قالت صحيفة ذا هيل الأمريكية إن الجدل المثار كل ساعة تقريبا بشأن تويتر خلال الأيام الماضية، أثار نقاشا سياسيا فى الولايات المتحدة حول المنصة، التى أصبحت مكونا أساسية فى الخطاب العام، خاصة فى بلاد العم سام.
فقد كانت الشركة قد قالت فى تقريرها إن لديها 238 مليون مستخدم نشط فى جميع أنحاء العالم فى الربع الثانى من 2022، قبل أشهر قليلة من سيطرة إيلون ماسك على الشركة. كان منهم أكثر من 41 مليون فى الولايات المتحدة.
واحتفى المحافظون بالخطوات التى اتخذها ماسك منذ إتمام صفقة استحواذه على تويتر مقابل 44 مليار دولار فى أكتوبر، ورأوا أن أيامه الأولى فى قيادة الشركة هى تصحيح لميلها نحو اليسار فى عملية اتخاذ القرار بالشركة، على حد قولهم.
فقد أشاد السيناتور الجمهورى جون كيندى بماسك فى مقابلة مع فوكس نيوز، وقال أن الملياردير قام بموقف شجاع للغابة فيما يتعلق بالتعديل الأول الخاصة بحماية الحق فى التعبير، وذلك منذ استحواذه على الشركة، وقد ثبت أنه قوى وصارم. وجاء ذا قبل يوم واد فقط من تعليق تويتر لحسابات صحفيين بارزين بصحف واشنطن بوست ونيويورك تايمو وسى أن إن. واتهم ماسك حسابات هؤلاء الصحفيين بنشر بيانات خاصة كانت تتبه مسار طائرته.
كما هاجم الليبراليون أمام قرارات ماسك وإعلاناته التى تراوحت ما بين رفع الحظر عن عدد من الحسابات اليمينة المثيرة للجدل، وأبرزها كان حساب الرئيس السابق دونالد ترامب، وتشجيع المستخدمين على التصويت لجمهورى فى الانتخابات النصفية.
ورأى الليبراليون قيام ماسك بحظر حسابات الصحفيين، قبل إعادتها مرة أخرى، بانه يظهر استعداد لبسط نفوذه لمعاقبة هؤلاء الذين ينتقدونه، ويظهر زيف مزاعمه بانه ملتزم بحرية التعبير.
وقال سيمون روزنبيرج من مؤكز أبحاث "إن دى إن" المنتمى لليسار الوسط، أن فكرة أن ماسك يحاول إنشاء شبكة مفتوحة وشفافة هى ليس ما يحدث بشكل واضح. فجزء هام من الخطاب العام العالمى أصبح فى خطر، وهذا أمر مؤسف لأنه، أى تويتر، أقرب إلى ميدان ويقوم ماسك بالتضليل بشكل واضح بشأن حجته حول ما سيفعله بتويتر. وأضاف روزنبيرج أن ماسك قد تحالف مع مصالح اليمين المتطرف فى الولايات المتحدة.
وما يعقد الصورة هو استمرار التداعيات الناجمة عن قرار اتخذته الإدارة السابقة لتويتر.
فقبل عامين، وضع تويتر قيودا على نشر قصة نشرتها صحيفة "نيويورك بوست" عن جهاز اللاب توب الخاص بهانتر بايدن، نجل الرئيس بايدن، والتى نشرت فى الشهر الأخير من حملة الانتخابات الرئاسية الامريكية لعام 2020. ففى هذا الوقت، كان هناك مؤشرات على أن القصة يمكن أن تعد نوعا من حملة التضليل المعلوماتى، إلا أن هذه المزاعم لم تصمد أبدا، بل أصبحت مشروعية القصة الأصلية أكثر قوة.
واعترف رئيس تويتر السابق جاك دورسى بأن استجابة شركته الأصلية كانت خاطئة، وأصبحت حجة لدى المحافظين الذين جادلوا علنا بانهم يعانون من الانحياز لليبراليين بين العاملين فى تويتر، وبين وادى السليكون بشكل أكبر.
وقال النائب جيم جوردان، العضو الجمهورى البارز باللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكى، أن تويتر قد أدار عملية تضليل معلوماتى فى البلاد.