغة، وتغييب حقيقة القضية الفلسطينية عن أذهان النشء الفلسطيني وعقوله، من خلال محاولاته فرض المناهج المُحرّفة على طلبة القدس المُحتلة، ووضع صور ورموز صهيونية على جدران المدارس الفلسطينية وداخل غرف التدريس، مثل: صور قادة الكيان الصهيوني، وصورٍ تحتوي على النشيد الصهيوني. وإغلاق المدراس التي ترفض تغيير المناهج، إضافة إلى العنصرية الصهيونية المقيتة تجاه الطفل الفلسطيني في الأراضي المُحتلة، وخاصة في مدينة القدس.
وفي ختام التقرير، حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من المساس بالوضع القائم داخل الأقصى المبارك، والاستمرار في استفزاز الفلسطينيين والمسلمين في أرجاء العالم، وخطورة الإقدام على مثل هذه الإجراءات غير المحسوبة.
ويدعو المرصد المجتمع الدولي النظر بعين الإنصاف إلى القضية الفلسطينية، والتصدي لإرهاب الكيان الصهيوني، خاصة في ظل فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الأخيرة، وما سيترتب عليه من انتهاكات بحق الفلسطينيين ومقدساتهم ومقدراتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة