أشاد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف المتابع بالدور الحكومي في مواجهة الإرهاب في الصومال ، وسباق الزمن الذي تقوم به الحكومه الصومالية (بالتنسيق مع المجتمع الدولي) لاستعادة الاستقرار والأمان للدولة التي أنهكها الإرهاب سنوات طويلة. حيث تخوض الحكومة الصومالية حاليًا حربًا عسكرية واقتصادية شاملة ضد حركة (الشباب) الإرهابية، وقد تمكنت بالتعاون مع بعض الأطراف الدولية من تحييد المئات من عناصر الحركة الإرهابية، وتحرير العديد من المناطق التي كانت تقع تحت سيطرتها لمدة طويلة. كذلك فقد تمكنت الحكومة الصومالية من تجميد حسابات حركة (الشباب) في شبكات التحويلات المالية والبنوك في البلاد.
ووفق مصادر أمنية، دخلت القوات المسلحة الصومالية في اشتباكات عنيفة مع الحركة في قريتي "جرس ماجان" و"الحريري" وسط "هيران" بمنطقة "شبيلي الوسطى" أسفرت عن مصرع أكثر من (100) إرهابي.
كما تمكنت القوات مؤخرًا من استهداف (21) من عناصر (الشباب) قرية "جالكا ساليمو" بعد أن تلقى جهاز المخابرات الصومالي معلومات تفيد باستعداد عناصر الحركة لمهاجمة السكان المحليين. في السياق ذاته، تمكنت السلطات الصومالية بالتعاون مع السكان المحليين من تحييد (97) من عناصر الحركة الإرهابية في علميتين عسكريتين وسط البلاد.
كذلك تصدت وزارة الدفاع الصومالية الجمعة 11/11/2022م، لهجوم استهدف قاعدة عسكرية في منطقة "بوردار" بمنطقة "هيران" وسط البلاد، وأسفرت المواجهات عن مقتل (12) من عناصر الشباب الإرهابية.
كما تمكنت القوات الصومالية من استعادة السيطرة على منطقة "وبحو" التابعة لمحافظة "غلغدود" (المعقل الرئيس للحركة منذ أكثر من 15 عامًا) وتحرير قرى "ورحولي"، و"عيل بوري"، و"عيل غرف" بولاية "غلمدغ" وسط البلاد.
وقد احتضنت العاصمة (مقديشو) الأسبوع الماضي، مؤتمرًا برئاسة وزير المالية الصومالي "علمي نور" بمقر وزارة المالية بحضور كل من وزيري العدل والتجارة، ومحافظ البنك المركزي، والنائب العام، ومدير المخابرات، إضافة إلى رؤساء شركات المال الخاصة، لمناقشة آليات منع وصول الأموال للحركة، وسبل حماية المعلومات الخاصة بالكيانات المالية، وتعزيز الرقابة. وشدد البيان الختامي على توجه الحكومة الصومالية نحو تطوير سياسات جديدة في هذا الاتجاه، والوفاء بتعهداتها وفق متطلبات الحرب المالية على التنظيم الإرهابي.
من جانبه يرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن الصومال حقق مكاسب غير عادية في الآونة الأخيرة في الحرب على حركة الشباب الإرهابية وذلك بسبب تبني الحكومة الجديدة، وعلى رأسها الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ، - إستراتيجية مغايرة شاملة ارتكزت على عدة محاور، كان أبرزها التحول من الدفاع إلى الهجوم وتوجيه ضربات استباقية قبل وقوع العمليات الإرهابية، مما أسفر عن سقوط المئات من عناصر الحركة الإرهابية. بالإضافة إلى تجفيف منابع تمويل الحركة بتجميد حساباتها في البنوك هذا من ناحية، من ناحية أخرى ركزت الدولة على الاستحقاقات الاقتصادية للرفع من مستوى الوضع المعيشي للسكان. فضلاً عن تعزيز العلاقات الدولية لدعم الصومال أمنيًّا واقتصاديًّا.