فى غضون أسابيع قليلة، حدث تحول كبير فى شعبية كل من الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب، ويمكن القول بأن الحال قد انقلب لكل منهما، فمن كان يعانى من تراجع شعبيته،بايدن، بدأ يتعافى تدريجيا، فى حين أن ترامب الذى كان لديه نفوذ قوى على المستوى الشعبى وداخل الحزب الجمهورى، أصبح فى موقف ضعف بعد سلسلة من التحديات.
وتقول صحيفة ذا هيل إن حظوظ دونالد ترامب جو بايدن قد شهدت تحولا هائلا بعد الانتخابات النصفية التي أجريت فى نوفمبر الماضى.
وذكرت الصحيفة أن بايدن لم يعلن رسميا عن ترشحه للبيت الأبيض لفترة أخرى، إلا أن مساعيه غير الرسمية لإعادة الترشح تجرى بالفعل، وتمضى الأمور بشكل عام فى هذا الاتجاه منذ أن منحت الانتخابات النصفية الأخيرة الديمقراطيين دفعة.
وحصل بايدن على أفضل أداء فى أول انتخابات نصفية لأى رئيس منذ الجمهورى جورج دبليو بوش، الذى شهد تضاعف مقاعد حزبه فى النواب والشيوخ، وذلك فى أعقاب هجمات سبتمبر الإرهابية.
صحيح أن أداء بايدن لم يكن جيدا بهذا الشكل، إلا أن موجة انتصارات الجمهوريين التي كانت متوقعة لم تحدث. وصحيح أن الديمقراطيين خسروا أغلبيتهم فى مجلس النواب، إلا أنهم خسروا مقاعد أقل من المتوقع وتمسكوا بسيطرتهم على مجلس الشيوخ.
وأضاف الديمقراطيون مقعدا آخرا لهم فى مجلس الشيوخ بعد انتخابات الإعادة فى جورجيا التي فاز فيها السيناتور رافال ورنوك على منافسه الجمهورى.
أما ترامب، فقد عانى من أسابيع صعبة للغاية منذ الانتخابات النصفية. فقد أعلن أنه سيترشح للبيت الأبيض بعد أيام من التجديد النصفى، لكن عناوين الصحف السلبية ظلت تلاحقه بعد ذلك.
فسياسيا، شاهد ترامب المرشحين الذين أيدهم يخسرون فى الانتخابات النصفية فى الوقت الذى اكتسب فيه منافسه المحتمل حاكم فلوريدا رون ديسانتس تفضيلا لنيل ترشيح الحزب الجمهورى فى انتخابات 2024.
وقبل أسبوع، اقترح ترامب تعليق الدستور لإلغاء نتيجة انتخابات 2020 الرئاسية، وهى التصريحات التي اثارت انتقادات واسعة من الجمهوريين.
وتقول ذا هيل إنه فى حين أن بايدن لبيس من المتوقع أن يعلن إعادة ترشحه قبل الربيع، إلا أن كلا من الديمقراطيين والجمهورين يقولون إن احتمال مواجهة ترامب وبايدن مجددا فى سباق البيت الأبيض يتبلور الآن.
ويقول المخطط الإستراتيجى الجمهورى دوج هاى إن بايدن بشكل واضح فى وضع أقوى اليوم للترشح مقارنة بما كان عليه قبل شهر، وهو امر لا يقال عادة عن رئيس فى المنصب. ويشير هاى إلى أن النتائج الجيدة للانتخابات النصفية قلصت من فرص تحدى حقيقى فى السباق التمهيدى ضد الرئيس بايدن.
وعلى العكس من ذلك، ف‘ن ترامب سيشهد على الأرجح معركة على الفوز بالترشيح الجمهورى. وأوضح هاى أن شعبية ترامب فى الحزب قد تراجعت.
ويشعر الديمقراطيون، حتى هؤلاء القلقين من إبعاد ترامب، بأن الجمهوريين بدأوا ينأون بأنفسهم عن الرئيس السابق.
ويقول المخطط الإستراتيجى الديمقراطى كريستى سيتزر إنه يشعر أن الصداع المسمى ترامب الذى كان لدى الجميع فى السنوات الست الأخير قد بدأ يتراجع أخيرا، مضيفا ان الرئيس السابق لم يعد بنفس القوة التي كان عليها من قبل.
وتظهر استطلاعات الرأى الأخيرة أن بايدن متقدم على بايدن فى احتمال المواجهة بينهما فى سباق البيت الأبيض. فقد أظهر استطلاع كلية ماركيت للقانون فى وقت سابق هذا الشهر أن بايدن يتقدم على ترامب بنسبة 44% مقابل 34%. فى حين وجد استطلاع لصحيفة يو إس إيه توداى إن الدعم الديمقراطى لبايدن قد تحسن بشكل كبير، فى حين ان دعم ترامب بين الجمهوريين تعرض لضربة.
وقال كليفورد يونج، الخبير فى الشئون العامة الأمريكية، إنه قبل الانتخابات النصفية، كان لترامب ميزة بقاعدته الشعبية قبل 2024، لكن الآن، بعد الانتخابات، تراجع ترامب وأصبح الديمقراطيون أكثر ثقة فى بايدن، مما يعده لمعركة متقاربة، وقد بدا السباق بالفعل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة