تواجه أوكرانيا تحديات كبري بحلول فصل الشتاء، وسط قلق متزايد من عجز السلطات الأوكرانية المدعومة من الولايات المتحدة والدول الأوروبية عن توفير امدادات ملائمة للطاقة في ظل تدمير غالبية منشئات البنية التحتية الخاصة بتوليد الكهرباء خلال الحرب التي تقودها روسيا منذ 24 فبراير الماضي.
وبالتزامن مع استمرار المعارك المتقطعة في الشرق الأوكراني ، تعاني أوكرانيا من انتشار الألغام ، وذلك بحسب ما قاله الرئيس الأوكراني فلودمير زيلينسكي في كلمة ألقاها أمام البرلمان النيوزيلندي عبر الفيديو مساء الثلاثاء، مشيراً إلى أن 174 ألف كيلومتر من أراضي بلاده "ملوثة بالألغام" وغيرها من الذخائر غير المنفجرة.
وشدد الرئيس الأوكراني على أنه ليس هناك من سلام حقيقي لأي طفل يمكن أن يموت بسبب لغم روسي مخفي، مناشدا نيوزيلندا التي يتمتع جيشها بخبرة في مجال نزع الألغام بأن تقود جهود إزالة الألغام في بلاده
وحسب زيلينسكي، فإن البحر الأسود وبحر آزوف ملوثان أيضا بألغام عائمة أودت بحياة مئات الآلاف من الكائنات الحية، متّهما روسيا بارتكاب "إبادة بيئية" في بلاده.
من جهتها، قالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن مخاطبة زيلينسكي "لقد سمعت مناشداتكم للحصول على مزيد من الدعم، لا سيّما في ما يتعلّق بآثار الحرب على المدى الطويل، وخاصة على البيئة".
وأضافت "نحن معكم عندما تسعون إلى السلام، لكنّنا سنكون معكم أيضا عندما تعيدون البناء".
وأرسلت نيوزيلندا حوالي 100 عسكري إلى أوروبا لتدريب عسكريين أوكرانيين، كما أعلنت الأربعاء عن تقديم مليوني دولار مساعدات إنسانية إضافية لمساعدة أوكرانيا في مواجهة الشتاء
ميدانيا ، أعلنت أوكرانيا إسقاط 11 مُسيرة في سماء العاصمة كييف صباح اليوم الأربعاء، بينما تستعد واشنطن لتزويد أوكرانيا بصواريخ باتريوت للدفاع الجوي.
وقالت الإدارة العسكرية لمدينة كييف إن قوات الدفاع الجوي أسقطت 11 مسيرة من نوع "شاهد" في أحدث هجوم روسي على العاصمة الأوكرانية، مضيفة أن حطام إحدى الطائرات ألحق أضرارا بمبنيين إداريين في حي شيفتشينكيف وسط العاصمة
ودعا أوليكسي كوليبا رئيس الإدارة العسكرية في كييف المواطنيين للبقاء في الملاجئ مع استمرار الخطر، متهما روسيا بما وصفه بمواصلة إرهاب الطاقة.
وأعلنت هيئة الأركان الأوكرانية مقتل أكثر من 15 جنديا روسيا في منطقة نوفويدار في لوغانسك شرق البلاد، وإصابة أكثر من 250 جنديا روسيا خلال معارك بمقاطعة زاباروجيا جنوبا.
وقالت الهيئة إن قواتها دمرت مقرا لقيادة الأركان الروسية في ميليتوبل بريف زاباروجيا الجنوبي، ومواقع تمركز روسية في منطقتي توكماك وانرغودار التي تحتضن محطة الطاقة النووية في المقاطعة الجنوبية.
وأكد الجيش الأوكراني أن القوات الروسية شنت خلال الساعات الماضية أكثر من ستين هجوما من منصات إطلاق صواريخ على طول خطوط التماس، كما واصلت ضرب البنية التحتية المدنية في مقاطعات خيرسون وميكولايف وزاباروجيا ودينبرو جنوبا، وخاركيف وعلى مناطق سيطرة قواته في دونيتسك ولوغانسك شرقا.
ويحتدم القتال منذ أيام على مشارف مدينة باخموت في منطقة دونيتسك بإقليم دونباس، حيث تسعى القوات الروسية منذ أسابيع إلى انتزاع باخموت، كما تسعى للسيطرة على مدينة أفدييفكا.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام روسية وقوع أضرار في جسر في قرية كونستانتينوفكا بضواحي ميليتوبول الأوكرانية، حيث ظهر مقسوما لنصفين جراء تفجيره بعبوات ناسفة مساء أمس.
وقالت وسائل إعلام روسية إن السلطات علقت حركة المرور على الجسر في الوقت الحالي، وذكرت أن الهدف الرئيسي من استهداف الجسر هو تعطيل إمداد السلع الحيوية، والغذاء والدواء ومواد البناء للأراضي المسيطر عليها من قبل الانفصاليين في منطقتي زاباروجيا وخيرسون.
وبخلاف الدعم الذي ابدته نيوزيلاندا لصالح الأوكرانيين ، قال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن تضع اللمسات الأخيرة على خطط لتزويد أوكرانيا بصواريخ باتريوت للدفاع الجوي.
وأضاف المسؤولون أن واشنطن قد تعلن إرسال هذه الصواريخ إلى أوكرانيا خلال الأسبوع الجاري، على أن يتم تدريب الأوكرانيين على استخدامها في قاعدة للجيش الأميركي بألمانيا، موضحين أن تلك الإجراءات لا تزال بحاجة إلى موافقة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، قبل إرسالها إلى الرئيس جو بايدن للتوقيع عليها.
وفي لندن ، أعلنت الخارجية البريطانية في تغريدة أن رئيس الوزراء البريطاني أعلن حزمة دعم للدفاع الجوي لأوكرانيا بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني، وهي تتألف من 125 مدفعا مضادا للطائرات، وتكنولوجيا لمواجهة المسيّرات الإيرانية.
فيما أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أن المشاركين في مؤتمر باريس للتضامن مع أوكرانيا تعهدوا بتقديم أكثر من مليار يورو لكييف كدعم مالي وعيني خلال فصل الشتاء الجاري
كشفت وزيرة الخارجية الفرنسية عن وضع آلية جديدة سُميت "آلية باريس"، لتنظيم وتنسيق الدعم الدولي والمساعدات لأوكرانيا، وذلك في اختتام أعمال المؤتمر، بمشاركة 46 دولة و24 منظمة دولية من بينها الأمم المتحدة.
وفي قمة ثنائية فرنسية أوكرانية، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن باريس قررت تقديم مساعدات انسانية استثنائية قدرها 76 مليون يورو لأوكرانيا، تضاف إلى 200 مليون يورو التي سبق أن وعدت بها فرنسا.
وقال ماكرون إن هذه المساعدة تتضمن على المدى القصير جدا تسليم 63 مولدا جديدا للكهرباء، موضحا أن المؤتمر وضع آلية لتنسيق المساعدات المقدمة للأوكرانيين، وضمان إيصالها بشكل أفضل.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال كلمته في القمة الثنائية "إن الديمقراطية في أوروبا يجب أن تضمن الأمن، وهو ما يجب أن يظهر في أوكرانيا"، كما عبر عن شكر بلاده للدعم المقدم إليها.
في المقابل ، توعدت روسيا الأوكرانيين بـ"كريسماس بلا سلام" ، علي حد وصف صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ، حيث قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا قبل نهاية العام أمر غير وارد على الإطلاق وأنه بات من المستحيل توقيع أي اتفاق سلام مع الجانب الأوكراني.
وأضاف أنه يجب على كييف إدراك حقائق جديدة على أرض الواقع والتي تشكلت مع بداية العملية العسكرية الروسية هناك في أواخر فبراير الماضي بما في ذلك انضمام أربعة مناطق في شرق أوكرانيا للأراضي الروسية.
وأشار بيسكوف خلال حديث الى انه بدون اخذ تلك الحقائق بالاعتبار والاعتراف بها فانه من المستحيل تحقيق أي تقدم ملموس في الصراع الحالي.
وفي رده على سؤال حول اقتراح الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي باتخاذ ثلاث خطوات لتحقيق السلام منها تقديم الدول الغربية للمزيد من الأسلحة لأوكرانيا وعقد قمة دولية للسلام، وصف المتحدث الرسمي للكرملين تلك الخطوات بأنها خطوات لاستمرار الحرب والأعمال القتالية وليست لتحقيق السلام.